بالصور... ضربة روسية تبدد الهدوء في قرية أوكرانية كانت بمنأى عن المعارك

رجل يقف بجوار دراجته عقب ضربة روسية على مستودع لتخزين الوقود في  كالينيفكا بأوكرانيا (أ.ف.ب)
رجل يقف بجوار دراجته عقب ضربة روسية على مستودع لتخزين الوقود في كالينيفكا بأوكرانيا (أ.ف.ب)
TT

بالصور... ضربة روسية تبدد الهدوء في قرية أوكرانية كانت بمنأى عن المعارك

رجل يقف بجوار دراجته عقب ضربة روسية على مستودع لتخزين الوقود في  كالينيفكا بأوكرانيا (أ.ف.ب)
رجل يقف بجوار دراجته عقب ضربة روسية على مستودع لتخزين الوقود في كالينيفكا بأوكرانيا (أ.ف.ب)

يغطي عمود من الدخان الأسود المتصاعد من مخزن للوقود استهدفته ضربة روسية سماء كالينيفكا الهادئة، حاجباً أشعة الشمس في القرية التي كانت نسبياً بمنأى عن أجواء المعارك.
ولا تزال النيران تلتهم حطام مخزن الوقود الواقع على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الجنوب من كييف، غداة الضربة الروسية التي استهدفته بصواريخ «كاليبر» البعيدة المدى.
وقالت تاميلا إيفانيوك (57 عاماً) في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية من أمام متجر محلي، «شاهدنا الانفجار والحريق الذي اندلع. كان الأمر مخيفاً جداً».
وكالينيفكا قرية زراعية هادئة منازلها قديمة تقليدية تكثر فيها البرك المائية، لكن السكان يخشون من أن تتحول قريتهم إلى هدف للقوات الروسية إذا ما تسارعت وتيرة عملياتها العسكرية لتطويق العاصمة كييف.
https://twitter.com/AFP/status/1507312588765364227
وسبق أن تعرضت القرية لهجمات عدة، كما دمرت غارات روسية مطار فاسيلكيف القريب منها في 12 مارس (آذار)، لكن الحجم الهائل للانفجار الذي خلفه استهداف مخزن الوقود يتخطى كل ما شهدته القرية منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا قبل أربعة أسابيع.
وقالت عاملة المقهى آنيا فولفرام البالغة 19 عاماً، «تحطمت النوافذ في منازل عدة» في القرية الواقعة على بعد نحو كيلومترين من مخزن الوقود، وتابعت: «نحن قلقون الآن من تمدد النيران إلى أبنية سكنية».
جاءت الضربة غداة إعلان روسيا أنها أنجزت المرحلة الأولى من غزوها، وأنها ستركز جهودها على منطقة دونباس الناطقة بالروسية في شرق أوكرانيا.

قالت موسكو، إن المخزن كان يستخدم لتموين القوات الأوكرانية في وسط البلاد، وإنها استهدفته بـ«صواريخ (كاليبر) البعيدة المدى والعالية الدقة»، موضحة أن الصواريخ أطلقت من البحر.
وأكدت أوكرانيا التي تحتاج إلى شتى أنواع المساعدات لصد الغزو الروسي، وقوع الضربة نحو الساعة 20.00 بالتوقيت المحلي (18.00 بتوقيت غرينتش) الخميس.
وغداة الضربة كانت النيران ما زالت مشتعلة. وشوهدت في الموقع صهاريج بيضاء عدة مدمرة وحريق أصغر نطاقاً تلتهم ألسنته خطاً متضرراً لتوزيع الوقود.

تفقد متطوعو الدفاع المدني الأوكراني مراراً الموقع لسؤال الصحافيين عما يفعلونه في المكان.
وعند نقطة تفتيش قرب المخزن، قال أحد حراس المنشأة طالباً عدم كشف هويته، «الانفجار كان كبيراً جداً... لحسن الحظ لا توجد إصابات».
وقال سكان إنه رغم أن قريتهم تبعد عشرات الكيلومترات عن خط الجبهة، إلا أنها تعرضت لهجمات روسية خمس إلى عشر مرات بما في ذلك إطلاق نار استهدف مصنعاً لتعليب الأسماك.

وقالت فولفرام، «كان الأمر مخيفاً جداً، لكن في الوقت الراهن ليس لدينا مكان نهرب إليه»، واتهمت فولفرام موسكو بالسعي إلى تدمير البنى التحتية لأوكرانيا لدفع شعبها إلى الرحيل.
غادر الأراضي الأوكرانية نحو 3.7 ملايين شخص هرباً من المعارك، لكن سكان كالينيفكا متمسكون بأرضهم رغم استهداف مخزن الوقود القريب.
وقالت إيفانيوك، وهي عاملة في مصنع «سنبقى في بلدنا أوكرانيا»، واصفة الغزو الروسي بأنه هجوم «لا يعقل» على شعب مسالم.
وتابعت: «إلى ذلك، أوروبا مكتظة بمواطنينا. إلى الآن نحن لا نخطط للذهاب إلى أي مكان وسنبقى في بلدنا».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.