ألغت الولايات المتحدة الأميركية اجتماعات كان من المقرر عقدها في الدوحة مع مسؤولين من «طالبان»، بسبب رفض الحركة الحاكمة في أفغانستان السماح لجميع الفتيات بالعودة إلى المدراس الثانوية، وذلك بعدما كانت واشنطن أصدرت بياناً مشتركاً مع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والنرويج حذر «طالبان» من أن عدم التراجع عن هذا القرار سيقوض آمالها بالحصول على شرعية دولية. فيما انتقدت وزيرات خارجية 16 دولة بشدة تصرفات «طالبان»، وأعلن متابعتهن الوضع عن كثب وربط المساعدات الإنسانية بالتزام الحركة بوعودها. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن قرار «طالبان»، «كان مخيباً للآمال بشدة وتراجعاً يتعذر تفسيره عن الالتزامات تجاه الشعب الأفغاني أولاً، وقبل كل شيء وكذلك تجاه المجتمع الدولي». وأضاف: «ألغينا بعض ارتباطاتنا، بما في ذلك الاجتماعات المزمعة في الدوحة، وأوضحنا أننا نرى أن هذا القرار نقطة تحول محتملة في ارتباطاتنا». كانت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا والنرويج أصدرت بياناً مشتركاً، أول من أمس، طالبت فيه «طالبان» بأن «تعود بصورة عاجلة» عن القرار الذي اتخذته الأربعاء، وأغلقت بموجبه المدارس الثانوية في وجه الفتيات الأفغانيات، حسب ما جاء في وكالة الصحافة الفرنسية. وحذر البيان من أن عدم التراجع عن هذا القرار سيقوض آمال الحركة بالحصول على شرعية دولية وطموح أفغانستان في أن «تصبح عضواً محترماً في مجتمع الأمم». واعتبرت القوى الغربية، في بيانها، أن إصرار الحركة المتشددة على منع الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية «ستكون له تداعيات حتمية على فرص (طالبان) في الحصول على دعم سياسي وشرعية، سواء في الداخل أو في الخارج»، محذرة من عواقب أيضاً على «التماسك الاجتماعي» و«النمو الاقتصادي للبلاد».
كما شدد البيان على أن «كل مواطن أفغاني، أكان فتى أم فتاة، ذكراً أم أنثى، له حق متساوٍ في التعليم على جميع المستويات، وفي جميع مقاطعات البلاد». وفي برلين، صدر بيان مشترك لوزيرات خارجية 16 دولة انتقد بشدة تصرفات «طالبان» ضد الفتيات. وقال البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الألمانية «بصفتنا نساء ووزيرات للخارجية، نشعر بخيبة أمل كبيرة وقلق عميق من أن الفتيات في أفغانستان سيُمنعن من الالتحاق بالمدارس الثانوية هذا الربيع».
وشمل البيان، وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، ونظيراتها في ألبانيا وأندورا وأستراليا وبلجيكا والبوسنة والهرسك وإستونيا وأيسلندا وكندا وكوسوفو وملاوي ومنغوليا ونيوزيلندا والسويد وتونجا وبريطانيا. وقال بيان الوزيرات إن قرار «طالبان» تعليق التعليم الثانوي مقلق بشكل خاص بالنظر إلى تعهدات «طالبان» المتكررة بأن جميع المدارس ستكون مفتوحة لجميع الأطفال. ودعا البيان، «طالبان»، إلى «الوفاء بالتزاماتها تجاه شعب أفغانستان والامتثال للاتفاقيات الدولية التي وقعتها أفغانستان، والتراجع عن قرارها الأخير والسماح بالوصول المتساوي إلى جميع مستويات التعليم في جميع مقاطعات البلاد. يجب التغلب على صعوبات عملية خلال تنفيذ سياسة تعليمية غير تمييزية». وتعتزم الوزيرات «المتابعة عن كثب كيف ستفي (طالبان) بوعودها»، وربط المساعدات الإنسانية وما يتجاوزها في أفغانستان بـ«النتائج المتعلقة بهذا الأمر». ومنذ استولت «طالبان» على السلطة في أفغانستان في أغسطس (آب) الماضي، والفتيات ممنوعات من ارتياد المدارس الثانوية. لكن الحركة المتشددة سمحت بإعادة فتح هذه المدارس، الأربعاء، في قرار ما لبثت أن تراجعت عنه في اليوم نفسه، من دون أن توضح أسباب هذا التضارب في القرارات.
وخلال الأشهر السبعة التي قضتها حتى اليوم في الحكم، فرضت «طالبان» قيوداً كثيرة على النساء، إذ منعتهن من مزاولة العديد من الوظائف الحكومية، وأجبرتهن على ارتداء أزياء محددة، ومنعت انتقالهن من مدينة إلى أخرى من دون مَحرم.
إلى ذلك، تبرعت روسيا بـ17 طناً من الإمدادات الطبية إلى القيادة الصحية التابعة لوزارة الدفاع الأفغانية، طبقاً لما ذكرته الوزارة في بيان أمس الجمعة.
ونقلت وكالة «باجوك» الأفغانية للأنباء عن البيان قوله إن المبعوث الخاص الروسي لدى أفغانستان زامير كابولوف، سلم المعونات إلى الوزارة.
واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» لحظرها تعليم الفتيات
انتقادات دولية وسط قلق 16 وزيرة خارجية من تخلف الحركة عن التزاماتها
واشنطن تلغي محادثات مع «طالبان» لحظرها تعليم الفتيات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة