دعا خبراء سعوديون في كرة القدم إلى أهمية الواقعية وعدم رفع درجة الضغوط على لاعبي الأخضر في مشاركته المقبلة بنهائيات كأس العالم 2022 المقررة في قطر.
وبين الخبراء لـ«الشرق الأوسط» أن الحديث عن منجز أكبر من المشاركات السابقة، خصوصاً المشاركة الأولى في مونديال أميركا 1994، قد يعزز الضغوط وينعكس سلباً على المشاركة المقبلة، مشددين على أن الأهداف والطموحات يجب أن تكون واقعية وبناء على مقاييس بعد أن يتم سحب القرعة ومعرفة المنتخبات في المجموعة نفسها التي سيقع فيها الأخضر، وإن كانت القرعة تعتمد على تصنيف المنتخبات وتقسيمها إلى مستويات لعدم وقوع أكثر من منتخبين مصنفين في مراكز متقدمة عالمياً بمجموعة واحدة.
وأشاروا إلى أن عدم وجود لاعبين سعوديين محترفين في أوروبا له الأثر في خفض الطموح دائماً.
وقال اللاعب عبد الله سليمان الذي وجد في 3 مشاركات سعودية بنهائيات كأس العالم، إن «المهم أن نتخذ الأمور بواقعية ولا تكون العاطفة هي من يتحكم وبعدها نتعرض لصدمة من المشاركة المقبلة».
وأضاف: «صحيح أن المشاركة المقبلة في قطر هي السادسة بتاريخ المشاركات السعودية، لكن هذا لا يعني أن المطلوب هو العبور للدور ربع النهائي، الأهم أن نكون واثقين أن هذه المجموعة الحالية من اللاعبين، وهذا المنتخب، يضم مدرباً وجهازين فني وإداري أكفاء ولاعبين على مستوى جيد جداً، وهم من نجحوا في ضمان بطاقة التأهل للمونديال قبل نهاية التصفيات بجولتين».
وبين أن الطموح يرتفع، لكن الواقع يقول إن المنتخب السعودي الحالي لا يضم بين صفوفه أي لاعب محترف بأوروبا، ومع وجود نجوم أجانب موجودين في الدوري السعودي تطور الأداء، وإن تقلصت فرص مشاركة السعوديين في بعض المراكز.
وأوضح أن اللاعبين السعوديين من الأفضل على المستوى القاري، ولكن على مستوى العالم من الصعوبة أن يكون المنتخب السعودي منافساً قوياً، ولكن العبور للدور الثاني ستكون له قيمة.
وحول الأحاديث عن وجود ضعف في الجانب الدفاعي بالمنتخب السعودي، قال سليمان: »المنتخب أو أي فريق يمثل كتلة واحدة، الكرة في العالم تغيرت وباتت منظومة، هذه هي الأسماء الموجودة وليس هناك أفضل منها، يجب أن نثق فيها، المدافعون السابقون إذا قيل إنهم أفضل من الحاليين، فالحال ينطبق أيضاً على المهاجمين، مهم ألا نقلل من قيمة أي لاعب ونفقد الثقة فيه».
وشدد على أهمية خلق تنافس بين اللاعبين في كل المراكز بما في ذلك حراسة المرمى، مشيراً إلى أن قرار الحارس عبد الله المعيوف التراجع عن الاعتزال الدولي سيكون له أثر إيجابي، لأن عودته ستخلق منافسة قوية مع محمد العويس، وبالتالي الفائدة للمنتخب السعودي.
فيما قال أحمد جميل قائد المنتخب السعودي السابق، إن رسم الطموح يجب أن يكون منطقياً، وبعد أن يتم سحب القرعة، حيث يمكن أن يجعل المدرب الفرنسي رينارد ومساعديه يختارون الطريقة المناسبة للإعداد للمنتخبات في المجموعة من أجل السعي لعبور الدور الأول على الأقل، كما حصل في مونديال أميركا، مع الأخذ بالاعتبار الفوارق بين الجيلين من اللاعبين على مستوى العالم والظروف لكل فترة.
وأضاف: «وجود البطولة بمنطقة الخليج العربي وفي دولة قطر بكل تأكيد يحمل شعوراً إيجابياً جداً بحكم المنجزات التي تحققت للكرة السعودية في الدوحة، كما أن تناسب الأجواء وأيضاً الدعم الجماهيري سيكون له أثر، ولكن يجب أن يفرض المنطق نفسه ولا تكون هناك ضغوط رهيبة على اللاعبين وأهمية منحهم الثقة في تقديم الأفضل لديهم في أقوى منافسة كروية».
وحول الحديث عن ضعف خط الدفاع السعودي قال جميل: «ليس الحال بالصورة التي تجعلنا مرتبكين، كرة القدم منظومة واحدة وللمدرب الوقت الكافي للتصحيح في جميع الخطوط، ويجب أن نقبل أن هذه الأسماء في المنتخب هي الأفضل ولا يمكن أن نستعير آخرين والحال نفسه في كل الخطوط».
أما خالد الدوسري الشهير بـ«خالدين» حارس المنتخب السعودي السابق، فقد أشار إلى أن أداء المنتخب في كثير من المباريات بالتصفيات لم يكن قوياً، وكانت هناك مصاعب في بعض المباريات آخرها أمام الصين التي جاءت بعد ضمان التأهل.
وأضاف: «يحتاج مدرب المنتخب السعودي رينارد إلى عمل كبير في كل الخطوط بداية من حراسة المرمى وانتهاء بالهجوم، حيث إن المنتخبات المشاركة في المونديال تختلف كثيراً عن المنتخبات الآسيوية، ولذا يجب أن يكون التجهيز عالياً، وإن كان الوقت الزمني ضيقاً جداً».
وحول وضع حراسة المنتخب السعودي قال خالدين: «نحتاج إلى حارس مرمى متفاهم مع المدافعين بشكل أكبر ويخرج للكرات العرضية التي تعد نهجاً في الكرة الحديثة، وكذلك نحتاج إلى منافسة على مستوى الحراسة، وهذا سيكون بعد عدول الحارس عبد الله المعيوف عن الاعتزال ومنافسته للحارس محمد العويس الذي لم يجد له منافساً في المنتخب منذ فترة».
وعن الطموح في المشاركة المقبلة، بين أن المهم أن يتم تطوير الأداء الفني وتسريع اللعب وتجاوز النهج السابق بالتمرير الكثير للكرة، لأن الكرة الحديثة في العالم تركز على سرعة الوصول إلى المرمى دون تعقيدات.
وعبر عن الأمل في العبور للدور الثاني على الأقل، إلا أنه عاد وشدد على أن المنتخبات الأوروبية وأميركا الجنوبية والأفريقية تسجل تفوقاً بحكم الاحتراف، وهذا يجعل الحديث عن الطموح سابقاً لأوانه قبل معرفة المنتخبات التي تقع في المجموعة نفسها.
في المقابل، شدد اللاعب إبراهيم سويد على أن التأهل للمونديال للمرة السادسة كان نتاج عمل طويل، مشيراً إلى صعوبة التصفيات، مستشهداً بحسم التأهل قبل الختام بجولتين.
وأضاف: «يجب أن نكون منطقيين ولا نطالب المنتخب بالمستحيل، الأهم أن يقدم اللاعبون أفضل ما لديهم ولدينا الثقة في القدرة على الوصول إلى الدور الثاني، بطولة العالم تضم أكبر المنتخبات في العالم، ويجب أن نكون واقعيين في طموحنا».
وبين أن المنتخب السعودي لا يمكن أن نضعه في صراع أمام منتخبات فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وغيرها، ولذا يجب أن نكون منطقيين ونرفع الضغوطات على اللاعبين، «إنهم يستطيعون المنافسة في أدوار متقدمة»، مشيراً إلى أن العبور للدور الثاني ستكون له قيمة عالية للمنتخب السعودي.
وعبر عن الأمل في أن تكون القرعة جيدة نسبياً للمنتخب السعودي بوجود منتخبات قريبة، ولا تكون جميع المنتخبات في المجموعة نفسها على مستوى عالٍ من القدرات والخبرات والطموح العالي.
ياسر المسحل ورينارد واللاعبون فرحاً بالصعود (الاتحاد السعودي لكرة القدم)
وأخيراً قال المدرب خالد القروني إن المنتخب السعودي يسير بخطى ثابتة وفق نهج، ونجح بكل جدارة في الوصول إلى المونديال للمرة السادسة، وهذا الجانب الإيجابي يجب العمل والبناء عليه، وإن كان هناك انخفاض في الأداء بالمباراة الماضية ضد الصين، وقد يكون ذلك طبيعياً بحكم أن ضمان التأهل تم قبل خوض المباراة، وهذا ليس مبرراً في التفريط بالصدارة.
وعن قدرة المنتخب السعودي في تحقيق منجز بالمونديال المقبل، قال القروني إن الأكيد أنه سيكون ضمن المجموعة منتخب أوروبي وآخر من أميركا اللاتينية وثالث من أفريقيا، أو وجود منتخبين أوروبيين بحكم عددها، «ولذا يتوجب أن يتم وضع برنامج على ثلاث مراحل تكون من خلاله مباريات ودية تتناسب مع المنتخبات التي سنواجهها».
وشدد على أن رفع سقف الطموح مشروع، إلا أن الأهم ألا تكون هناك ضغوط، وأن يثق الجميع في أن الجهازين الفني والإداري واللاعبين لديهم طموح في تحقيق أفضل النتائج وتسجيل مشاركة مشرفة.
وأضاف: «المهم أن نعزز الإيجابيات ونترك السلبيات وتوسيعها وتكبيرها، ما قد يكون له أثر سلبي على اللاعبين ويهز ثقتهم، وهذه رسالتي للإعلام أن يترك الحديث عن الجوانب الفنية للمختصين فيها وعدم التأثير السلبي كما حصل في مناسبات سابقة، ولذا يجب أنوه بأن للإعلام دوراً فعالاً في التأهل من خلال التصفيات».