محكمة الجنايات تقضي بسجن 4 مغاربة أدينوا بقضايا إرهابية

وجهت إليهم تهمة تكوين عصابة بهدف المس الخطير بالنظام العام

محكمة الجنايات تقضي بسجن 4 مغاربة أدينوا بقضايا إرهابية
TT

محكمة الجنايات تقضي بسجن 4 مغاربة أدينوا بقضايا إرهابية

محكمة الجنايات تقضي بسجن 4 مغاربة أدينوا بقضايا إرهابية

أصدرت محكمة الجنايات المكلفة قضايا مكافحة الإرهاب في مدينة سلا المغربية قرب الرباط، أمس أحكاما تراوحت بين سنتين وأربع سنوات في حق أربعة متهمين، بينهم امرأة، أدينوا بقضايا إرهابية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن المحكمة قضت بالسجن أربع سنوات لمتهم واحد، وثلاث سنوات لمتهمين اثنين، فيما حكمت على المتهمة الرابعة بالسجن سنتين.
ووجهت إلى الأربعة تهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، والاعتداء عمدا على حياة وسلامة الأشخاص».
من ناحية أخرى، أمر قاضي التحقيق المكلف قضايا مكافحة الإرهاب بإيداع تسعة أشخاص، بينهم ضابط سابق في الأمن، السجن بعد الاستماع إليهم في إطار التحقيق الابتدائي، حسب المصدر. ووجهت لهؤلاء، الذين تتحدر غالبيتهم من مدينة مكناس (وسط) التهم ذاتها.
ويعتبر المغرب مهددا بشكل مباشر من تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما ورد في شريط فيديو العام الماضي، كما لا تخفي المملكة قلقها من عودة المغاربة المجندين إلى جانب تنظيم «داعش» المنتشر في العراق وسوريا وليبيا.
وتشير آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات المغربية إلى أن حصيلة مكافحة الإرهاب منذ 2002 بلغت 132 خلية مفككة، فيما بلغ عدد المعتقلين 2720 شخصا، فضلا عن 267 محاولة إرهابية فاشلة، بينها 41 هجوما بالسلاح، وسبع محاولات اختطاف، و109 محاولات اغتيال و119 محاولة تفجير.
وقد أقرت الحكومة المغربية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تعديلات قانونية جديدة تعاقب بالسجن حتى عشر سنوات لكل من التحق، أو حاول الالتحاق ببؤر التوتر، أو قام بالتجنيد أو التدريب لصالح التنظيمات الإرهابية، إضافة إلى غرامات قد تصل إلى 224 ألف يورو.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.