هل العلاقات العامة تلعب دوراً حيوياً في مستقبل المدربين في بريطانيا؟

العديد من المديرين الفنيين يستفيدون منها عندما يتعلق الأمر بالترشح لتولي وظيفة معينة

ألاردايس لم يعد يحظى بالاحترام الذي يستحقه على كل ما قدمه (غيتي)
ألاردايس لم يعد يحظى بالاحترام الذي يستحقه على كل ما قدمه (غيتي)
TT

هل العلاقات العامة تلعب دوراً حيوياً في مستقبل المدربين في بريطانيا؟

ألاردايس لم يعد يحظى بالاحترام الذي يستحقه على كل ما قدمه (غيتي)
ألاردايس لم يعد يحظى بالاحترام الذي يستحقه على كل ما قدمه (غيتي)

قال المدير الفني الإنجليزي سام ألاردايس مازحاً منذ ما يقرب من عقد من الزمان: «لن أتولى قيادة أي نادٍ من بين الأندية الأربعة الأوائل على الإطلاق، لأن اسمي هو ألاردايس، وليس ألارديشي»، في إشارة إلى أنه مدير فني إنجليزي وليس إيطاليا حتى يتولى تدريب أحد أندية القمة. وكان ألاردايس يتولى القيادة الفنية لنادي وستهام في ذلك الوقت، وكان يجيب عن أحد الأسئلة قبل مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي.
وسرعان ما وصف ألاردايس ما قاله بأنه «كلمات ساخرة»، لكن كان هناك شيء من الحقيقة فيما قاله في واقع الأمر!
لقد كان ألاردايس يعاني من مشكلة في العلاقات العامة، وهي المشكلة التي تفاقمت في السنوات التسع التالية منذ أن أدلى بهذه التصريحات الساخرة في غرفة الصحافيين. وقد عانى العديد من المديرين الفنيين الآخرين من نفس المشكلة خلال السنوات الأخيرة.
وحتى لو لم تكن العلاقات العامة شيئا ملموسا بالنسبة للمديرين الفنيين، فلا يوجد أدنى شك في أنها تؤثر على فرص عملهم، لا سيما في عصر يمكن أن تؤدي فيه مجرد الإشارة إلى ارتباط النادي بمدير فني جديد إلى رد فعل كبير على شبكة الإنترنت.
ودائما ما كانت آراء الجماهير في المدرجات لها تأثير كبير على اللعبة، لكن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تزيد من التصورات والانطباعات المتداولة، سواء كانت هذه التصورات حقيقية أم لا.


رغم الإنجازات التي حققها يتعرض ساوثغيت للانتقادات (رويترز)

وتشير تعليقات ألاردايس إلى أن هذه القضية تمثل مشكلة في بريطانيا فقط، لكنها ليست كذلك في حقيقة الأمر. وعلاوة على ذلك، فإن تداعيات هذه القضية ليست سلبية فقط، حيث يستفيد العديد من المديرين الفنيين من العلاقات العامة الإيجابية عندما يتعلق الأمر بالترشح لتولي وظيفة معينة. ومع ذلك، هناك شعور عام بأن المديرين الفنيين البريطانيين يبدأون مسيرتهم التدريبية من موقع ضعيف. ودائما ما يتم تصوير ألاردايس على أنه ينتمي إلى المدرسة الكلاسيكية القديمة في مجال التدريب، وأنه يعتمد على الدفاع الصارم، ويجيد إنقاذ الفرق التي تصارع من أجل تجنب الهبوط، لكنه ليس حلا طويل الأجل لناد يفكر في التقدم إلى الأمام.
ويعود جزء من هذا الانطباع إلى سلوكه والوظائف التي شغلها - خاصة في السنوات الأخيرة - رغم أنه داخل اللعبة، كان يُعتبر في وقت من الأوقات في طليعة الثورة العلمية الرياضية، وعندما تم منحه الوقت الكافي حقق نجاحا كبيرا في معظم المهام التي أسندت إليه.
لكن، وكما أعرب عن أسفه عند استدعائه لتولي القيادة الفنية لنادي وست بروميتش ألبيون في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فإنه لم يحصل على التقدير الذي يستحقه بعد العمل الرائع الذي قام به مع نادي بولتون عندما قاده لأن يكون ضمن المراكز الثمانية الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز لأربعة مواسم متتالية، مشيرا إلى أن الأمر كان سيختلف تماما لو حقق أي مدير فني آخر هذا الإنجاز.
وقال ألاردايس: «في السنوات الأولى كان الأمر يتعلق ببناء سمعتي كمدير فني جيد من خلال العمل في جميع الدوريات المختلفة وأخيراً بناء سمعة كبيرة من خلال العمل الذي قمت به مع نادي بولتون ونقله إلى المكانة التي أصبح عليها. لكن معظم ذلك تم نسيانه مرة أخرى الآن، وأصبح الأمر يتعلق فقط بمن أنا في هذه اللحظة». ويبدو أن ألاردايس لم يعد يحظى الآن بالاحترام الذي يستحقه على كل ما قدمه. إن ألاردايس يعاني فيما يتعلق بالعلاقات العامة، لدرجة أن الكثيرين قد احتفلوا على وسائل التواصل الاجتماعي بهبوط وست بروميتش ألبيون من الدوري الإنجليزي الممتاز لأنهم يرون أن ذلك يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الخطط التكتيكية التي يعتمد عليها ألاردايس قد عفا عليها الزمن ولم تعد تجد نفعا في الوقت الحالي. لكن الحقيقة هي أنه بمجرد أن قضى ألاردايس بعض الوقت في التدريبات مع لاعبيه، بدأت نتائج الفريق في التحسن مع حلول الربيع - رغم أن الأوان قد فات لإنقاذهم من الهبوط بحلول ذلك الوقت.
ولا يعد ألاردايس هو الوحيد الذي يعاني من هذا الأمر، فالمدير الفني الحالي لنيوكاسل يونايتد، إيدي هاو، خاطر بحدوث نفس الشيء له. فإذا نظرت إلى ردود الفعل على التقارير التي كانت متعلقة بتعيينه على وسائل التواصل الاجتماعي، ستعتقد على الفور أنه ليس مديرا فنيا جيدا وأن كل ما حققه هو الفشل في إنقاذ بورنموث من الهبوط في عام 2020 لكن الحقيقة أنه قاد النادي للصعود من دوري الدرجة الثالثة إلى الثانية إلى الأولى إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وظل يلعب بين الكبار لمدة خمسة مواسم، لكن الكل ينسى هذا ويركز على آخر موسم فقط، وهذا أمر غير منصف على الإطلاق. وما يجعل الأمر غير منصف بالفعل هو أنه عندما تولى هاو مهامه في نيوكاسل، كان النادي فشل في تحقيق أي انتصار ويحتل المركز قبل الأخير في ترتيب الدوري الإنجليزي برصيد 5 نقاط بعد مرور 11 جولة.
وبعد تولي هاو المسؤولية، يحتل نيوكاسل الآن المركز الرابع عشر وفي حوزته 31 نقطة، أي بفارق 9 نقاط عن منطقة الهبوط.
الحقيقة هي أنه لم يكن يوجد سوى القليل من الإنصاف في الانتقادات التي وجهت للمدير الفني البالغ من العمر 43 عاما على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعيدنا هذا الأمر مرة أخرى إلى كيفية تأثير العلاقات العامة للمدير الفني على النادي. لقد كان يتم النظر إلى سلف إيدي هاو في قيادة نيوكاسل، ستيف بروس، على أنه يلعب بطريقة دفاعية بحتة رغم أنه كان يلعب بنفس الطريقة التي كان يلعب بها رافائيل بينيتيز المفضل لدى جماهير النادي، والذي كان يحظى بمزيد من الدعم بسبب التصور الأفضل المأخوذ عنه. وبمجرد أن يصبح التصور المأخوذ عن المدير الفني سلبيا ويتضخم بمرور الوقت، يكون من الصعب للغاية تغييره. كما أن الرفض العلني لتولي المدير الفني لمهمته منذ البداية يضع عليه الكثير من الضغوط، ويجعل الجميع في موقف المتربص له في انتظار ارتكابه لأي خطأ أو تحقيقه أي نتائج سلبية.
وربما يكون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، ضحية لهذا الأمر أيضا. إنه أنجح مدير فني للمنتخب الإنجليزي منذ ألف رامزي، حيث قاد منتخب الأسود الثلاثة إلى الدور نصف النهائي لكأس العالم في 2018 ونهائي كأس الأمم الأوروبية في عام 2020، لكن يتم تصوير ساوثغيت على أنه مدير فني متحفظ للغاية ولا يجيد القيام بالتغييرات الجيدة في اللحظات الحاسمة. من المؤكد أنه لا يوجد دخان من دون نار، لكن بالنظر إلى أن المنتخب الإنجليزي لم يتأخر في النتيجة سوى لمدة تسع دقائق فقط في الوقت الأصلي في مباريات خروج المغلوب التي أدارها ساوثغيت، فإن التصور المأخوذ عن ساوثغيت يبدو سلبيا بشكل غير عادل. وعندما يترك منصبه في نهاية المطاف، سيدرك الجميع أن الحذر الذي كان يتحلى به كان أحد الأسباب الرئيسية في النجاحات التي حققها!
وقبل موسمين من الآن، كان الجميع يشيد بالمدير الفني البرتغالي نونو إسبريتو سانتو بعد أن قاد وولفرهامبتون إلى احتلال المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين متتاليتين. لكن بعد أن هبط الفريق إلى النصف الثاني من جدول الترتيب في ظل غياب مهاجمه الرائع راؤول خيمينيز العام الماضي وقضاء فترة قصيرة صعبة مع توتنهام هذا الموسم، انتقل سانتو إلى قائمة المديرين الفنيين غير المرغوب فيهم في الدوري الإنجليزي الممتاز!
ومع ذلك، لا يزال هناك أمل لأولئك المديرين الفنيين ليعملوا على تحسين علاقاتهم العامة، بالشكل الذي حدث مع المدير الفني الاسكوتلندي ديفيد مويز. لقد كان المدير الفني لوستهام – الذي أشرف على المباراة رقم 1000 في مسيرته التدريبية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي - على وشك أن يصبح أضحوكة بعد أن ترك فترة عمله الناجحة في إيفرتون ليتولى القيادة الفنية لمانشستر يونايتد في عام 2013 لدرجة أنه بحلول الوقت الذي تولى فيه قيادة وستهام في منتصف موسم 2017 – 2018 لم تكن هناك ثقة في قدرته على قيادة الفريق بشكل دائم. ومنذ عودته إلى وستهام في عام 2019 أثبت أنه لا يزال مديرا فنيا كبيرا.
وبدلاً من ذلك، بدا أن أحد أكبر عيوب مويز كان يتمثل في اختياراته للأندية التي يتولى تدريبها. إنه لم يستطع رفض فرصة خلافة السير أليكس فيرغسون في «أولد ترافورد»، لكنها كانت مهمة صعبة ومحفوفة بالمخاطر؛ كما كان التأقلم مع الدوري الإسباني الممتاز مع ريال سوسيداد يمثل تحدياً كبيرا طوال الوقت، ونفس الأمر أيضا يمكن أن يقال بشأن عمله مع سندرلاند.
وبحلول الوقت الذي رحل فيه مويز عن سندرلاند، بعد هبوط النادي كنتيجة طبيعية للأزمات الهائلة التي كان يعاني منها منذ سنوات، كانت سمعة مويز قد وصلت إلى حالة يرثى لها.
لكن إذا كان بإمكاننا تعلم شيء من قدرة مويز على النهوض مرة أخرى خلال الموسمين الماضيين، فهو أنه في هذا العالم المتطرف في حكمه على الآخرين لا يتعين علينا أن نصدر أحكاماً قوية وسريعة على أي مدير فني، حتى لو كان هذا المدير الفني اسمه سام ألاردايس.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.