محمد الأحمد: «عروس بيروت» منحني الشهرة وأكد قدراتي الفنية

الفنان السوري اعتبر التقلبات النفسية لدوره بالمسلسل «صعبة»

الفنان السوري محمد الأحمد
الفنان السوري محمد الأحمد
TT

محمد الأحمد: «عروس بيروت» منحني الشهرة وأكد قدراتي الفنية

الفنان السوري محمد الأحمد
الفنان السوري محمد الأحمد

قال الفنان السوري محمد الأحمد إن تجسيده لشخصية «آدم» في مسلسل «عروس بيروت» بأجزائه الثلاثة، لم تكن مهمة سهلة، بسبب طبيعة الشخصية المعقدة، والمركبة، التي استوجبت منه بحثاً نفسياً مطولاً كي يقف على أبعادها كاملة.
وكشف في حواره مع «الشرق الأوسط» رغبته في العمل بالدراما المصرية، واصفاً إياها بـ«التجربة الغنية»، مشيراً إلى أن الظروف والوقت منعاه من المشاركة في بعض الأعمال المصرية التي عُرضت عليه، بالآونة الأخيرة. وإلى نص الحوار:

> لماذا حرصت على المشاركة في الأجزاء الثلاثة لمسلسل «عروس بيروت»؟
- طبيعة دور «آدم» الذي أُجسده، ويتميز بأنه مركب، كان وراء حماسي للمشاركة في المسلسل بأجزائه الثلاثة، فشخصية «آدم» تمزج بين مشاعر عديدة، ورغم أنه يمكن اعتباره شريراً داخل سياق العمل، لمعاناته كثيراً وهو طفل، فإنه أحياناً تتوجب الشفقة عليه، وقد استغرقت هذه الشخصية مني وقتاً كي أدخل في أعماقها وأتقنها.
> هل استعنت بأطباء نفسيين لمساعدتك في تجسيد هذه الشخصية؟
- لا، لم أستعن بأي أطباء أو خبراء نفسيين لمساعدتي في تجسيدها، ولكنني اكتفيت ببحث شخصي أجريته بنفسي حول العوالم النفسية لـ«آدم» استناداً لما حدث معه خلال حياته منذ الطفولة وحتى الكبر، بالإضافة لملاحظتي الشخصية لعدة نماذج مشابهة له في الواقع الحقيقي كي أعرف جيداً ردود أفعالهم وكيفية تعاملهم مع الأمور من حولهم، ولا أنكر أنها شخصية كانت صعبة وتحد قوي بالنسبة لي.
وأرى أن صعوبة تجسيدها يكمن في التقلبات النفسية السريعة لـ«آدم» فهو يظهر بوجهين... الأول طيب والآخر حاد خلال مدة قصيرة، طبقاً للموقف الذي يتعرض له، لذلك فإن الأمر كان صعباً.
> البعض يرى أن مسلسل عروس بيروت منحك الشهرة عربياً... ما تعليقك؟
- جماهيرية المسلسل ربما تكون واسعة بالفعل، إذ حقق نجاحاً قوياً على مستوى الوطن العربي بأكمله، لذلك فإن هذا الزخم ساعدني على تحقيق المزيد من الانتشار، ولكن لا يمكنني إنكار أن هناك أعمالاً كثيرة ناجحة قدمتها من قبل، وانتشرت بقوة أيضاً، وحققت نجاحات قوية، ومن بينها مسلسل «غرابيب سود». وأعتقد أن «عروس بيروت» ساعدني على إظهار جوانب جديدة من قدراتي التمثيلية، وعرفني على مناحٍ عديدة في كممثل، وهذا أرضاني جداً وحقق لي غاية مهمة.
> وما سبب عدم عملك بالدراما المصرية حتى الآن على غرار عدد من الفنانين السوريين؟
- بالتأكيد، أحب المشاركة في الدراما المصرية، لأنها ستكون تجربة غنية وجديدة، وخلال السنوات الماضية لم تكن الظروف مناسبة بالنسبة لي، عندما تلقيت بعض العروض من القاهرة، حيث كنت مرتبطاً بأعمال درامية أخرى أقوم بتصويرها، فالوقت للأسف لم يكن حليفي لخوض هذه التجربة.
> وكيف تقيم التقارب الفني بين سوريا ولبنان؟
- هذا التقارب الفني ليس جديداً بين البلدين، فرغم وجود بعض الاختلافات القليلة، فإنهما متقاربان جداً من حيث العادات والتقاليد والهموم المشتركة، لذلك فإن اندماج الفنانين اللبنانيين والسوريين في عمل واحد يكون ناجحاً ويخدم الطرفين.
> هل هناك ثمة تشابه فني بينك وبين شقيقك أحمد؟
- كلانا يمتلك شخصية ومشاعر وأدوات فنية مختلفة عن الآخر، كما حقق كل منّا نجاحاً في منطقة معينة، وأنا أعتز بكل ما قدمته قديماً وحديثاً، فكل دور جسدته ساهم في بناء خبرتي كممثل وأعطاني شيئاً جديداًً.



تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
TT

تانيا قسيس لـ«الشرق الأوسط»: أحمل معي روح لبنان ووجهه الثقافي المتوهّج

تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})
تتشارك قسيس الغناء مع عدد من زملائها على المسرح (حسابها على {إنستغرام})

تتمسك الفنانة تانيا قسيس بحمل لبنان الجمال والثقافة في حفلاتها الغنائية، وتصرّ على نشر رسالة فنية مفعمة بالسلام والوحدة. فهي دأبت منذ سنوات متتالية على تقديم حفل غنائي سنوي في بيروت بعنوان «لبنان واحد».

قائدة كورال للأطفال ومعلمة موسيقى، غنّت السوبرانو تانيا قسيس في حفلات تدعو إلى السلام في لبنان وخارجه. كانت أول فنانة لبنانية تغني لرئيس أميركي (دونالد ترمب) في السفارة الكويتية في أميركا. وأحيت يوم السلام العالمي لقوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان. كما افتتحت الألعاب الفرنكوفونية السادسة في بيروت.

تنوي قسيس إقامة حفل في لبنان عند انتهاء الحرب (حسابها على {إنستغرام})

اليوم تحمل تانيا كل حبّها للبنان لتترجمه في حفل يجمعها مع عدد من زملائها بعنوان «رسالة حب». ويجري الحفل في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري على مسرح «زعبيل» في دبي. وتعدّ قسيس هذا الحفل فرصة تتيح للبنانيين خارج وطنهم للالتقاء تحت سقف واحد. «لقد نفدت البطاقات منذ الأيام الأولى لإعلاننا عنه. وسعدت كون اللبنانيين متحمسين للاجتماع حول حبّ لبنان».

يشارك قسيس في هذا الحفل 5 نجوم موسيقى وفن وإعلام، وهم جوزيف عطية وأنطوني توما وميشال فاضل والـ«دي جي» رودج والإعلامي وسام بريدي. وتتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى مساندة بعضنا كلبنانيين. من هنا ولدت فكرة الحفل، وغالبية الفنانين المشاركين فيه يقيمون في دبي».

أغنية {معك يا لبنان} تعاونت فيها قسيس مع الـ{دي جي} رودج (حسابها على {إنستغرام})

خيارات تانيا لنجوم الحفل تعود لعلاقة مهنية متينة تربطها بهم. «الموسيقي ميشال فاضل أتفاءل بحضوره في حفلاتي. وهو يرافقني دائماً، وقد تعاونت معه في أكثر من أغنية. وكذلك الأمر بالنسبة لجوزيف عطية الذي ينتظر اللبنانيون المغتربون أداءه أغنية (لبنان رح يرجع) بحماس كبير. أما أنطوني توما فهو خير من يمثل لبنان الثقافة بأغانيه الغربية».

تؤكد تانيا أن حفل «رسالة حب» هو وطني بامتياز، ولكن تتخلله أغانٍ كلاسيكية أخرى. وتضيف: «لن يحمل مزاج الرقص والهيصة، ولن يطبعه الحزن. فالجالية اللبنانية متعاطفة مع أهلها في لبنان، وترى في هذا الحفل محطة فنية يحتاجونها للتعبير عن دعمهم لوطنهم، فقلقهم على بلادهم يسكن قلوبهم ويفضلون هذا النوع من الترفيه على غيره». لا يشبه برنامج الحفل غيره من الحفلات الوطنية العادية. وتوضح قسيس لـ«الشرق الأوسط»: «هناك تنسيق ومشاركة من قبل نجوم الحفل أجمعين. كما أن اللوحات الموسيقية يتشارك فيها الحضور مع الفنانين على المسرح. بين لوحة وأخرى يطل وسام بريدي في مداخلة تحفّز التفاعل مع الجمهور. وهناك خلطة فنية جديدة اعتدنا مشاهدتها مع الموسيقيين رودج وميشال فاضل. وسيستمتع الناس بسماع أغانٍ تربينا عليها، ومن بينها ما هو لزكي ناصيف ووديع الصافي وصباح وماجدة الرومي. وكذلك أخرى نحيي فيها مطربات اليوم مثل نانسي عجرم. فالبرنامج برمّته سيكون بمثابة علاج يشفي جروحنا وحالتنا النفسية المتعبة».

كتبت تانيا رسالة تعبّر فيها عن حبّها للبنان في فيديو مصور (حسابها على {إنستغرام})

تتشارك تانيا قسيس غناءً مع أنطوني توما، وكذلك مع جوزيف عطية والموسيقي رودج. «سأؤدي جملة أغانٍ معهما وبينها الأحدث (معك يا لبنان) التي تعاونت فيها بالصوت والصورة مع رودج. وهي من إنتاجه ومن تأليف الشاعر نبيل بو عبدو».

لماذا ترتبط مسيرة تانيا قسيس ارتباطاً وثيقاً بلبنان الوطن؟ ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لا أستطيع الانفصال عنه بتاتاً، فهو يسكنني دائماً وينبض في قلبي. والموسيقى برأيي هي أفضل طريقة للتعبير عن حبي له. في الفترة السابقة مع بداية الحرب شعرت بشلل تام يصيبني. لم أستطع حتى التفكير بكيفية التعبير عن مشاعري الحزينة تجاهه. كتبت رسالة توجهت بها إلى لبنان واستندت فيها إلى أغنيتي (وطني)، دوّنتها كأني أحدّث نفسي وأكتبها على دفتر مذكراتي. كنت بحاجة في تلك اللحظات للتعبير عن حبي للبنان كلاماً وليس غناء».

في تلك الفترة التي انقطعت تانيا عن الغناء التحقت بمراكز إيواء النازحين. «شعرت بأني أرغب في مساعدة أولادهم والوقوف على كيفية الترفيه عنهم بالموسيقى. فجلت على المراكز أقدم لهم جلسات تعليم موسيقى وعزف.

وتتضمن حصص مغنى ووطنيات وبالوقت نفسه تمارين تستند إلى الإيقاع والتعبير. استعنت بألعاب موسيقية شاركتها معهم، فراحوا يتماهون مع تلك الحصص والألعاب بلغة أجسادهم وأصواتهم، فكانت بمثابة علاج نفسي لهم بصورة غير مباشرة».

لا تستبعد تانيا قسيس فكرة إقامة حفل غنائي جامع في لبنان عند انتهاء الحرب. وتختم لـ«الشرق الأوسط»: «لن يكون الأمر سهلاً بل سيتطلّب التفكير والتنظيم بدقة. فما يحتاجه اللبنانيون بعد الحرب جرعات حب ودفء وبلسمة جراح. ومن هذه الأفكار سننطلق في مشوارنا، فيما لو تسنى لنا القيام بهذا الحفل لاحقاً».