نوال بري لـ «الشرق الأوسط»: لا يزال الوقت مبكراً لأقرر اسم النجم أمامي

تطل في رمضان بطلة مسلسل «والتقينا» على قناة «إم تي في»

تحب نوال بري تحدي نفسها في أدوارها التمثيلية
تحب نوال بري تحدي نفسها في أدوارها التمثيلية
TT

نوال بري لـ «الشرق الأوسط»: لا يزال الوقت مبكراً لأقرر اسم النجم أمامي

تحب نوال بري تحدي نفسها في أدوارها التمثيلية
تحب نوال بري تحدي نفسها في أدوارها التمثيلية

جذبت نوال بري مشاهدها في «عروس بيروت 3» الذي يعد أول عمل درامي تشارك فيه، بعد ابتعادها عن الساحة الإعلامية منذ فترة. فوجئ المشاهد بالقدرة التي تمتلكها في التمثيل، وكأنها صاحبة مشوار طويل في هذا المجال. فبدت طبيعية لا تبالغ في تجسيد مشاعرها، وصاحبة حضور قريب إلى القلب.
وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أيضاً فوجئت بحالي، صحيح أنني أحب التمثيل منذ صغري، ولكني لم أتوقع أن تتفتح موهبتي مرة واحدة». وترى بري أن الأحلام لا تبارح صاحبها فتبقى تسكنه إلى حين تحقيقها على أرض الواقع. والدها لم يكن يحبذ فكرة دخولها هذا المجال، وكان يتمنى أن تدرس الطب أو الهندسة، لكنها في النهاية اختارت الإعلام، الذي برعت فيه، فكانت مراسلة تلفزيونية يشهد لحرفيتها.
تركت نوال بري المجال الإعلامي بهدف بناء مستقبل جديد بعيداً عن الأضواء. «يومها شعرت بأنني تعبت من كل شيء ومن فقداني حياتي الحميمة ودخول الناس في تفاصيل لا تعنيهم. كنت أخطط للقيام بخطوة ما في عالم الـ(بيزنس) ولكن عدت ووقفت تحت الضوء، إنما في مهنة مغايرة، ألا وهي التمثيل».
تخبرنا نوال قصة دخولها مسلسل «عروس بيروت» في جزئه الثالث، وتقول في سياق حديثها: «سبق وعُرض عليّ العمل الدرامي ولكني وافقت على (عروس بيروت). دوري جميل ولا يدور في مجال عرض العضلات. مخاوفي من ردود فعل الناس كانت تقلقني، فربما لن يستسيغوا نوال الممثلة بدل الإعلامية. فالإعلام طبعني لأكثر من 12 عاماً، ولم أرغب في القيام بخطوة ناقصة تفرط بكل مشواري الإعلامي».
تمرنت نوال على التمثيل على يد المدرب المعروف بوب مكرزل كي تتمكن من الإمساك باللعبة على أكمل وجه. فأن تطل عبر مسلسل يحقق نجاحات كبيرة منذ نحو 3 سنوات كان مسؤولية بحد ذاته، خصوصاً أنه يعرض على قناة «إم بي سي» ومنصة «شاهد»، هناك الملايين من المشاهدين الذين سيتابعونه، وهو أمر لا يمكن الاستخفاف به.

تطل في رمضان ضمن مسلسل «والتقينا»

لا ترى بري من نقاط تشابه بين الإعلام والتمثيل، سوى من خلال الجهد والتعب اللذين يتطلبهما. «انسي أن المهنتين ترتكزان على الكاميرا، ولكن كمراسلة كنت أمسك بزمام الأمور وأتحدث بطلاقة. في التمثيل يجب أن تعزلي نفسك وتتقمصي شخصية لا تشبهك. كما أن علاقتك بالكاميرا تكون مغايرة، فلا تنظري إليها مباشرة كما في العمل الإعلامي، الموضوع يختلف تماماً. وهاتان المهنتان تلتقيان معاً بالتعب الجسدي والنفسي اللذين يقعان على صاحبهما. فأحياناً تبكين وتحزنين وتتعاطفين مع الدور الذي تجسدينه، وهو ما يحصل أيضاً مع الصحافي على أرض الواقع إثر مواجهته مشاهد مؤثرة».
وتؤكد نوال أنها لم تطلع على النسخة الأجنبية من «عروس بيروت» ولا على الدور الذي تجسده كي لا تتأثر بأداء صاحبته الأصلية. «انكببت على دراسة الدور وتحضيره كما يجب، كي أزوده بروحي وبتفاصيل من عندياتي».
شاركت نوال بري باقة من الممثلين والنجوم اللبنانيين في هذا العمل، ومن بينهم تقلا شمعون وكارمن بصيبص ورفيق علي أحمد وكارمن لبس وغيرهم. وهي تشهد بالدعم الكبير الذي قدموه لها جميعهم من دون استثناء. وتقول: «كانوا السند الكبير لي، ولكن بسبب مشاركتي كارمن لبس مشاهدي الأساسية والكثيرة في العمل، لا يمكنني إلا أن أتوقف عند النصائح التي زودتني بها. فمهما حضرت للدور تبقى هناك تفاصيل صغيرة مطلوبة لإجادته. وكارمن لبس لم تبخل عليّ وبإعطائي أصغر التفاصيل كي أنجح في الدور. فهي أستاذة بكل ما للكلمة من معنى، وأكن لها كل احترام وتقدير. فأحاطتني باهتمام كبير وبكلمة واحدة منها يتغير المشهد بأكمله. فأنا من الأشخاص الذين يصغون، وكنت أعمل بالملاحظة التي تقدمها لي. أشكرها كثيراً على هذه المساعدة، إذ كانت سنداً كبيراً لي، ومن الأسباب التي أسهمت في إنجاحي».
تصور نوال حالياً مسلسل «والتقينا» الذي تلعب فيه دور البطولة إلى جانب ميشال حوراني وعدد من الممثلين. وسيعرض هذا العمل في موسم رمضان على قناة «إم تي في» المحلية. ويحكي عن المجتمع اللبناني إبان الثورة والأزمة الاقتصاديتين، وما إلى هنالك من مشكلات. وتصفه: «إنه خلطة درامية جميلة فيها الحب والحزن والتشويق والفرح». العمل من كتابة غادة كلاس مهنا وإخراج مكرم الريس، وإنتاج «إم تي في» بالتعاون مع شركة «مروى غروب»، لصاحبها مروان حداد، ويتألف من 30 حلقة.
وتشير بري إلى أنها وجدت نفسها في مجال التمثيل تماماً، كما في الإعلام سابقاً. «إنه الحلم الذي أحققه بعدما دارت بي الدنيا. اعتقادي أننا عندما نتمسك بحلم ما لا بد أن يتحقق، وكأن عقلنا الباطني يعمل على ذلك. فعندما كنت في التاسعة عشرة من عمري جاءتني فرصة التمثيل في مصر، يومها لم يكن الوقت قد حان بعد. حتى عندما عملت في الإعلام، تلقيت أكثر من عرض، ولكني لم أكن جاهزة وأشعر بالخوف من هذه الخطوة. اليوم جميع العناصر التي تخولني ممارسة التمثيل أصبحت متوفرة، حتى إن أبي تقبل الموضوع، إذ يعتبرني نضجت بما فيه الكفاية كي أخوض هذه المغامرة».
وعما إذا أصبحت اليوم جاهزة لاختيار اسم النجم البطل ليشاركها عملاً درامياً ترد: «لا يزال الوقت مبكراً، أعترف أن جميع الممثلين رائعين وممتازين فلا مجال للاختيار بينهم».
تحب نوال بري التفوق على نفسها، ولذلك لا تستبعد تأدية أي دور يعرض عليها شرط أن يناسب تطلعاتها. فهل يمكن أن تجسد دور إعلامية؟ «أحب التحدي بكل أوجهه وكل شيء معقول، ولا أستبعد تقمص هذه الشخصية، لأنني امرأة مرنة ومع أي مغامرة تمثيلية تسمح لي بتحدي نفسي».
العودة إلى الإعلام لا تفكر فيها حالياً، وفي المقابل لا تعتبر أن الأمر مستحيل. وتعلق: «حالياً أنا سعيدة بما أقوم به، وكل طاقتي وجهدي أصبهما في هذا المجال».
لا تستبعد بري تكثيف تمريناتها على الأداء التمثيلي أو دخول ورش عمل ترتبط بهذا الأمر. «عندما درست الإعلام لم أقبل إلا أن أتطور، وحزت على شهادة ماستر في العلاقات الدولية. كوني شخصاً يحب المعرفة أشعر بأنني لن أتوقف عن غب الدروس والتمارين لأطور نفسي مهما بلغت من نجاحات. فمن السيئ أن يشعر المرء بالاكتفاء فقط لأنه يقابل بالتصفيق».
وبالعودة إلى تجربتها في «عروس بيروت 3» تقول: «أجواء الاحتراف كانت تسود فريق العمل الذي تعاونت معه، وهذه الطاقة الإيجابية التي يتحلون بها انعكست عليّ راحة كبيرة. وعندما أسرّ لي رفيق علي أحمد، بأن الكاميرا تحب وجهي، تشجعت وشعرت بقوة داخلية. ففريق (عروس بيروت) من دون استثناء أعتبرهم من أحلى الناس الذين التقيتهم».



زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
TT

زياد غسان صليبا لـ«الشرق الأوسط»: والدي فنان عالمي

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)
إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد بموهبة التمثيل (زياد صليبا)

يعدّ زياد الابن الأصغر للفنان غسان صليبا. وهو مثل شقيقه وسام جذبه عالم الفن بكل أبعاده، فمشى على خطى والده المغني وأخيه الممثل وسام صليبا. يجمع زياد بين مواهب كثيرة، يغني ويعزف ويلحّن ويمثّل ويؤلف كلمات الأغاني. أمضى عدة سنوات دراسية في لوس أنجليس مع شقيقه فتأثر بفنون الغرب وقواعد التمثيل والغناء.

سبق لزياد وأن أصدر 5 أغنيات بالأجنبية. ولكنه اليوم قرر أن يقلب الصفحة وينطلق نحو الأغنية العربية. استهلّ مشواره الجديد هذا، مع أغنية «كان يا ما كان» من تأليفه وتلحينه، يقدّمها زياد بأسلوب بسيط قريب إلى الأغاني الغربية. ورغم كلامها ولحنها المطبوعين بالعربية، فإنها تأخذ منحى العمل الغربي.

أغنية {كان يا ما كان} من تأليفه وتلحينه يقدّمها بأسلوب قريب إلى الأغاني الغربية (زياد صليبا)

ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «تمسكت بأسلوبي الغربي كي أقدمها على طريقتي. وأتوقع أن أبقى محافظاً على هذا الإيقاع في أعمالي المقبلة. فهذا المزيج بين العربية والغربية إن في الموسيقى أو في طريقة الغناء، يزود العمل بنكهة فنية خاصة».

يتناول زياد في أغنيته «كان يا ما كان» كل ما يتعلق بالحنين إلى الوطن. فصوّر لبنان جنّة كانت تعيش بسلام وأمان، ويطلّ على طبيعة لبنان وبحره وجبله. كما يتذكّر الأماكن والمطارح التي تعني له الكثير. ومن خلال مكانة لبنان في أحلام الناس وأهله يترجم اشتياقه له.

يوضح زياد في سياق حديثه: «إنها بمثابة جردة حنين لوطن السلام، ومدى تأثرنا جميعاً برسالته هذه عبر الزمن. بلدي يعني لي الكثير، وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه».

يطور نفسه بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي (زياد صليبا)

وكون زياد يتحدّر من عائلة فنية، تراوده دائماً فكرة الغناء بالعربية. «تأثرنا كثيراً أخي وسام وأنا، بفن والدي غسّان. صحيح أننا درسنا في الخارج، ولكننا تربينا على مسرح الرحابنة. والدي كان أحد أبطاله بشكل متكرر. وكذلك تربينا على الأغاني الوطنية المعروف بها، التي لا تزال تتردد من جيل إلى آخر. فهو برأيي يختلف عن غيره من الفنانين بأسلوب تفكيره وغنائه. ويتّسم بالتطور الدائم، إذ لا يتعب من البحث عن الأفضل. وبنظري هو فنان عالمي أفتخر بمسيرته وأعتزّ بها».

هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي

زياد غسان صليبا

لطالما لاقى زياد التشجيع من قبل أفراد عائلته لغناء العربية. «الفكرة كانت تخطر على بالي دائماً. فأنا أنتمي لعائلة فنية لبنانية بامتياز. قررت أن أقوم بهذه التجربة فحزمت أمري وانطلقت».

لا فرق كبيراً بين تجربتيه في الغناء الغربي والعربي. يتابع: «بالنسبة للتلحين والتوزيع، لا يوجد فرق شاسع. (كان يا ما كان) يحضر فيها النفس الغربي، وهو ما اعتدت عليه في أعمالي السابقة. ولكن من ناحية الصوت اختلفت النبرة ولكنه لم يشكّل لي تحدّياً كبيراً». يتمتع زياد بخامة صوتية لافتة لم يستخدمها في الأغنية. ونسأله عن سبب عدم استعمال قدرات أكبر في صوته. يردّ: «عندما انتهيت من تسجيل الأغنية لاحظت هذا الأمر وأدركت أنه كان بوسعي القيام بذلك. أتوقع في أغاني العربية المقبلة أن أستخدم صوتي بدرجات أعلى. ولكنني أعتبر هذه التجربة بمثابة جس نبض سأكتشف من خلالها أموراً كثيرة».

يحضر لأغنية عربية جديدة حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيته الأولى (زياد صليبا)

كان والده يطالبه دائماً بتقديم أغنية بالعربية. «إنه يكرر ذلك على مسمعي منذ نحو 10 سنوات. كنت متردداً، وأقاوم الفكرة لأنني مرتاح في الغناء بالأجنبية. وعندما أنجزتها فرحت بردّ فعل والدي كما أفراد عائلتي. كانت بمثابة مفاجأة لهم أثنوا على إنجازها. ولم يتوقعوا أن أقوم بهذه الخطوة رغم تشجيعهم لي».

لا يرغب زياد في التخلّي تماماً عن الأسلوب الغنائي الغربي. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «هناك جزء لا يتجزأ مني يسكنه الفن الغربي وبما في ذلك الإنجليزية التي أتقنها لغة. أشعر أنني من خلالها أستطيع التعبير بصورة أفضل. ولكننا في النهاية لا نعرف الحياة إلى أين تؤدي بنا. وسأحاول العمل في المجالين، فأطور نفسي بالغناء على الصعيدين الأجنبي والمحلي».

يقول إن والده غسان صليبا عندما سمع الأغنية أعجب بها بسرعة. ويعلّق زياد: «أصررت على معرفة رأيه بالأغنية، فهو أمر يهمني كثيراً. ولأنه صاحب صوت عريض ويملك قدرات كبيرة في الأداء، كان يفضّل أن يتعرّف إلى مكامن صوتي بشكل أفضل. ولكنني أوضحت له أن نوع الأغنية يدور في فلك الحنان والشوق. وكان لا بد أن أغنيها بهذه الطريقة».

بلدي يعني لي الكثير وارتأيت تكريمه في أغنية تترجم حبّي لصورة حفظتها عنه

زياد غسان صليبا

يتمرّن زياد يومياً على الغناء، فيعزف البيانو أو الغيتار ليدرّب صوته ويصقله بالخبرة. «لقد اجتهدت كثيراً في هذا المجال، وحاولت اكتشاف قدرات صوتي بنفسي من خلال هذه التمارين. اليوم بتّ أدرك تماماً كيف أحسّنه وأطوره».

يشكّل الأخوان «زياد ووسام» ثنائياً ملتحماً فنياً وعملياً. يقول في هذا الموضوع: «لم نفترق يوماً. معاً درسنا في الخارج ورسمنا مشاريعنا وخططنا لها. وأستشيره باستمرار لأقف على رأيه، فهو أساسي بالنسبة لي».

إلى جانب الغناء والتلحين يتمتع زياد صليبا بموهبة التمثيل. سبق وشارك في أكثر من عمل درامي مثل «حبيبي اللدود» و«حادث قلب». «أحب التمثيل ومشواري فيه لا يزال في بداياته. الفن بشكل عام مهنة مضنية تتطلّب الكثير من التجارب كي نحرز النجاح فيها». وعما تعلّمه من والده بصفته فناناً، يردّ: «تعلمت منه الكثير. كنت أصغي إلى أغانيه باهتمام، وأتمعّن بقدراته الصوتية والتقنية التي يستخدمها. زوّدني والدي بصفاته الحسنة الكثيرة وبينها دفء مشاعره وطيبة قلبه وابتعاده عن القيل والقال. وأكثر ما تأثرت به هو شغفه بالفن. لم يحاول يوماً منعي وأخي من دخول هذا المجال. فهو على يقين بأن الشخص الشغوف بالفن لا يمكن لأحد أن يثنيه عنه».

يحضّر زياد لأغنية عربية جديدة تختلف عن «كان ياما كان». «ستكون حماسية أكثر بإيقاع مغاير عن أغنيتي الأولى. كما ألحن أغنية أجنبية لموهبة غنائية شابة تدعى أزميرالدا يونس، وأخرى لي».