4 منتخبات عربية تخوض مرحلة الحسم الأفريقية الأخيرة لبلوغ مونديال 2022

لقاء ثأري لمصر مع السنغال والجزائر تواجه الكاميرون وتونس تصطدم بمالي والمغرب أمام الكونغو الديمقراطية ذهاباً اليوم

لاعبو المنتخب المغربي خلال التدريبات قبل مواجهة الكونغو الحاسمة (أ.ف.ب)
لاعبو المنتخب المغربي خلال التدريبات قبل مواجهة الكونغو الحاسمة (أ.ف.ب)
TT

4 منتخبات عربية تخوض مرحلة الحسم الأفريقية الأخيرة لبلوغ مونديال 2022

لاعبو المنتخب المغربي خلال التدريبات قبل مواجهة الكونغو الحاسمة (أ.ف.ب)
لاعبو المنتخب المغربي خلال التدريبات قبل مواجهة الكونغو الحاسمة (أ.ف.ب)

تتطلع أربعة منتخبات عربية أفريقية إلى بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، عندما تخوض اليوم مواجهات ذهاب الدور الحاسم والأخير لتصفيات القارة السمراء، حيث تصطدم مصر بالسنغال، والجزائر مع الكاميرون، وتونس مع مالي، والمغرب مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، فيما تلعب غانا مع نيجيريا.
وتأمل كرة القدم العربية كتابة تاريخ جديد في النسخة المقبلة، التي ربما تشهد مشاركة قياسية لها، بوجود سبعة من ممثليها في المونديال، بعدما ضمنت قطر المستضيفة والسعودية أول بطاقتين عن آسيا، وربما يرتفع العدد لثلاثة، بينما تتنافس أربعة منتخبات عربية على أربع من البطاقات الخمس الممنوحة لأفريقيا.
وتأهلت عشرة منتخبات إلى الثالث الحاسم للتصفيات الأفريقية، تخوض مواجهات ثنائية من ذهاب وإياب، يتأهل على أثرها الفائزون الخمسة إلى المونديال القطري، نهاية السنة، علماً بأن ممثلي أفريقيا الخمسة ودعوا دور المجموعات في نسخة روسيا 2018 الأخيرة.
وتقام مباريات الذهاب، اليوم (الجمعة)، فيما تختتم التصفيات الأفريقية، الثلاثاء المقبل، بمباريات الإياب.


منتخب الجزائر يعود لمواجهة الكاميرون في ملعب دوالا على أمل تعويض الذكريات المؤلمة (أ.ب)

وبعد المشهد الختامي لكأس أمم أفريقيا، عندما أحرزت السنغال، الشهر الماضي، اللقب الأول في تاريخها على حساب مصر بركلات الترجيح، يتكرّر الصدام بين الزميلين في ليفربول الإنجليزي، محمد صلاح، وساديو ماني، ذهاباً باستاد القاهرة، قبل الإياب في داكار.
وفيما فشل صلاح مرة جديدة بإحراز اللقب القاري، قدم ماني أداء مميزاً، وقاد أسود التيرانغا بسلاسة إلى اللقب، ولهذا، تتسم المواجهة بالطابع الثأري من ناحية، إضافة إلى أهميتها البالغة للمنافسة على بطاقة الحدث الأبرز في عالم كرة القدم.
وتأمل مصر، بطلة أفريقيا سبع مرات (رقم قياسي) والمشاركة ثلاث مرات في تاريخها بكأس العالم (1934 و1990 و2018)، في تعافي نجمها صلاح الذي لم يكن في كامل جهوزيته في آخر مباريات ليفربول.
وإلى جانب صلاح، يعوّل المدرب البرتغالي الخبير كارلوس كيروش على لاعب وسط آرسنال محمد النني، ومهاجم غلاطة سراي التركي، مصطفى محمد، ومحمود حسن تريزيجيه (باشاك شهير التركي)، وعمر مرموش (شتوتغارت الألماني)، إضافة لحارس المرمى المتميز محمد الشناوي قائد فريق الأهلي المصري. كما أعاد استدعاء لاعب وسط الأهلي محمد مجدي «قفشة»، بعد استبعاده من أمم أفريقيا، لكن تم استبعاد زميله هداف الدوري الموسم الماضي محمد شريف.
وشاركت السنغال مرتين في كأس العالم؛ فبلغت ربع النهائي في 2002، وودعت دور المجموعات في 2018.
وقال مدرّبها أليو سيسيه الذي يعوّل أيضاً على حارس تشيلسي الإنجليزي إدوار مندي، وقلب دفاع نابولي الإيطالي خاليدو كوليبالي، ولاعب وسط باريس سان جيرمان الفرنسي، إدريسا غي، إن لقب أفريقيا أصبح من الماضي، وأوضح: «إحراز كأس أفريقيا ليس هدفاً نهائياً، لأننا نتشارك الآن هدف التأهل إلى كأس العالم».
وبعد خيبة البطولة القارية، حيث ودّعت دور المجموعات، عندما كانت تدافع عن لقبها، تبحث الجزائر عن التعويض عندما تحل على الكاميرون في دوالا، قبل أن تستضيفها في البليدة.
واستبعد المدرب جمال بلماضي مهاجم نادي السد القطري بغداد بونجاح عن القائمة، واستبدل به مهاجم نادي الوكرة القطري المخضرم محمد بن يطو. كما خرج مهاجم وستهام الإنجليزي سعيد بن رحمة، ولاعب وسط الريان القطري ياسين براهيمي من التشكيلة.
قال بلماضي (45 عاماً) الذي تسلم مهامه الفنية في أغسطس (آب) 2018: «الهدف هو حسم التأهل إلى المونديال، لكي ننسى بعض المشكلات التي حدثت لنا في كأس أفريقيا».
واستدعى بلماضي الذي يعوّل على نجم مانشستر سيتي الإنجليزي رياض محرز، ولاعب وسط ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر، ومهاجم بريست الفرنسي يوسف بلايلي، والمخضرم عدلان قديورة (36 عاماً) متوسط ميدان بورتن ألبيون من الدرجة الإنجليزية الثالثة، ومعه مهاجم هيرتا برلين إسحاق بلفوضيل (30 عاماً) الغائب عن المنتخب منذ 2018.
وقررت السلطات الجزائرية نقل نحو 1700 متفرج جزائري لمؤازرة منتخبهم في الكاميرون، في جسر جوي من 11 طائرة تقوم بالرحلة ذهاباً وإياباً في اليوم ذاته.
شاركت الجزائر أربع مرات في كأس العالم أعوام 1982 و1986 و2010 و2014، عندما بلغت دور الـ16، وخسرت بعد وقت إضافي أمام ألمانيا التي أحرزت اللقب لاحقاً، علماً بأنها حققت مفاجأة مدوية في نسخة 1982، عندما فازت على ألمانيا الغربية التي كانت تعجّ بالنجوم، وحلَّت وصيفة.
في المقابل، وعلى عكس ما حدث مع المنتخب الجزائري، ورغم احتلالها المركز الثالث في كأس الأمم الأفريقية، أطاحت الكاميرون بالمدرب البرتغالي أنطونيو كونسيساو، وتم استبدال به المدرب الوطني ريجبورت سونغ، على أمل تحقيق التأهل للمونديال.
ورغم خبرته المتواضعة تدريبياً، فإن الكاميرون تراهن على سونغ، اللاعب السابق ذي الشهرة الواسعة، للعودة إلى نهائيات كأس العالم.
ويعرف «ريغو» كأس العالم جيداً؛ فهو واحد من ثلاثة لاعبين من أفريقيا فقط خاضوا أربعة مونديالات (1994، 1998، 2002، 2010)، جنباً إلى جنب مع زميليه في المنتخب صامويل إيتو (رئيس الاتحاد الكاميروني حالياً) وجاك سونغو.
ولذلك، فلا أسرار في سبب اختيار المدافع السابق الذي خاض 137 مباراة دولية لتولي الإدارة الفنية للمنتخب. ويعرف سونغ أيضاً كيف يفوز؛ فقد فاز بكأس أمم أفريقيا مرتين على التوالي في 2000 و2002، على رأس المنتخب الوطني. كما أنه يحظى بشعبية كبيرة، فتغطي صورة سونغ (45 عاماً) بشعره المجدول الطويل ولحيته القصيرة التي غزاها الشيب، شوارع المدن الكبرى في الكاميرون، لإعلانات مختلفة.


صلاح وماني زملاء الأمس وخصما اليوم (إ.ب.أ)

ويعول سونغ على مجموعة مميزة من اللاعبين، مثل المهاجمين فنسان أبو بكر وكارل توكو إيكامبي اللذين تصدرا قائمة هدافي بطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية.
وبلغت الكاميرون، بطلة أفريقيا خمس مرات، نهائيات المونديال سبع مرات، أبرزها في 1990، عندما بلغت ربع النهائي مع أسطورتها روجيه ميلا.
وبعد بلوغه ربع نهائي أمم أفريقيا، حيث خسر بعد وقت إضافي أمام مصر (1 - 2)، يقف منتخب المغرب أمام امتحان تخطي جمهورية الكونغو الديمقراطية لبلوغ المونديال للمرة السادسة، أبرزها في 1986، عندما تأهل إلى الدور الثاني، وخسر بصعوبة أمام ألمانيا الغربية.
واختار البوسني الفرنسي وحيد خليلودزيتش المدير الفني للمغاربة، مهاجم برشلونة الإسباني الواعد عبد الصمد الزلزولي (20 عاماً)، بعدما أثار الجدل، نهاية العام الماضي، عندما رفض تلبية دعوته لخوض أمم أفريقيا، فيما أشارت تقارير سابقة إلى رغبته في تمثيل منتخب إسبانيا.
وقال خليلودزيتش: «تحدثت معه مرتين، وخطابه مختلف عما يروّجه آخرون، لديه مهارات كثيرة، وليس لدينا في الفريق المغربي لاعب على هذه الشاكلة الذي يمكن أن يغير مجرى الأمور بسرعة ومراوغة».
بدوره، قال الزلزولي قبل مباراة الذهاب في كينشاسا: «سعيد جداً للوجود للمرة الأولى مع المنتخب المغربي، نتمنى التأهل، ونطلب من الجماهير دعمنا».
في المقابل، لم تتضمن التشكيلة لاعب وسط تشيلسي الإنجليزي، حكيم زياش، ومدافع أياكس أمستردام الهولندي، نصير المزراوي، بعدما رفضا العودة إلى صفوف المنتخب بسبب خلاف مع المدرب.
ويبرز في تشكيلة «أسود الأطلس» حارس إشبيلية الإسباني، ياسين بونو، وزميله المهاجم يوسف النصيري، وظهير باريس سان جيرمان الفرنسي أشرف حكيمي.
وقال رومان غانم سايس مدافع ولفرهامبتون الإنجليزي: «يجب أن يصبح تأهُّل المغرب منتظماً إلى كأس العالم، ولا ننتظر في كلّ مرة عشرين سنة للتأهل مجدداً».
في المقابل، يأمل المنتخب الكونغولي العودة للمونديال بعد مشاركة وحيدة في مسابقة عام 1974، تحت اسم زائير. ويعتمد المنتخب الكونغولي على خبرة مديره الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر، الذي قاد مصر للتأهل إلى مونديال روسيا 2018.
وتولى كوبر مسؤولية المنتخب الكونغولي في مايو (أيار) 2021، ليقود الفريق إلى ختام ناجح ومثير في دور المجموعات للتصفيات. ويعول كوبر على مجموعة من اللاعبين أصحاب الخبرة الكبيرة، بقيادة المهاجم ديوميرسي مبوكاني (36 عاماً)، وسيدريك باكامبو وتيو بونجوندا.
ويحل المنتخب تونس ضيفاً ثقيلاً على منافسه المالي في باماكو، اليوم، لكن الممثل العربي تعرض لضربة بغياب مهاجمه وهبي الخزري، ومدافعه ديلون برون، بسبب الإصابة وشكوك حول جاهزية لاعب الوسط إلياس السخيري، بالإضافة لكدمة تعرض لها عصام الجبالي على مستوى الركبة. وكانت تشكيلة تونس شهت عودة لاعب وسط الدحيل القطري الفرجاني ساسي، ومهاجم الكويت الكويتي طه ياسين الخنيسي.
وغاب اللاعبان عن صفوف «نسور قرطاج» في النسخة الأخيرة من نهائيات كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون، التي ودعوها من ربع النهائي أمام بوركينا فاسو (صفر - 1)، وأدت إلى إقالة المدرب منذر الكبيّر، وتعيين مساعده جلال القادري خلفاً له بمساعدة الدوليين السابقين علي بومنيجل وسليم بن عاشور.
وشاركت تونس خمس مرات في المونديال، آخرها في 2018، لكنها لم تتخطّ دور المجموعات، بينما تُعدّ مالي الوحيدة من بين المتأهلين العشرة إلى الدور الثالث لم تشارك في تاريخها بالمونديال.
وفي المباراة الأخيرة، تلعب غانا المشاركة ثلاث مرات، بينها 2010، عندما بلغت ربع النهائي، مع نيجيريا الباحثة عن مشاركة سابعة ورابعة توالياً، علماً بأنهما قطعا مشواراً مخيباً في البطولة القارية الأخيرة.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».