عشية القمة الاستثنائية لزعماء الدول الـ30 الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، اليوم (الخميس)، في بروكسل، أكّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ على ضرورة الرد «بشكل قوي وموحد» على «الحرب الوحشية» التي يشنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا، منوهاً بالجهود الجارية لتحصين الجناح الشرقي للتحالف العسكري الغربي.
وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، بأن بلينكن بحث مع ستولتنبرغ، خلال محادثة عبر الهاتف، التأكيد على «الحاجة إلى رد قوي وموحد» عبر الأطلسي، على حرب روسيا على أوكرانيا، مرحّباً بـ«العمل الجاري لتعزيز قدرة الردع والدفاع الخاصة بالناتو». كما ناقش الجانبان المساعدة الإنسانية والأمنية المهمة التي يقدمها حلفاء «الناتو» إلى أوكرانيا بشكل مشترك.
وكان الأمين العام للحلف أكد أن «الناتو» لا يعتزم إرسال جنود إلى أوكرانيا، في رد على مطالبة بولندا بنشر بعثة لحفظ السلام. لكنه أشار إلى أن وزراء الدفاع «طلبوا من القادة العسكريين وضع خطط لتعزيز الجناح الشرقي للتكتل»، موضحاً أن الحلف «لا يريد أن تمتد الحرب إلى أبعد من أوكرانيا»، علماً بأن «الوضع قد يزداد سوءاً، وقد يتحوّل إلى حرب بين الحلف الأطلسي وروسيا».
- الحكم على نافالني
كذلك، تحادث بلينكن مع نظيره البولندي زبيغنيو راو، وبحث معه «الجهود الدولية المستمرة لدعم أوكرانيا والاستجابة للأزمة الإنسانية التي سببتها حرب بوتين المتعمدة وغير المبررة». كما ناقشا قمة «الناتو» وزيارة الرئيس بايدن إلى بولندا.
في غضون ذلك، نددت وزارة الخارجية الأميركية بالحكم القضائي الذي أصدرته السلطات الروسية «بدوافع سياسية» ضد زعيم المعارضة ألكسي نافالني. ووصف الناطق باسم الوزارة، نيد برايس، التهم الموجهة إلى نافالني بأنها «زائفة»، معتبراً أن السجن شديد الحراسة، و«الغريب» هو «استمرار لهجوم الكرملين على مدى سنوات ضد نافالني وضد حركته من أجل الشفافية والمساءلة الحكومية». وقال إن «جريمة نافالني الحقيقية في نظر الكرملين هي عمله كناشط مناهض للفساد وسياسي معارض»، الذي صنّفته السلطات الروسية مع رفاقه بأنهم من «المتطرفين». وأضاف: «على رغم تسممه شبه المميت بغاز الأعصاب عام 2020 من أجهزة الأمن الروسية وسجنه الجائر منذ يناير (كانون الثاني) 2020، يواصل نافالني التحدث علانية ضد قمع الكرملين لحرية التعبير في روسيا، والقيود المتزايدة على قدرة المواطنين الروس على الوصول إلى المعلومات والتواصل بحرية مع بعضهم ومع العالم الخارجي».
ولاحظ أن هذه الحملة «اشتدت مع سعي الكرملين إلى إخفاء حقيقة حربه الوحشية ضد أوكرانيا عن شعبه»، مشيراً إلى اعتقال أكثر من 15 ألف مواطن روسي لمشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة للحرب منذ 24 فبراير (شباط) الماضي»، فضلاً عن أن هيئة الاتصالات الروسية «منعت الوصول إلى كل المنافذ الإخبارية المستقلة تقريباً والعديد من منصات التواصل الاجتماعي، وهددت الصحافيين والمواطنين العاديين، على حد سواء، بالسجن إذا تجرأوا على مناقشة الحرب ضد أوكرانيا باستخدام أي شيء آخر غير العبارات الملطفة التي وافق عليها الكرملين».
وكرر برايس حضّ روسيا على «الإفراج الفوري وغير المشروط» عن أليكسي نافالني.
- المواد الكيماوية الأميركية
وفي خطوة بدت رداً على ادعاءات روسيا أخيراً في شأن وجود منشآت لأسلحة بيولوجية وكيماوية مدعومة أميركياً في أوكرانيا، استضافت الحكومة الأميركية زيارة افتراضية في مطلع الأسبوع الجاري لسفراء المجموعات الإقليمية لدى المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، بغية مناقشة التقدم المحرز في تدمير الأسلحة الكيماوية الأميركية في منشأة «بلو غراس» التابعة لوزارة الدفاع، والخاصة بالعوامل الكيماوية في ولاية كنتاكي.
وأطلعت الولايات المتحدة المشاركين على برنامج تدمير المخزونات الأميركية. وتحدثت وكيلة وزارة الخارجية للحد من التسلح والأمن الدولي، بوني جينكينز، مركّزة على «الأولوية» التي توليها الولايات المتحدة «لاستكمال تدمير مخزون الأسلحة الكيماوية المتبقية عند الولايات المتحدة بحلول سبتمبر (أيلول) 2023»، مشيرة إلى أن «97.37 في المائة من التدمير اكتمل». واستمع المشاركون إلى إحاطة من اللجنة الاستشارية لمواطني ولاية كنتاكي حول كيفية العمل مع السلطات المحلية «لمعالجة المخاوف المتعلقة بالبيئة والسلامة».
«الناتو» وواشنطن لـ«رد قوي وموحد» على حرب روسيا «الوحشية»
«الناتو» وواشنطن لـ«رد قوي وموحد» على حرب روسيا «الوحشية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة