بعد سجنهما 25 عاماً... الإفراج عن شقيقين أميركيين أُدينا بجريمة لم يرتكباها

جورج ديجيسوس يعانق عائلته بعد الإفراج عنه أمس (أ.ب)
جورج ديجيسوس يعانق عائلته بعد الإفراج عنه أمس (أ.ب)
TT

بعد سجنهما 25 عاماً... الإفراج عن شقيقين أميركيين أُدينا بجريمة لم يرتكباها

جورج ديجيسوس يعانق عائلته بعد الإفراج عنه أمس (أ.ب)
جورج ديجيسوس يعانق عائلته بعد الإفراج عنه أمس (أ.ب)

خرج الأخوان جورج وميلفين ديجيسوس من السجن بعد أن أمضيا ما يقرب من 25 عاماً بسبب جريمة لم يرتكباها.
وقال جورج ديجيسوس في ميشيغن، أمس (الثلاثاء)، بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه، لشبكة «سي إن إن»: «الشعور بالبراءة رائع. هذا هو أفضل يوم في حياتي».
وأضاف أنه لم يرَ شقيقه منذ نحو 24 عاماً. تم احتجاز الشقيقين في منشآت إصلاحية منفصلة، وفقاً لموقع إدارة الإصلاح في ميشيغن.
وقال ميلفين ديجيسوس بعد لقائه شقيقه: «لقد انتظرت هذا اليوم طويلاً».
رغم مزاعم الدعوى، فقد أُدينا عام 1997 بارتكاب جريمة قتل مارغريت مدكيف بسلاح ناري عام 1995. وعُثر على مدكيف ميتة في منزلها في بونتياك، وحُكم عليهما بالسجن المؤبد دون عفو مشروط.
لكن المسؤولين تحركوا لإلغاء تلك الأحكام بعد اكتشاف أدلة جديدة في التحقيق.
وقالت قاضي محكمة مقاطعة أوكلاند مارثا دي أندرسون للأخوين: «لقد سلب 25 عاماً من حياتكما ولا يمكن استبدالها»، مضيفة: «آمل أن تجدا بعض العزاء في حقيقة أنكما ستتمكنان من الانضمام إلى عائلتكما والبدء في عيش حياة طبيعية خارج أسوار السجن».
ربط الحمض النووي آنذاك شخصاً آخر بمسرح الجريمة: براندون غوهاغن، الذي أخبر الشرطة في البداية أن الشقيقين لا علاقة لهما بالجريمة كما لم يكن هناك أي دليل يربط الأخوين ديجيسوس بمسرح الجريمة.
لكن غوهاغن أخبر السلطات، في وقت لاحق، أن ميلفين ديجيسوس أجبره على الاعتداء جنسياً على الضحية، وقال إن الأخوين هما اللذان ربطا الضحية وضرباها حتى الموت.
وأقر غوهاغن بأنه مذنب بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية والسلوك الجنسي الإجرامي من الدرجة الأولى مقابل الشهادة ضد الاثنين. أُدين الأخوان وحُكم عليهما في عام 1997.
بعد نحو عقدين من الزمان، في عام 2017، أدين غوهاغن باغتصاب وقتل امرأة أخرى من بونتياك قبل عام من مقتل مدكيف عام 1995.
وقال مكتب المدعي العام في ميشيغن إن المحققين اكتشفوا 12 امرأة أخرى تعرضن «لانتهاكات عاطفية وجسدية وجنسية» من قبل غوهاغن.
عندما نظرت «وحدة نزاهة الإدانة» التابعة للمدعي العام في ميشيغن، في قضية الأخوين، وجدت أدلة تدين مصداقية غوهاغن. كما وجد المحققون شهوداً أكدوا حجة غياب الأخوين ليلة مقتل مدكيف.
وقال مكتب المدعي العام إن تبرئة الشقيقين هي ثالث ورابع إدانات خاطئة تم إلغاؤها بمساعدة «وحدة نزاهة الإدانة». وأضاف المكتب أن الوحدة تلقت حتى الآن أكثر من 1600 طلب مساعدة.


مقالات ذات صلة

الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

الخليج عَلم الإمارات (رويترز)

الإمارات تعلن هوية الجناة في حادثة مقتل مقيم بجنسية مولدوفية

أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية أن السلطات الأمنية المختصة بدأت إجراء التحقيقات الأولية مع ثلاثة جناة أُلقي القبض عليهم لاتهامهم بارتكاب جريمة قتل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
أوروبا منظر عام لجزيرة صقلية (وسائل إعلام إيطالية)

«المافيا» تهدد على طريقة فيلم «العراب»... رأس حصان وبقرة ممزقة يرعبان صقلية

هزَّ العثور على رأس حصان مقطوع، وبقرة حامل ممزقة وعجلها الميت بداخلها ملطخين بالدماء، جزيرة صقلية، إذ تعاملت السلطات مع الحادث باعتباره تهديداً من قبل المافيا.

«الشرق الأوسط» (روما)
يوميات الشرق الشرطة ألقت القبض على سارات رانجسيوثابورن في بانكوك عام 2023 (إ.ب.أ)

مدينة لهم بالمال... الإعدام لتايلاندية متهمة بقتل 14 من أصدقائها بـ«السيانيد»

حُكم على امرأة في تايلاند بالإعدام، بعدما اتُّهمت بقتل 14 من أصدقائها بمادة السيانيد.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
أوروبا ماريوس بورغ هويبي نجل ولية العهد النرويجية الأميرة ميته ماريت (أ.ف.ب)

توقيف نجل أميرة النرويج بشبهة الاغتصاب

أعلنت الشرطة النرويجية، الثلاثاء، توقيف نجل ولية العهد الأميرة ميته ماريت للاشتباه في ضلوعه في عملية اغتصاب.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
شؤون إقليمية عائلات الأطفال ضحايا عصابة حديثي الولادة في وقفة أمام المحكمة في إسطنبول رافعين لافتات تطالب بأقصى عقوبات للمتهمين (أ.ف.ب)

تركيا: محاكمة عصابة «الأطفال حديثي الولادة» وسط غضب شعبي واسع

انطلقت المحاكمة في قضية «عصابة الأطفال حديثي الولادة» المتورط فيها عاملون في القطاع الصحي والتي هزت تركيا منذ الكشف عنها وتعهد الرئيس رجب طيب إردوغان بمتابعتها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.