وزير أردني: تكلفة اللاجئين السوريين على البلديات تقدر بـ225 مليون دينار سنويًا

موازنة البلديات في الأردن تحسنت خلال عامي 2014 - 2015 وتم ضبط النفقات

وزير أردني: تكلفة اللاجئين السوريين على البلديات تقدر بـ225 مليون دينار سنويًا
TT

وزير أردني: تكلفة اللاجئين السوريين على البلديات تقدر بـ225 مليون دينار سنويًا

وزير أردني: تكلفة اللاجئين السوريين على البلديات تقدر بـ225 مليون دينار سنويًا

أكد وزير البلديات الأردني المهندس وليد المصري، أن البلديات في الأردن تضررت نتيجة للوجود السوري فيها، الأمر الذي ساهم في ارتفاع الضغط على جميع الخدمات المقدمة للمواطنين.
وقال المصري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن أدى إلى زيادة الضغط على البنى التحتية، من طرق وخدمات مياه وكهرباء، وازدياد طلبات المعونة الوطنية نتيجة غلاء المعيشة وفقدان فرص العمل وزيادة أجور المساكن، مما أثر على قدرات الأفراد والأسر على سد احتياجاتهم الضرورية.
وأضاف أن «البلديات كانت تعاني في السابق من قلة عدد الآليات الموجودة لديها والتي تعمل على جمع النفايات. وبوجود اللاجئين السوريين، تضاعف حجم النفايات، مما أدى إلى تشغيل كوادر البلديات إلى أكثر من فترة».
وأوضح المصري وهو يشرح لـ«الشرق الأوسط» التأثيرات التي أحدثها اللجوء السوري على الواقع البلدي، أن ازدياد الضغط على المساكن اضطر بعض المواطنين الأردنيين لإنشاء مبانٍ في مناطق خارج التنظيم ودون تخطيط عمراني مسبق، مما أدى إلى انتشار العشوائيات والأبنية في المناطق الواقعة خارج التنظيم، كما أن وجود هذه المباني خارج التنظيم بحاجة إلى خدمات بنية تحتية من تعبيد الشوارع والإنارة وخدمات المياه وغيرها.
وتابع: «أثر استمرار تدفق اللاجئين السوريين كذلك على فرص العمل في القطاع الخاص، حيث زادت قوة منافسة العمالة السورية للعمالة الأردنية في قطاع العمل واستحوذ اللاجئون السوريون على أغلب فرص العمل، وعلى الرغم من محدودية فرص العمل التي كانت متاحة للأردنيين في المحافظات قبل الأزمة إلا أن اللجوء السوري فاقم تلك المشكلة.
وقال إن هناك ضغطا كبيرا على المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، حيث يشارك الطلاب السوريون الطلاب الأردنيين بهذه المدارس، مما أدى إلى انتشار ظاهرة التعليم على فترتين، صباحية ومسائية، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة الأردنيين والسوريين.
وحول الدعم الذي يقدمه المجتمع الدولي والدول المانحة إلى الأردن قال المصري: «إن معظم الدعم الدولي يتم توجيهه للاجئين السوريين مباشرة مع جزء يسير منه لدعم البلديات المتضررة من اللاجئين السورين علمًا أن تكلفة المواطن الأردني على صندوق البلدية 150 دينارًا سنويا لقاء تقديم الخدمات الأساسية له ولا تشمل خدمات الصحة والتعليم والمياه».
وأضاف: «إن عدد اللاجئين السوريين في الأردن بلغ مليون و500 ألف لاجئ، يتمتعون بكل الخدمات التي يتلقاها الأردنيون من البلديات، مما يعني أن تكلفة اللاجئين السوريين على البلديات سنوياً تقدر بـ225 مليون دينار سنويًا، ولا تكاد المنح المقدمة للبلديات الأردنية لتخفيف أثر اللجوء السوري عليها تغطي سوى 10 في المائة من التكلفة التي تتحملها البلديات سنويا، مما دفع البلديات إلى تأجيل تنفيذ كثير من المشاريع التنموية الاستراتيجية لديها وتوجيه مخصصات هذه المشاريع لغايات تغطية التكلفة المالية المترتبة على إدامة الخدمات الأساسية المطلوبة من البلديات.
وتحدث الوزير المصري عن مشروع «قانون اللامركزية» في الأردن الذي أعدته الحكومة وأرسلته إلى البرلمان قائلا: «إن للامركزية أهمية ودورا كبيرا في زيادة المشاركة الشعبية وتعزيز مشاركة المواطنين في صنع القرار وإدارة البلدية على مستويين (مجلس بلدي ومجلس محلي)، ولا مركزية الخدمات الإدارية وزيادة الصلاحيات التنموية للبلديات وتمكينها من القيام بدورها وضمان وجود المرأة في المجالس البلدية والمحلية.
وتابع أنه تم إقرار مشروع قانون جديد للبلديات لعام 2015 من مجلس الوزراء وتمت إحالته إلى البرلمان، ويتم الآن إعداد مجموعة من الأنظمة التي يحتاج إليها تطبيق القانون الجديد وتضمن القانون، مما يعزز استقلال البلديات.
وأكد أن موازنة البلديات في الأردن تحسنت خلال عامي 2014 و2015 وتم ضبط النفقات وتحديد نسبة رواتب الموظفين من حجم موازنة البلدية، وتوجيه البلديات لإقامة المشاريع الرأسمالية والخدمية ويساهم ما سبق في تخفيف مديونية البلديات.
وأوضح أن هناك مشروعا في وزارة البلديات تم إطلاقه بهدف إعادة تأهيل كل العاملين في البلديات لإكسابهم مهارات وقدرات جديدة ورفع مستوى المعرفة لديهم كل حسب اختصاصه، وتم البدء بحوسبة وأتمتة عمل البلديات من خلال الأنظمة المالية والإدارية والتخطيط الحضري للبلديات.



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.