مندوب سوريا رداً على غرينفيلد: لن نقبل شروط أميركا

TT

مندوب سوريا رداً على غرينفيلد: لن نقبل شروط أميركا

قال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة، بسام صباغ، إن «الشعب السوري لن يسمح لأي كان بفرض شروط أو إملاءات عليه»، ذلك رداً على بيان أصدرته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد.
وكانت توماس غرينفيلد قد قالت إن «الشعب السوري قام بثورة سلمية قبل أحد عشر عاماً، وطالب بإصلاحات سياسية وحوكمة شاملة ورشيدة، وبحماية حقوق الإنسان للجميع. ورد نظام الأسد بشكل مأساوي من خلال ضرب المتظاهرين وسجنهم، مما كان فاتحة نزاع وحشي ذهب ضحيته أكثر من 350 ألف شخص، وحول 13 مليوناً إلى نازحين. ولا يزال الوضع الإنساني مزرياً اليوم، إذ يحتاج 14.6 مليون شخص إلى المساعدة». وقال صباغ في بيان، إن «البيان الذي أصدرته المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليس إلا تكراراً لما دأب عليه مسؤولو الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال السنوات الـ11 الماضية، قاسمه المشترك انفصال عن الواقع، وتوصيف خاطئ للأحداث، وتقديم لمعلومات مفبركة بهدف تضليل الرأي العام».
وأشار صباغ إلى أن «إعراب غرينفيلد عن القلق حيال الوضع الإنساني في سوريا، يتناقض تماماً مع قيام بلادها بفرض إجراءات قسرية غير شرعية على الشعب السوري، تسببت في آثار كارثية عليه؛ حيث شملت جميع مناحي حياته. كما يتعارض مع عرقلتها تنفيذ جوانب من قرار مجلس الأمن 2585 بشأن دعم مشروعات الإنعاش المبكر الضرورية، لتعزيز صمود السوريين، وإتاحة العودة للمهجرين».
ورأى أنه «من النفاق أن تعرب مندوبة واشنطن عن القلق بشأن محنة السوريين، وفي الوقت ذاته تقوم بلادها بدعم ميليشيا انفصالية إرهابية تتسبب في أزمة كبيرة للأهالي في الجزيرة السورية، إلى جانب سرقتها للثروات الوطنية السورية، فضلاً عن انتهاكها الواضح لسيادة سوريا ولقرارات مجلس الأمن وميثاق الأمم المتحدة، عبر احتلالها المباشر لأجزاء من الأراضي السورية، وقيام مسؤوليها بالتسلل خلسة إليها لتنسيق سياساتها التخريبية».
واعتبر أن «ادعاء غرينفيلد حرص واشنطن على إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا ليس سوى كلام أجوف، يهدف إلى حرف انتباه السوريين، وإطالة أمد أزمتهم، وعرقلة التوصل إلى أي حل حقيقي»، مبيناً أن «المنظور الأميركي للحل ليس احترام إرادة الشعب السوري وخياراته الوطنية؛ بل فرض أطر سياسية وعسكرية تخدم مصالحه وتلبي أجنداته».
وقال صباغ إن «الشعب السوري الذي صمد أمام آلة الحرب الضخمة متعددة الأوجه والأدوات، وهزم بكل بطولة المشروع الإرهابي، ودافع ببسالة عن سيادة بلده ووحدة أراضيه، لن يسمح لأي كان بفرض أي شروط أو إملاءات، وهو مُصر على تحميل جميع من ساهم في سفك دماء السوريين وتدمير منجزاتهم وسرقة ثرواتهم، المسؤولية السياسية والأخلاقية والجنائية عن ذلك».



المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
TT

المدارس الأهلية في صنعاء تحت وطأة الاستقطاب والتجنيد

الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي)

جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)
الحوثيون يجبرون طلاب المدارس على المشاركة في أنشطة تعبوية (إعلام حوثي) جانب من استهداف حوثي لطلبة المدارس في ضواحي صنعاء (فيسبوك)

كثفت الجماعة الحوثية من استهداف قطاع التعليم الأهلي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، من خلال إجبار الطلبة والمعلمين في عدد من المدارس الأهلية على المشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية»؛ بغية تجنيدهم للدفاع عن أجندتها ذات البعد الطائفي.

وبحسب مصادر تربوية يمنية تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، دشنت الجماعة الحوثية خلال الأيام القليلة الماضية حملات تجنيد للطلاب والكادر التربوي من أجل استقطاب مقاتلين جدد إلى صفوفها.

الانقلابيون أخضعوا طلاباً وتربويين في صنعاء للتعبئة الفكرية والعسكرية (إكس)

ويفرض الانقلابيون الحوثيون على مديري المدارس الخاصة في صنعاء اختيار 15 طالباً و10 تربويين من كل مدرسة في صنعاء؛ لإلحاقهم بدورات تعبوية وعسكرية. كما تتوعد الجماعة - طبقاً للمصادر - الرافضين لتلك التوجيهات بعقوبات مشددة تصل إلى حد الإغلاق وفرض غرامات مالية تأديبية.

وأثار الاستهداف الحوثي الأخير للمدارس موجة غضب ورفض في أوساط الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور، فيما اتهم التربويون الجماعة بالمضي في استغلال مؤسسات التعليم بعد تجريفها للحشد والتجنيد.

واشتكى أولياء الأمور في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من استهداف أطفالهم بعد أخذهم عنوة من فصول الدراسة دون معرفتهم إلى أماكن مجهولة لتدريبهم على القتال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة، تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.

ونتيجة لذلك الاستهداف، شهد عدد من المدارس الأهلية في صنعاء غياباً ملحوظاً للطلبة والمعلمين الذي رفضوا استمرار الحضور، جراء ما يقوم به الانقلابيون من إجبار على الالتحاق بالدورات القتالية.

وأفادت مصادر تربوية في صنعاء بأن عدداً كبيراً من أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب للمدارس، خصوصاً تلك المستهدفة حالياً من قبل الجماعة، وذلك خوفاً عليهم من الخضوع القسري للتجنيد.

تعبئة مستمرة

أجبر الانقلابيون الحوثيون مديري مدارس «التواصل» و«منارات» و«النهضة» «ورواد»، وهي مدارس أهلية في صنعاء، على إيقاف الدراسة ليوم واحد بحجة عقد اجتماعات معهم. كما ألزمت الجماعة من خلال تلك الاجتماعات المدارس بتوفير ما لا يقل عن 25 طالباً وتربوياً من كل مدرسة للمشاركة فيما تسميه الجماعة «تطبيقات عسكرية ميدانية».

وشهدت إحدى المناطق في ضواحي صنعاء قبل يومين تدريبات عسكرية ختامية لدفعة جديدة تضم أكثر من 250 طالباً ومعلماً، جرى اختيارهم من 25 مدرسة في مديرية الحيمة الداخلية بصنعاء، وإخضاعهم على مدى أسابيع لدورات قتالية ضمن ما تسميه الجماعة «المرحلة الخامسة من دورات (طوفان الأقصى)».

اتهامات لجماعة الحوثي بإجبار مدارس على تقديم مقاتلين جدد (إعلام حوثي)

ونقلت وسائل إعلام حوثية عن قيادات في الجماعة تأكيدها أن الدورة ركزت على الجانب التعبوي والقتالي، استجابةً لتوجيهات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي؛ استعداداً لما يسميه «مواجهة الأعداء وتحرير الأقصى».

يتزامن هذا التحرك الانقلابي مع استمرار معاناة عشرات الآلاف من المعلمين والتربويين في كافة المناطق تحت سيطرة الجماعة؛ بسبب انقطاع رواتبهم منذ عدة سنوات، مضافاً إليها ارتكاب الجماعة سلسلة لا حصر لها من الانتهاكات التي أدت إلى تعطيل العملية التعليمة بعموم مناطق سيطرتها.

وكانت الجماعة الحوثية أخضعت في أواخر أغسطس (آب) الماضي، أكثر من 80 معلماً وتربوياً في مديرية الصافية في صنعاء لدورات تعبوية وقتالية، كما أرغمت المدارس الأهلية في صنعاء، في حينها، على إحياء مناسبات ذات منحى طائفي، تُضاف إلى أنشطة تعبوية سابقة تستهدف أدمغة وعقول الطلبة بهدف تحشيدهم إلى الجبهات.

وتتهم عدة تقارير محلية وأخرى دولية جماعة الحوثي بأنها لم تكتفِ بتدمير قطاع التعليم في مناطق سيطرتها، من خلال نهب مرتبات المعلمين واستهداف وتفجير المدارس وإغلاق بعضها وتحويل أخرى لثكنات عسكرية، بل سعت بكل طاقتها لإحلال تعليم طائفي بديل يحرض على العنف والقتل والكراهية.