الرئيس الفرنسي يوسع مروحة اتصالاته قبل قمم بروكسل الثلاث الخميس والجمعة

مصادر الإليزيه: ماكرون يناقش مع بوتين وزيلينسكي شروط وقف إطلاق النار والمفاوضات

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
TT

الرئيس الفرنسي يوسع مروحة اتصالاته قبل قمم بروكسل الثلاث الخميس والجمعة

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (رويترز)

استبق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون القمم الثلاث التي ستُعقد يومي الأربعاء والخميس (القمة الأطلسية، وقمة الاتحاد الأوروبي، وقمة مجموعة السبع) في بروكسل بمروحة اتصالات، تناولت الرئيسين الروسي والأوكراني، والمستشار الألماني، ورئيس الوزراء الإيطالي.
ويندرج الاتصالان بـفلاديمير بوتين وفولودومير زيلينسكي في إطار الحوار المتواصل الذي يقيمه ماكرون مع الرئيسين، منذ ما قبل اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي.
وقالت مصادر الإليزيه إن ماكرون «واصل حواراته السابقة المطولة» مع بوتين، وزيلينسكي، التي تركزت على «صيغ التوصل إلى وقف لإطلاق النار، والشروط الأمنية التي تتناول المسائل الرئيسية». وأضافت المصادر الرئاسية أن ما توصل إليه ماكرون هو «عدم وجود اتفاق» بين الطرفين على شروط وقف إطلاق النار، إلا أنه «ما زال مقتنعاً بضرورة مواصلة الجهود، خصوصاً أنه ليس هناك من مخارج سوى وقف إطلاق النار وحصول مفاوضات بنية طيبة بين روسيا وأوكرانيا». وأكد الإليزيه أن ماكرون «يقف إلى جانب أوكرانيا».

ويأتي هذا الاتصال الجديد مع طرفي الحرب، فيما أعلن زيلينسكي عن استعداده للتوصل إلى تسوية مع بوتين حول مسألة مطالبة موسكو باعتراف كييف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم التي ضمّتها في العام 2014 والاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الواقعتين في منطقة الدونباس، شرق أوكرانيا. وربط زيلينسكي ذلك بإجراء استفتاء شعبي. وسبق للرئيس الأوكراني أن أعلن عن استعداده للبحث في موضوع حياد بلاده، أي امتناعها عن الانضمام إلى الحلف الأطلسي، وهو مطلب موسكو الرئيسي، كما حال الملفين السابقين. إلا أن الرئيس الأوكراني ربط ملف الحياد بحصول بلاده على «ضمانات أمنية قوية وجدية». وثمة من يعتقد في باريس أن هذه التطورات من شأنها أن تفتح الباب لمفاوضات جادة بين الطرفين. إلا أن وجهة النظر الفرنسية الرسمية أن موسكو لا تفاوض حتى اليوم حقيقة، بل هي «تتظاهر بالتفاوض» وفق تعبير وزير الخارجية جان إيف لو دريان الأسبوع الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى إن ما هو حاصل لا يرقى إلى درجة التفاوض، بل هو بالأحرى «مناقشات». وتعتبر باريس أن التفاوض يفترض وقفاً لإطلاق النار. كما يدور الغموض حول طبيعة الضمانات التي تريدها كييف وحول الجهات التي يمكنها أن توفرها، وهي بأي حال لا تريد استنساخ الضمانات التي أعطيت إليها في العام 1994 مقابل تخليها عن أسلحتها النووية، وفق ما يسمى «مذكرة بودابست».

أما الاتصالان مع أولاف شولتز وماريو دراغي، فقد تركزا، وفق مصادر الإليزيه، على التحضير للقمم الثلاث المشار إليها سابقاً. وسبق لـماكرون أن تشاور أول من أمس مع رئيس الحكومة الإسبانية بدرو سانشيز، الذي زار باريس الاثنين الماضي، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. ومع شولتز ودراغي، كان الملف الطاغي الوضع في أوكرانيا والدعم الأمني والاقتصادي والإنساني الذي يعمل الاتحاد على توفيره، إضافة إلى تبعات الحرب في قطاع الطاقة، وكيفية أداء أوروبا لتوفير أمن الطاقة لدولها. وأضافت مصادر الإليزيه أن المشاورات الثلاثية تطرقت إلى التحديات الأمنية التي تواجه الاتحاد الأوروبي، وذلك على ضوء تبني وزراء الخارجية والدفاع ما يسمى «البوصلة الاستراتيجية» التي يفترض أن يقرها القادة الأوروبيون بشكل نهائي خلال قمتهم.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، فيما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.