هل يصبح لقاح كورونا سنوياً؟

جرعة من لقاح مضاد لكورونا (إ.ب.أ)
جرعة من لقاح مضاد لكورونا (إ.ب.أ)
TT

هل يصبح لقاح كورونا سنوياً؟

جرعة من لقاح مضاد لكورونا (إ.ب.أ)
جرعة من لقاح مضاد لكورونا (إ.ب.أ)

يعتقد بعض العلماء أن لقاح فيروس كورونا قد يكون سنويا مثله مثل لقاحات الإنفلونزا.
ونقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية عن عضو مجلس إدارة شركة «فايزر» والرئيس السابق لهيئة الغذاء والدواء الدكتور سكوت غوتليب قوله: «أعتقد أن كل المؤشرات الحالية تقول إن جرعة لقاح كورونا ستكون سنوية، على الأقل في المستقبل المنظور، حتى نسيطر على المرض وسلالاته بشكل أفضل».
ومن جهته، قال الدكتور أبرار كاران، أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد: «ما يمكن أن نتوقعه هو أن فيروس كورونا لن يختفي، بل سيستمر ويتحور وستضعف مناعتنا تجاهه بمرور الوقت. هذا يعني أننا سنحتاج إلى جرعات معززة مرة أخرى في المستقبل - ربما في وقت لاحق من هذا العام حسب اعتقادي - وسوف نحتاج إلى تلقي جرعة دورية سنوية يمكنها التصدي لجميع سلالات الفيروس».

وقال ألبرت بورلا، الرئيس التنفيذي لشركة «فايزر»، إن الشركة تأمل في صنع لقاح يحمي من أوميكرون وجميع سلالات كورونا.
وتابع: «الهدف هو تطوير لقاح يمكن أن يحمي الأشخاص لمدة عام على الأقل».
ومن جهتهما، تعمل شركتا «موديرنا» و«نوفافاكس» على تطوير لقاح مزدوج يمكن أن يوفر الحماية ضد كل من الأنفلونزا وفيروس كورونا في آن واحد.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «موديرنا» ستيفاني بانسل: «هدفنا هو أن نكون قادرين على الحصول على جرعة معززة سنوية واحدة، حيث لا يرغب الأشخاص في الحصول على جرعتين أو ثلاث جرعات في الشتاء، لكنهم لا يمانعون الحصول على جرعة واحدة».
ومن ناحيتها، قالت الدكتورة أرشانا تشاترغي، عميدة كلية الطب في جامعة روزاليند فرانكلين في شيكاغو، أمس (الاثنين): «من أجل إبقاء الفيروس تحت السيطرة، سنحتاج على الأرجح أن نتلقى تطعيم دوري ضده».
وأضافت تشاترغي، وهي أيضاً عضو في اللجنة الاستشارية للقاحات والمنتجات البيولوجية ذات الصلة التابعة لهيئة الغذاء والدواء الأميركية: «ليس شرطا أن يكون هذا التطعيم سنوي، بل يمكن أن يتم تلقيه كل عامين أو كل خمس سنوات، ستظهر الدراسات والبيانات المستقبلية الفاصل الزمني الأمثل».
وأكدت تشاترغي أن تعليقاتها لا تعكس آراء اللجنة الاستشارية للقاحات أو هيئة الغذاء والدواء.
ومن المقرر أن تجتمع اللجنة الاستشارية الأميركية للقاحات في 6 أبريل (نيسان) القادم لمناقشة الحاجة إلى جرعات معززة من لقاح كورونا في المستقبل، والفاصل الزمني الأمثل بين الجرعات.

وقالت هيئة الغذاء والدواء أمس (الاثنين) إن ممثلين من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها والمعاهد الوطنية للصحة سيشاركون في الاجتماع.
وقال الدكتور بيتر ماركس، مدير مركز أبحاث البيولوجيا التابع لهيئة الغذاء والدواء في بيان صحافي أمس (الاثنين): «بينما نستعد للاحتياجات المستقبلية للتصدي لكورونا، تظل الوقاية من الفيروس عن طريق تلقي اللقاح هي أفضل دفاع لنا ضد المرض وأي عواقب وخيمة محتملة».
وأضاف ماركس: «حان الوقت الآن لمناقشة الحاجة إلى المعززات المستقبلية لأننا نهدف إلى المضي قدماً بأمان، والاستعداد لكورونا مثلما نستعد لغيره من الفيروسات مثل الإنفلونزا».
يذكر أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم وصل إلى حوالي 472 مليون حالة حتى صباح اليوم (الثلاثاء)، بينما ارتفع إجمالي الوفيات إلى ستة ملايين و94 ألف وفاة.
أما عدد اللقاحات التي جرى إعطاؤها حتى الآن فبلغ 10.8 مليار جرعة.



«ميني مافيا»... برنامج كارين سلامة يُثير جدلاً بين اللبنانيين

برنامج «ميني مافيا» يتناول موضوعات خاصة بالأطفال (كارين سلامة)
برنامج «ميني مافيا» يتناول موضوعات خاصة بالأطفال (كارين سلامة)
TT

«ميني مافيا»... برنامج كارين سلامة يُثير جدلاً بين اللبنانيين

برنامج «ميني مافيا» يتناول موضوعات خاصة بالأطفال (كارين سلامة)
برنامج «ميني مافيا» يتناول موضوعات خاصة بالأطفال (كارين سلامة)

خطوة جريئة أقدمت عليها الإعلامية كارين سلامة في مجال التقديم التلفزيوني، تمثّلت في برنامجها «ميني مافيا» عبر شاشة تلفزيون «الجديد»؛ تستضيف خلاله مجموعة مواهب من الأطفال، يتحدّثون عن أحلامهم وهواجسهم ومشكلاتهم، ويعبِّرون عن مشاعرهم وعن مواقف تجاوزوها، ومرات يُطلُّون كنجوم في وسائل التواصل الاجتماعي. وتتماهى سلامة مع ضيوفها بأسلوب بسيط وقريب من القلب، وهو ما يُسهم في تفاعلهم مع أسئلتها بعفوية وطبيعية.

تملك كارين سلامة خبرة واسعة في التقديم التلفزيوني يتجاوز عمرها الـ20 عاماً. تنقلت بين برامج سياسية واجتماعية وفنّية، وهو ما زوّدها بخلفية إعلامية مصقولة بالتجارب والتحدّيات. ولكن ماذا عن «ميني مافيا»؟ وكيف تُفسِّر هذه الخطوة في مشوارها الإعلامي؟ توضح لـ«الشرق الأوسط»: «في الحقيقة تعود الفكرة إلى المخرج نضال بكاسيني. وعندما عرضها عليّ تحمسّت للتجربة، لا سيما أنه لم يسبق لي أن خضتها من قبل. ووجدت فيها ملعباً إعلامياً جديداً يتحدّاني ويتمتع بآفاق واسعة، فوافقت من دون التخطيط أو التحضير لها. فجاءت عفوية وتماهيت معها لا شعورياً كأمٍ تتعامل مع أولادها».

الإعلامية اللبنانية كارين سلامة (كارين سلامة)

على الرغم من أن البرنامج محوره البراءة والبساطة لارتكازه على الطفولة، بيد أنه أثار الجدل منذ حلقته الأولى التي تناولت موضوع السياسة. وهُوجمت كارين وانتُقدت إلى حدّ الطلب بإيقاف البرنامج. ولفت منتقدو الحلقة إلى أن التحدث مع الأطفال في موضوعات سياسية يُعدّ استغلالاً لهم. ويومها تضمّنت الحلقة نقاشاً بين ولدَيْن، أحدهما من بيئة «حزب الله»، والثاني من حزب القوات اللبنانية. ولكن في الوقت نفسه أظهر هذا السِّجال مدى تأثر الأطفال ببيئتهم السياسية والاجتماعية.

وتوضح سلامة: «صُدمت بردّ فعل الناس حول الحلقة الأولى من البرنامج. فـ(ميني مافيا) ليس البرنامج التلفزيوني الأول الذي يستضيف الأولاد. وكذلك لست السبّاقة إلى التكلم معهم في موضوعات سياسية. فالاعتراض طال محتوى الحلقة، ومع الأسف عندما تواجهين الإنسان بحقيقة مجتمعه يرفض الإصغاء. من ناحية ثانية ينكبّ على جَلد من أسهم في كشفها. وهناك أمثلة كثيرة عن علماء هُوجموا بسبب نظرياتهم واكتشافاتهم، لتُدرك المجتمعات بعد ذلك أنها صحيحة. ولأن مقدّم البرنامج يكون الحلقة الأضعف، تصيبه أسهم الانتقادات مباشرة».

تعتب كارين على من حوَّل الحلقة الأولى إلى تصفية حسابات وخطة ممنهجة لتشتيت هدف البرنامج. وتعلّق: «هناك أشخاص يستميتون بلغة الجَلد، ولكنني توجهت بالاعتذار إلى الأشخاص الذين وجّهوا الانتقاد بموضوعية».

قد تكون سلامة وضعت الإصبع على الجرح فتسبَّبت بالإزعاج لمن يغض النظر عن هذه المشكلة، وتُشير إلى أنها تلقّت اتصالات كثيرة تؤكد لها أن حوارات مشابهة تجري يومياً بين تلامذة المدارس وفي بيوت اللبنانيين.

تستضيف سلامة في «ميني مافيا» مواهب طفولية مشهورة (كارين سلامة)

موضوعات مختلفة تتناولها كارين في برنامجها بينها فنية واجتماعية وحالات صحية صعبة، فتسلّط الضوء عليها بحوارات مع أصحابها الأطفال بسلاسة ومن دون تصنّع. فلا تتوانى مرات عن توجيه كلمات التَّشجيع والتَّحبُب والإعجاب لهم. كما تُسهم مرات أخرى في فتح باب المساعدة لأطفال يعانون تشوّهات خلقية ويحتاجون إلى عملية جراحية للتخلّص منها. كما أنها استضافت نماذج أطفال مختلفة، من بينهم فتاة لأم إثيوبية تعاني التنمّر بسبب لونها. في حين لامست مشاعر المشاهد عن قرب عندما استضافت طفلة أُصيبت بإعاقة بسبب رصاصة طائشة. وتعلّق: «تخيلي كمية الانتقادات التي تلقيتها في الحلقة الأولى قابلها تجاهل تام فيما يخص مساعدة هذه الطفلة. فأنا أعمل في مجال المساعدات الإنسانية منذ نحو 10 سنوات، لكنني فوجئت بعدم التفاعل مع حالة هذه الطفلة حتى من السياسيين والوزراء والنواب».

وأنت تشاهد كارين سلامة تقدم «ميني مافيا» تذكّرك لا شعورياً بالمقدم الفرنسي الراحل جاك مارتان. فهو حصد شهرة واسعة طالت الشرق والغرب من خلال برنامجه التلفزيوني «مدرسة المعجبين» (L'École des fans) الخاص بالأطفال. وتميّز بأسلوبه اللطيف والسَّلس في حواراته معهم. وكارين تعتمد أسلوباً مشابهاً ينمُّ عن عاطفة كبيرة تكنّها للأطفال. فهل هي متأثرة بالفرنسي مارتان؟ تردّ: «لا شك أنه في اللاوعي عندي تأثرٌ به مثل غيري من أبناء جيلي. فهو شكّل ذكرى لا يمكننا أن ننساها في طفولتنا. بيد أن أسلوبي ينبع من شخصية الأم. فأنا متفانية في تربية أولادي والاهتمام بهم إلى آخر حدٍّ».

ولا تنسى كارين ذكر فريق إعداد البرنامج الذي تصِفه بالقوي والمُلمِّ بثقافة غنية. فتتناقش معهم حول الموضوعات المتناولة وكيفية عرضها. وتضيف إليها جرعات من عاطفة ناضجة تتمتع بها تجاه الأولاد. «محاورة الأطفال لا تحتاج إلى التعمّق والفلسفة. ما أقوم به ينبع من غريزة الأم التي تتفاعل مع طفلها بحبٍّ وعاطفة. وهو ما يُسهم في ملامسة مشاعر المشاهد من دون جهد أو مبالغة».

وعمَّا اكتشفته في أطفال لبنان تقول: «يتمتعون بنسبة عالية من الوعي، بيد أن بعضهم متأثر بمفاهيم أهلهم بشكل كبير. فهم يريدونهم نُسخة عنهم ويسيِّرونهم انطلاقاً من هذا المبدأ. فلا يتركون لهم مساحة من الحرية ليعبِّروا من خلالها عن آرائهم. وأكثر ما طبعني هو هذا الجرح العميق الذي يكسر قلوبهم لا شعورياً. فأطفال لبنان كما أطفال البلدان المجاورة يعانون تعدّيات صارخة على طفولتهم. وهو أمرٌ مؤلمٌ يترك أثره بوضوح على ملامحهم وتفكيرهم».