الرئيس الموريتاني ينتقد مطالب المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي

أكد استعداده للحوار معها.. لكن من دون أي شروط مسبقة

الرئيس الموريتاني ينتقد مطالب المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي
TT

الرئيس الموريتاني ينتقد مطالب المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي

الرئيس الموريتاني ينتقد مطالب المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي

انتقد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مطالب جهات في المعارضة بحل كتيبة الحرس الرئاسي كشرط لدخولها في الحوار مع السلطة، وقال إنه مطلب «غير منطقي»، مؤكدًا في نفس الوقت رغبته الجادة في الحوار مع المعارضة، ولكن من دون شروط مسبقة.
وأضاف ولد عبد العزيز خلال مؤتمر صحافي، عقده في نواكشوط مساء أول من أمس، إن كتيبة الحرس الرئاسي «تعد واحدة من وحدات الجيش الأكثر كفاءة، ومن غير المنطقي المطالبة بحلها وكأنها حزب سياسي متمرد»، على حد وصفه.
وأوضح ولد عبد العزيز أنه لا يعارض طرح نقطة حل الكتيبة على طاولة الحوار، ولكنها ستكون محل نقاش، ومن حق الحكومة والأغلبية الرئاسية أن يرفضوها، بينما أثنى على العمل الذي تقوم به الكتيبة، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب، مذكرًا بعملية نفذتها عام 2011 حين أحبطت هجومًا كان يخطط له تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لتفجير سيارة مفخخة بخمسة أطنان من المتفجرات داخل العاصمة نواكشوط.
وفي سياق حديثه عن الحوار السياسي مع المعارضة، أكد جديته وحكومته في الدعوة لحوار وطني يناقش جميع القضايا ومن دون أي خطوط حمراء، موضحًا أن الحوار تأخر بسبب ما قال إنه «ترتيبات داخل منتدى المعارضة»، الذي طلب مهلة قبل الشروع في الحوار.
وأوضح ولد عبد العزيز أن الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، المكلف ملف الحوار السياسي، أجرى اتصالات مع أقطاب المعارضة، وخصوصا كتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، وقال إن «المعاهدة مستعدة للحوار، وقد دعت له وأعلنت جاهزيتها للدخول فيه، والمشكلة الآن في المنتدى الذي طلب مهلة يجري فيها بعض الترتيبات.. ونحن في انتظارهم».
وكان منتدى المعارضة، الذي يضم 11 حزبًا سياسيًا وعدة هيئات نقابية، قد سلّم الحكومة قبل أسابيع وثيقة تضمنت ما قال إنها «ممهدات» يجب تطبيقها قبل الدخول في الحوار، وذلك بوصفها عوامل تساعد في بناء الثقة بين الطرفين، وشملت ممهدات الحوار عدة نقاط، من أبرزها مطلب حل كتيبة الحرس الرئاسي بوصفها تشكل خطرًا على الديمقراطية في البلاد، بالإضافة إلى تصريح الرئيس وأعضاء الحكومة بممتلكاتهم، وتدخل الحكومة لدعم أسعار المواد الغذائية الأساسية والمحروقات.
وبخصوص تصريح الرئيس وأعضاء الحكومة بممتلكاتهم، قال ولد عبد العزيز إنه سبق له أن صرح بممتلكاته خلال ولايته السابقة، وسلم ملفًا يتضمن تفاصيلها لرئيس المحكمة العليا، ولكنه لم يعلن عنها للرأي العام لأن رئيس المحكمة العليا أكد له أن القانون لا يفرض ذلك.
وتسلم الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، المكلف ملف الحوار، منذ أسابيع وثيقة منتدى المعارضة، وأكد أن الحكومة سترد عليها في أسرع وقت ممكن، ولكن الرد تأخر بسبب جولات ينظمها الرئيس وبعض أعضاء الحكومة داخل البلاد، بينما يعيش منتدى المعارضة تقلبات بسبب ما قيل إنها «خلافات» بسبب التبادل على رئاسته.
من جانبه، نفى محمد فال ولد بلال، الأمين الدائم لمنتدى المعارضة، أن يكون المنتدى قد تسبب في تأخر انطلاق الحوار، وقال إن «المنتدى لا يزال في انتظار رد الحكومة على الوثيقة التي سلمت للوزير المكلف الملف»، موضحًا أن معلومات الرئيس بهذا الخصوص «لم تكن دقيقة»، على حد وصفه.
في غضون ذلك، لم تستبعد أطراف وازنة في منتدى المعارضة أن يتم التنازل عن بعض ممهدات الحوار التي طرحت من طرف المنتدى، خصوصا في ما يتعلق بمطلب حل كتيبة الحرس الرئاسي، والاكتفاء بإعادة النظر في وضعيتها وعلاقتها بالجيش الوطني.
وتعاني الساحة السياسية في موريتانيا من قطيعة بين النظام والمعارضة، بدأت منذ عام 2009، وذلك عندما اتهمت عدة أحزاب سياسية معارضة الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز بتزوير الانتخابات، والتنكر لاتفاق سياسي وقع في العاصمة السنغالية دكار لإنهاء الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد إثر انقلاب 2008 الذي قاده ولد عبد العزيز.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.