الجزائر تعلن دعمها موقف بكين من «مسألة حقوق الإنسان»، وتأييدها «مبدأ الصين الواحدة»

البلدان يطالبان بـ«تفادي إساءة استعمال العقوبات» في الأزمة الأوكرانية

TT

الجزائر تعلن دعمها موقف بكين من «مسألة حقوق الإنسان»، وتأييدها «مبدأ الصين الواحدة»

أعلنت الجزائر تأييدها لـ«الموقف الصيني من المسائل المتعلقة بحقوق الإنسان»، ودعمها لبكين بخصوص الوضع في إقليم شينجيانغ، وموقفها من معارضيها في هونغ كونغ. كما أكدت «تطابق وجهات النظر»، بين العاصمتين، حول قضايا دولية من بينها القضية الفلسطينية والوضع الأمني في الساحل الأفريقي، وحول النزاع في الصحراء.
ولأول مرَّة تخوض الجزائر، بهذا الوضوح، في أحداث تخص شأناً صينياً محضاً. وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية رمضان لعمامرة، الذي بدأ أول من أمس زيارة إلى بكين تدوم 3 أيام؛ حيث صرَّح حسب بيان للخارجية الجزائرية، بأن بلاده «تعرب عن تمسكها بمبدأ الصين الواحدة»؛ داعياً إلى «ضرورة العمل على تفادي تسييس»، ملفات مثل المسألة الحقوقية في الصين (في إشارة إلى قضية مسلمي الأويغور)، والوضع في شينجيانغ؛ حيث فرضت واشنطن، العام الماضي، عقوبات على الشركات الصينية المتهمة بانتهاك الحقوق الأساسية في الإقليم الواقع شمال غربي البلاد.
ونقل البيان عن وزير خارجية الصين وانغ يي: «دعم الصين لجهود الجزائر الرامية إلى صيانة أمنها القومي واستقرارها، مشيداً بالنهج التنموي الذي تبنته لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة».
وأكد الجانبان، حسب البيان، على «ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية التي تكرس حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، في ظل الاحترام المتبادل والالتزام بالمبادئ القائمة على العدل والإنصاف، والدفع نحو إيجاد حلول سياسية وسلمية للأزمات الأخرى بالمنطقة».
وبحسب البيان: «أعرب الجانب الصيني عن تطلعه لمساهمة الجزائر الإيجابية، في تعزيز التعاون الجماعي بين الدول العربية والصين؛ خصوصاً بخصوص إعداد القمة العربية-الصينية (المرتقبة في السعودية العام المقبل)، معبراً عن تأييده لدور الجزائر البناء والمهم على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأثنى لعمامرة، من جهته، على «دعم الصين الدائم للقضية العربية العادلة، وتقديره للمبادرات والأفكار التي طرحتها الصين، والجهود الإيجابية التي بذلتها في سبيل إيجاد حل عادل ودائم للقضايا في الشرق الأوسط». وقال إن الجزائر «تتطلع إلى دور أكبر للصين في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة».
وأضاف بيان الخارجية الجزائرية، أن الجانب الصيني «أشاد بالدور الإيجابي للجزائر في دعم الاستقرار والتنمية في منطقة الساحل والصحراء، والتسوية السلمية للأزمات؛ خصوصاً في ليبيا ومالي، وكذا جهودها في مجال تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية، إلى جانب مساعيها الحثيثة في إطار تنفيذ عهدتها كمنسق الاتحاد الأفريقي للوقاية من الإرهاب والتطرف العنيف، ومكافحة امتداد هذه الآفة الخطيرة في أرجاء القارة».
وبشأن الحرب في أوكرانيا، نقل البيان عن الوزيرين «ضرورة التمسك بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، واحترام سيادة الدول وسلامة أراضيها، مع التمسك بمبدأ الأمن غير القابل للتجزئة، ومراعاة الانشغالات الأمنية المعقولة للأطراف المعنية، وضرورة الالتزام بحل النزاعات سلمياً عبر الحوار والتفاوض، وعدم إساءة استعمال العقوبات الأحادية الجانب التي لا تستند إلى القانون الدولي، تفادياً لانتهاك القواعد الدولية والمساس بالظروف المعيشية لشعوب الدول، وضرورة التخفيف من حدّة الانعكاسات الإنسانية التي قد تنجم عنها، كما يحرص الجانبان على بذل جهود مشتركة في هذا الصدد».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.