قبائل دهم اليمنية تؤكد ترابط أمن اليمن والسعودية

طيران التحالف يقصف معاقل الحوثيين في صعدة

قبائل دهم اليمنية تؤكد ترابط أمن اليمن والسعودية
TT

قبائل دهم اليمنية تؤكد ترابط أمن اليمن والسعودية

قبائل دهم اليمنية تؤكد ترابط أمن اليمن والسعودية

عقدت قبائل دهم في محافظة الجوف اليمنية الواقعة قرب الحدود اليمنية – السعودية، لقاء جماهيريا، بمشاركة واسعة من زعماء القبائل، في المنطقة التي يقيمون فيها مطارحهم القبلية المسلحة منذ أسابيع، وأكدت قبائل دهم، في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، «أنه ونظرًا لما تمر به اليمن من أوضاع مؤلمة من انقلاب الحوثيين وحلفائهم وما سببه ذلك من الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والمعيشي والسياسي فقد تداعت قبائل دهم ومن منطلق إيمانهم واستشعارهم بالمسؤولية تجاه بلادهم وتجاه جيرانهم الذين تربطهم بهم روابط الدين والعروبة والجوار وتشترك معهم في حدود جغرافية تقدر بمئات الكيلومترات مما يوجب عليهم الوقوف لحماية بلادهم وجيرانهم من أي عبث يهدد أمن الجميع».
واتفقت قبائل دهم على عدد من النقاط التي يجب الالتزام بها وهي: «استمرار وجودهم في مطارحهم للتعامل مع أي مستجد قد يحدث من خلال رأي جماعي، وتأييدهم للشرعية الدستورية ووقوفهم إلى جانبها، رفضهم للانقلاب وما ترتب عليه من إجراءات، دعوة جميع الأطراف إلى العودة للحوار وأعمال العقل وتغليب المصلحة العامة والالتزام بالمبادرة الخليجية، بما أن القبائل في اليمن بمختلف مسمياتها هي الرديف للحكم في اليمن على مر التاريخ، فإننا ندعوها لرص الصفوف وتوحيد الرؤى وردع كل من عبث بأمن واستقرار اليمن. وتتقدم قبيلة دهم بالشكر والعرفان لدول التحالف وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمواقفه الأخوية والشجاعة ووقوفهم إلى جانب الشعب اليمني».
وكثفت طيران التحالف، خلال اليومين الماضيين، قصفه لمواقع الميليشيات الحوثية في محافظة صعدة بشمال اليمن، وقالت مصادر محلية في صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن «القصف استهدف مواقع الميليشيات ومعسكراتها ومخازن للأسلحة والذخائر وإنه أدى إلى حالة من الإرباك في أوساط الميليشيات، وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية التي يسيطر عليها الحوثيون أن 34 شخصا لقوا مصرعهم وجرح آخرون، جراء القصف، وتزامن القصف الجوي مع قيام الحوثيين بقصف بعض المناطق السعودية على الحدود مع اليمن»، وبحسب مصادر متطابقة في صنعاء، فقد جرى قصف الكثير من المواقع في ضواحي صنعاء ومحافظتي حجة وذمار، في الشمال، إضافة إلى استمرار القصف على مواقع الميليشيات الحوثية في جنوب البلاد، ولم تستبعد المصادر أن يكون القصف استهدف بعض المواقع التي حولها الحوثيون إلى مخازن للأسلحة الثقيلة وبينها صواريخ، يعتقد أنها من نوع «سكود»، حيث يشير سكان في محافظة ذمار إلى قصف أحد المواقع الذي يعتقد أن الحوثيين نقلوا إليه مثل هذه الأسلحة.
في موضوع آخر، ذكرت مصادر محلية متطابقة أن وساطات قبلية أسفرت عن التوصل إلى اتفاق ما يشبه «هدنة إنسانية» مؤقتة بين القبائل الموالية للشرعية في محافظة مأرب بشرق البلاد، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، للسماح لقاطرات الغاز بالمرور إلى صنعاء وبقية المحافظات، وكذا السماح للفرق الهندسية بإصلاح أبراج الكهرباء التي أعطبت جراء المواجهات.
إلى ذلك، وفيما تستمر المواجهات في مأرب، قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلي المقاومة الشعبية بمجزر، شمال محافظة مأرب، استولوا على أسلحة ونواظير دبابات وقناصات ومعدلات ورشاشات أثناء سيطرتهم على موقع عسكري تابع لجماعة الحوثي المسلحة بالجدعان مديرية مجزر حيث تدور الاشتباكات»، وأكد شهود العيان أن «جثث المسلحين الحوثيين وجرحاهم لا تزال متناثرة في الشعاب بالمديرية، وأنه شوهدت 6 جثث للمسلحين الحوثيين لا تزال مرمية في مناطق المواجهة التي دارت، أول من أمس، فيما أكد رجال المقاومة العثور على جرحى حوثيين في منطقة المواجهات».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.