مجزرة التواهي تدفع اليمن لمطالبة التحالف بالتدخل.. وياسين: عدن لم تسقط والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية

أبناء عدن يستنجدون بالملك سلمان بن عبد العزيز لإنقاذهم باسم الدم والأخوة والأبوة والدين

مجزرة التواهي تدفع اليمن لمطالبة التحالف بالتدخل.. وياسين: عدن لم تسقط والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية
TT

مجزرة التواهي تدفع اليمن لمطالبة التحالف بالتدخل.. وياسين: عدن لم تسقط والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية

مجزرة التواهي تدفع اليمن لمطالبة التحالف بالتدخل.. وياسين: عدن لم تسقط والمجتمع الدولي يتحمل المسؤولية

استنجدت الحكومة اليمنية الشرعية أمس، بدول قوات التحالف بقيادة السعودية، عمل ما يمكنه في سبيل إنقاذ اليمنيين، بعد أن تعرضت منطقة التواهي في عدن إلى مجزرة، جراء القصف المسلح من قبل الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأكد رياض ياسين، وزير الخارجية، أن الحوثيين قتلوا أكثر من 50 شخصا بين نساء وأطفال (ارتفع عددهم إثر المؤتمر الصحافي إلى أكثر من 80 قتيلا)، وأن على المجتمع الدولي والأمم المتحدة تحمل المسؤولية، خصوصا وأن قرار مجلس الأمن الدولي 2216 مضى عليه 20 يوما، من دون تنفيذ.
وأوضح الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني المكلف خلال المؤتمر الصحافي في مقر السفارة اليمنية بالرياض أمس، أن الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أطلقوا قذائف الدبابات والأسلحة المتوسطة والثقيلة على العشرات من الأسر النازحة، من منطقة التواهي التي تشهد مقاومة منذ أيام ضد المتمردين، والتي فرضت حصارا على مداخل مدينة حجيف، والنفق في القلوعة.
وقال ياسين إن «أكثر من 50 قتيلا سقطوا من المدنيين بين نساء وأطفال، جراء قصف الحوثيين على قاربهم في منطقة التواهي، حيث وصل عدد كبير من الجثث التي تم نقلها إلى مستشفى باصهيب العسكري في التواهي، لا سيما وأن عددا كبيرا من النساء والأطفال تعرضوا للاغتصاب والقتل، وتهديم المباني وتشريد السكان، ومن ثم السرقات والنهب من دون أي مبرر»، مشيرًا إلى أن المتمردين منعوا فرق الإسعاف والمتطوعين من المساعدة وإنقاذ الجرحى والمصابين.
وطالب وزير الخارجية المكلف، من دول قوات التحالف، عمل ما يمكن عمله وبأسرع وقت ممكن، لإنقاذ عدن، وكل اليمن، كما طالب المجتمع الدولي والإقليمي بالتدخل العاجل والسريع لإنقاذ المدنيين الأبرياء في عدن وتعز وكل اليمن.
ودعا ياسين، المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للقيام بمهامها، ورصد وتوثيق كل الانتهاكات ضد الإنسانية، وكذلك لجنة تعمل على تقصي الحقائق السريعة عن جرائم الميليشيات الحوثية، وأعمال الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، ضد المدنيين العزل، خصوصا في عدن.
وأكد وزير الخارجية المكلف، أن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وكذلك نائبه خالد بحاح، والحكومة وكل اليمنيين، أكدوا أن مرتكبي الجرائم لن يفلتوا من العقاب، وسنتخذ كل الطرق والوسائل، حتى ينالوا عقابهم في أقرب فرصة ممكنة، وأن الإجراءات السريعة لتقديم الميليشيات الحوثية، كمجرمي حرب سارية على مختلف الصعد المحلية والدولية.
وذكر الدكتور ياسين، أن قرار مجلس الأمن الدولي 2216، مضى عليه 20 يوما، ولم تنفذ الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح أي بند من القرار، وعلى المجتمع الدولي وكذلك الأمم المتحدة، أن تتحمل المسؤولية الكاملة، وأن تكف إحدى الدول التي تتقدم إلى مجلس الأمن الدولي، كل يوم بمسودة أوراق جديدة، لأن ما يحصل على الأرض اليمنية جريمة واضحة، يرتكبها المتمردون.
وأكد وزير الخارجية المكلف، أن العاصمة الشرعية عدن، لم تسقط، وهي صامدة بفضل صمود شبابها وأبنائها ونسائها، وأن مدينة عدن ليست مثل تل أبيب الإسرائيلية، حيث يعتقد الحوثيون أنهم أسقطوا مدينة عدن، وأن شعاراتهم الوهمية بالحرب على إسرائيل والموت لأميركا، اتضحت أنهم يحاربون أبناء عدن، ولا يريدون الموت إلا لعدن، وهذا ما نشهده الآن.
وأضاف «شعار الميليشيات الحوثية، هو الموت والكذب، حيث قصفوا المدنيين بالدبابات والأسلحة، ولم تكن هناك طائرات لدول التحالف فوق محافظة التواهي، بل استخدم الحوثيون الدبابات لقصف المدنيين، وماذا تريدون من جماعة شعارها الموت!».
وقال الدكتور ياسين، إن «الميليشيات الحوثية، وأتباع الرئيس المخلوع، يسعون إلى تعطيل المؤتمر اليمني بالرياض، الذي أعلن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، موعده في 17 من الشهر الحالي، وأن ما جرى في محافظة التواهي، هو إحدى الوسائل التي يحاولون إفشال المؤتمر من خلاله، إذ يريدون نقل مؤتمر الرياض إلى دول أخرى، كي يستطيعوا أن يؤخروا الوقت إلى فترة أطول من الموعد المحدد، وأن يجعلوا اليمن يعيش مأساة حقيقية مثلما تعيشها فلسطين التي هي قضية وهاجس الأمة العربية».
واستعرض وزير الخارجية اليمني المكلف خلال المؤتمر الصحافي، رسالة استلمها من أبناء مدينة عدن، وجهوها إلى خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، ونصها «يا أبو العزم والحزم، نناشدك رجالا ونساء وأطفالا وشبابا، باسم الدم والأخوة والأبوة والدين، بإنقاذنا من أيدي المجرمين وقتلة الأطفال والنساء، وأنه لا حيلة لنا ولا قوة بعد الله، سواك».
وحول حضور أتباع الرئيس المخلوع صالح من حزب المؤتمر الشعبي العام إلى الرياض، أشار وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أنه طمأن جميع اليمنيين، أنه ليس كل من حضر إلى المملكة سيكون له دور في اليمن.
فيما أشار عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان اليمني خلال المؤتمر إلى أن دبابات الميليشيات الحوثية، تستهدف الأسر، وكذلك بعض الفنادق التي خصصها أصحابها للناجين، كمساكن هربًا من القصف، إلا أن المتمردين استمروا في ملاحقتهم حتى قتلوهم.
وأكد الأصبحي، أن جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اعترفت ولأول مرة بأنها قتلت المدنيين، ووصفتهم بالكفار وأنهم خارجون عن الملة، والدين كما تصورهم، إذ إن جرائم الحوثيين هي أبشع من القتل بالرصاص، وقال: «طلبنا من مندوبنا في مجلس الأمن الدولي، عقد جلسة طارئة، لتطبيق قرار 2216».
وقال وزير حقوق الإنسان، إنه «من المتوقع أن تكون هناك انتفاضة حقيقية خلال الأيام المقبلة، على كل المحافظات خصوصا في الشمال».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.