السلطة تنجح في رد دعوى قيمتها 900 مليون دولار

TT

السلطة تنجح في رد دعوى قيمتها 900 مليون دولار

قالت وزارة المالية الفلسطينية، إنها حققت نصراً جديداً في ملف القضايا المرفوعة ضد منظمة التحرير والسلطة الوطنية في المحاكم الأميركية.
وأضافت في بيان، الأحد: «إن محاميي منظمة التحرير والسلطة الوطنية الفلسطينية، حققوا إنجازاً قانونياً آخر بعد قرار محكمة نيويورك (مقاطعة نيويورك الجنوبية)، برد دعوى شاتسكي المرفوعة ضد فلسطين منذ عام 2002 باتهامات تتعلق (بدعم الإرهاب)، والمطالبة بقيمة 900 مليون دولار أميركي، حيث وجدت المحكمة، أن قرار الكونغرس الأخير، بإخضاع منظمة التحرير والسلطة الوطنية لاختصاص القانون الأميركي، بأنه قرار غير دستوري في سابقة قانونية».
وتابعت وزارة المالية، أن «هذا النصر، هو الثاني من نوعه في أقل من أسبوع، حيث نجحت فلسطين في انتزاع قرار مماثل في قضية (Sokolow)».
مضيفة، أن «هذا القرار صدر، رغم المحاولات المتكررة من قبل المدعين والمنظمات اليمينية الداعمة لهم، لرفع قضايا ضد فلسطين والحصول على تعويضات مالية بملايين الدولارات، ونجاحهم بالضغط على الكونغرس لتغيير القانون الأميركي، والحصول على الدعم القانوني للإدارة الأميركية».
وقال وزير المالية، شكري بشارة، إن هذا الإنجاز يأتي ضمن سلسلة من النجاحات القانونية في ملف القضايا في الولايات المتحدة. وقضية «شاتسكي»، إحدى القضايا المرفوعة ضد السلطة والمنظمة في المحاكم الأميركية، من قبل مجموعات يمينية تحاول الحصول على تعويضات مالية، متهمة السلطة والمنظمة، بالمسؤولية عن عمليات، قُتِل وجُرِح خلالها أشخاص يحملون الجنسية الأميركية والإسرائيلية.
وتم رفع القضية في عام 2004 من قبل عائلات قتلى العملية التي وقعت في مستوطنة «كرني شمرون» شمال الضفة الغربية، في العام 2002، اتهموا فيها السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير، بمسؤوليتهم عن مقتل وجرح أشخاص يحملون الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية.
وتعتبر هذه القضية، السابعة من نوعها التي تردها السلطة في المحاكم الأميركية. وعمل فريق كبير من المحامين الذين عينتهم السلطة الفلسطينية منذ عام 2014، على رد دعوات كانت تطالب السلطة بمئات ملايين الدولارات، تعويضاً عن قتل إسرائيليين يحملون الجنسية الأميركية، في عمليات وقعت في الضفة الغربية بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
وأثناء التقاضي، تدخلت الإدارات الأميركية في العملية، بما في ذلك مطالبة إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، من القضاة النظر إلى الوضع السياسي والمالي للسلطة. وبداية العام الحالي، نجحت السلطة في رد دعوى قضائية تعود لعام 2015، وجد فيها محلفون، أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، مسؤولتان عن وقوع 6 هجمات بالرصاص وتفجيرات بين الأعوام 2002 و2004 في منطقة القدس، نسبت إلى كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، وإلى حركة حماس، وقتل خلالها 33 إسرائيلياً، بينهم حملة جنسية أميركية. فحكمت المحكمة على السلطة والمنظمة، بدفع مبلغ 655 مليون دولار لصالح العائلات المتضررة، إضافة إلى مطالبتهم بمبلغ 450 مليون دولار فوائد مسبقة مستحقة على مبلغ التعويضات.
وكان اللوبي الذي يرفع القضايا المقامة ضد السلطة، قد تمكن من تعديل القوانين عبر الكونغرس، لكن فريق المحامين الذي يعمل مع السلطة الوطنية نجح برد معظم القضايا المرفوعة عليها، حتى الآن، تحت مبدأ عدم صلاحية المحاكم الأميركية للنظر فيها.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.