أنتوني مارسيال: عندما وصل رانغنيك كان هدفي الرحيل عن يونايتد

طلب إعارته إلى إشبيلية الإسباني من أجل السعي لحجز مكان في تشكيلة فرنسا بكأس العالم

مارسيال يحتفل بتسجيل هدف لإشبيلية في مرمى دينامو زغرب بالدوري الأوروبي (إ.ب.أ)
مارسيال يحتفل بتسجيل هدف لإشبيلية في مرمى دينامو زغرب بالدوري الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

أنتوني مارسيال: عندما وصل رانغنيك كان هدفي الرحيل عن يونايتد

مارسيال يحتفل بتسجيل هدف لإشبيلية في مرمى دينامو زغرب بالدوري الأوروبي (إ.ب.أ)
مارسيال يحتفل بتسجيل هدف لإشبيلية في مرمى دينامو زغرب بالدوري الأوروبي (إ.ب.أ)

يقول المهاجم الفرنسي أنتوني مارسيال: «أعتقد أن الناس لا يعرفونني حقاً. في بعض الأحيان ترونني وأنا لا أبتسم، لكن في الحياة يمكنك أن تسأل أي شخص ليقول لك إنني مبتسم دائماً. لكنني على أرض الملعب أكون في كامل تركيزي وأحاول أن أبذل قصارى جهدي، لذلك لا ترونني مبتسما، لكن هذا لا يعكس ما أشعر به».
وبحلول نوفمبر (تشرين الثاني)، لم يكن مارسيال يشارك بشكل كبير في المباريات، حيث لم يلعب سوى 11 في المائة فقط من الدقائق المتاحة هذا الموسم. وبالتالي، رأى أنه من الضروري الرحيل عن مانشستر يونايتد، لينتقل إلى إشبيلية على سبيل الإعارة.
ادعى المدير الفني لمانشستر يونايتد، رالف رانغنيك، أن مارسيال طلب عدم اللعب ضد أستون فيلا في يناير (كانون الثاني) الماضي، وقد نفى المهاجم الفرنسي ذلك، لكنه اعترف بأنه أبلغ رانغنيك بأنه كان يريد الرحيل قبل شهرين تقريباً. وعاد مارسيال للمشاركة في المباريات بعد ثلاثة أيام من مباراة أستون فيلا، ثم صنع الهدف الذي أحرزه ماركوس راشفورد وكان هدف الفوز على وستهام في الوقت القاتل من المباراة، التي كانت آخر مبارياته مع الشياطين الحمر.
كان مانشستر يونايتد يرفض بيع اللاعب، لكن بعد ثلاثة أيام تم الاتفاق على انتقال مارسيال إلى إشبيلية على سبيل الإعارة لمدة ستة أشهر. والآن، وبعد 51 يوماً، عاد مارسيال إلى إنجلترا مرة أخرى لمواجهة وستهام، بقيادة المدير الفني ديفيد مويز، لكن هذه المرة بألوان إشبيلية.
لقد كان مارسيال في حاجة ماسة للمشاركة في المباريات. وفي اليوم الذي تولى فيه رانغنيك القيادة الفنية لمانشستر يونايتد، كان اللاعب الفرنسي قد اتخذ قراراً بالفعل بالرحيل. يقول مارسيال: «عندما وصل رانغنيك، كان هدفي هو الرحيل. أخبرته أنني أريد المغادرة وهذا كل شيء. لقد تحدث معي وقال لي: إذا كنت تريد البقاء وواصلت التدريب بنفس الطريقة التي تتدرب بها فسوف تشارك في المباريات. لكن هدفي كان يتمثل في الرحيل واللعب لنادٍ جديد في أجواء جديدة».

رانغينك مدرب يونايتد المؤقت (إ.ب.أ)

يقول المدير الرياضي لإشبيلية، مونشي: «كانت المفاوضات صعبة للغاية. لقد استغرق الأمر شهرين تقريباً من المحادثات، ولذا كنا نشعر بالرضاً عما انتهى إليه الأمر في سوق الانتقالات». لكن ما ساعد النادي الإسباني حقا هو رغبة مارسيال الواضحة في الرحيل عن «أولد ترافورد».
يقول مارسيال: «كان لدي الكثير من الخيارات، لكنني تحدثت إلى المدير الفني لإشبيلية، جولين لوبيتيغي، ومع مونشي ورأيت أن الفريق الإسباني كان الخيار الأفضل للعب والاستمتاع بكرة القدم مرة أخرى، لأنني افتقدت ذلك قليلاً في مانشستر».
ويضيف: «لم أكن ألعب وكنت أعرف أنه إذا ذهبت إلى إشبيلية، فستتاح لي الفرصة للعب والاستمتاع. أشعر أنني بحالة جيدة جدا في إشبيلية. المدينة جيدة للغاية ونحن فريق جيد، لذا فالأمر مثالي بالنسبة لي. أنا ألعب لذلك أنا سعيد».
ويتابع: «المشاركة في كأس العالم هدف أساسي بالنسبة لي. أريد أن أكون جزءاً من هذه المجموعة، وهذا أيضاً سبب من أسباب وجودي في إشبيلية: «إنني أريد أن ألعب وأظهر أنني أستطيع أن أكون جزءا من منتخب فرنسا. احتاج إلى اللعب لإظهار قدراتي وإحراز الأهداف. كنت أعرف جول كوندي من المنتخب الفرنسي، لكنني لم أكن أعرفه جيدا شخصيا، لذا فأنا أعرفه الآن بشكل أكبر، وهناك بعض اللاعبين الذين يتحدثون الفرنسية والإنجليزية، وهذا أفضل بالنسبة لي لأن لغتي الإسبانية ليست رائعة. أحاول التعلم، لكن الأمر ليس سهلا لأن الوقت قصير للغاية».
وفور انضمامه إلى إشبيلية، شارك اللاعب الفرنسي في التشكيلة الأساسية للفريق، وصنع هدفا أمام التشي في ظهوره الثاني مع الفريق، رغم أن الإصابة أبعدته عن ديربي إشبيلية ورحلة الفريق إلى ألافيس. وفي الدوري الأوروبي، سجل مارسيال في مباراته الأولى ضد دينامو زغرب، لكنه غاب عن مباراة العودة. وبعد أن عاد من الإصابة واستعاد لياقته، لعب مارسيال 15 دقيقة ضد وستهام الأسبوع الماضي، و36 دقيقة أمام رايو فايكانو في نهاية الأسبوع. بشكل إجمالي، لعب مارسيال ست مباريات سجل خلالها هدفا وصنع هدفا آخر.
يقول المهاجم الفرنسي: «في إسبانيا، تحاول جميع الفرق تقديم كرة ممتعة وتحاول الاستحواذ على الكرة، فاللاعبون يمتلكون قدرات فنية كبيرة. الأمر مختلف بعض الشيء في إنجلترا، فالمباريات أكثر سرعة وأكثر اعتمادا على الناحية البدنية. من الجيد اللعب في كل من إسبانيا وإنجلترا، وأنا فقط أحاول أن أتأقلم واستمتع بنفسي. النادي الإسباني يريد مني أن ألعب بطريقتي المعتادة، والفريق يضغط بقوة على الفريق المنافس عندما يفقد الكرة، وهذا هو ما يطلب مني لوبيتيغي القيام به. إنه مدير فني جيد، ويمكنك رؤيته وهو يقف باستمرار بجوار خط التماس، فهو يعيش أجواء المباراة تماما، وهو الأمر الذي يعطي حماسا كبيرا للاعبين».
ويضيف: «إنه لأمر جيد أن تلعب تحت قيادة مديرين فنيين مختلفين، لأنه يتعين عليك التكيف مع الأمر والعمل بشكل أكبر. عندما تلعب تحت قيادة مدير فني جديد، يتعين عليك أن تظهر قدراتك جيدا لأنه لا يعرفك، لذلك كان الأمر جيداً بالنسبة لي. أنا لا أهتم بما يقوله الناس عني حقاً، فقد جئت إلى هنا من أجل الفوز ومساعدة الفريق».
لم يخسر إشبيلية في الدوري الإسباني الممتاز منذ هزيمته أمام ريال مدريد في نوفمبر (تشرين الثاني)، في اليوم السابق مباشرة لتولى رانغنيك القيادة الفنية لمانشستر يونايتد. لقد كان إشبيلية يسعى بقوة لتدعيم صفوفه، وهو ما اتضح من خلال التعاقد مع مارسيال ورفض بيع دييغو كارلوس، لكن الفريق فقد خدمات عدد كبير من لاعبيه بسبب الإصابات وتعادل في ست مباريات من مبارياته الثماني الأخيرة في الدوري - تعادل أربع مرات من ست مباريات منذ وصول مارسيال. لقد أدى هذا إلى ابتعاد إشبيلية كثيرا عن المنافسة على لقب الدوري، حيث اتسع فارق النقاط بين وبين المتصدر ريال مدريد إلى عشر نقاط كاملة.
يقول مارسيال: «نحن في مركز جيد للغاية، لكن الهدف ليس الفوز بلقب الدوري الإسباني الممتاز، نحن سعداء جداً لأننا في المركز الثاني، وهدفنا الأساسي هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا».
وودع إشبيلية مسابقة الدوري الأوروبي، بعدما فاز في المباراة الأولى على ملعبه أمام وستهام بهدف دون رد وخسر مباراة العودة في إنجلترا بهدفين مقابل هدف وحيد. لكن كتب إشبيلية تاريخا كبيرا في هذه المسابقة، وهو الأمر الذي عزز مكانته بين أكبر الأندية في القارة. وكما يقولون هناك في إشبيلية، «لا أحد يحب هذه البطولة مثلنا».
لقد فاز إشبيلية بست من أصل 16 بطولة للدوري الأوروبي (أو بمسماها القديم كأس الاتحاد الأوروبي)، وستقام المباراة النهائية لهذه المسابقة هذا العام على ملعب رامون سانشيز بيسخوان، الذي يستضيف مباريات إشبيلية، وكان الفريق الإسباني يمني النفس بأن يلعب المباراة النهائية على ملعبه، لكنه ودع المسابقة بعد الخسارة أمام وستهام.
وبينما يلمح مهاجم مانشستر يونايتد إلى رغبته في الوصول إلى حل دائم بشكل مستقبله الكروي، فإنه يعترف بأن إقامته في إشبيلية من غير المرجح أن تستمر لفترة أطول. ويقول: «طلبت من مانشستر يونايتد الرحيل لأنني كنت أريد أن ألعب، لا يزال عقدي ممتدا مع النادي. إنهم يعرفون ما أريد، لذلك سنرى ما سيحدث في نهاية الموسم. أنا هنا فقط حتى نهاية الموسم، وهذا هو كل ما في الأمر».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».