موانئ سعودية ذكية بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة

إبرام 3 مذكرات رباعية لدعم تنافسية الخدمات اللوجيستية البحرية إقليمياً ودولياً

إطلاق مبادرة الموانئ الذكية وإبرام مذكرات لتنافسية الخدمات اللوجيستية البحرية أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
إطلاق مبادرة الموانئ الذكية وإبرام مذكرات لتنافسية الخدمات اللوجيستية البحرية أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

موانئ سعودية ذكية بتقنيات الثورة الصناعية الرابعة

إطلاق مبادرة الموانئ الذكية وإبرام مذكرات لتنافسية الخدمات اللوجيستية البحرية أمس في الرياض (الشرق الأوسط)
إطلاق مبادرة الموانئ الذكية وإبرام مذكرات لتنافسية الخدمات اللوجيستية البحرية أمس في الرياض (الشرق الأوسط)

أطلقت السعودية أمس (الأحد) مبادرة الموانئ الذكية والتي تستهدف أتمتة العمليات التشغيلية في المنشآت السعودية، في خطوة مهمة للبدء في التحول من خلال تبنى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بتطبيقاتها المتقدمة، وذلك بحضور المهندس صالح الجاسر، وزير النقل والخدمات اللوجيستية، والمهندس عبد الله السواحة، وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، وعدد من ممثلي الجهات الشريكة في المبادرة والتي تضم شركات وطنية وعالمية في القطاع التقني واللوجيستي.
وقال عمر حريري، رئيس الهيئة العامة للموانئ لـ«الشرق الأوسط»، إن المبادرة سوف تخفض استهلاك الطاقة بنسبة 15 في المائة من خلال العمل على الكهرباء والاستغناء عن مادة الديزل لتواكب مبادرات المملكة للحفاظ على البيئة، مبيناً أنه في ظل رؤية البلاد والاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية فإن «موانئ» تعمل على أكثر من 160 مشروع.
وواصل حريري، أن تبني التحول الرقمي والموانئ الذكية خاصةً مع توفر الجيل الخامس ستجعل السعودية من البلدان السباقة في تطبيق التقنيات الحديثة، موضحاً أن أتمتة الإجراءات بما فيها الرافعات الساحلية ستزيد إنتاجيتها من 30 إلى أكثر من 38 حركة في الساعة وخلق وظائف عديدة للمواطنين والمواطنات.
وكشف عن بلوغ حجم تكلفة البنية التحتية لتحويل ميناء جدة الإسلامي كمرحلة أولى للمشروع ما يقارب 6 مليار ريال (1.6 مليار دولار).
وأضاف أن «الموانئ السعودية تدخل اليوم مرحلة مهمة بالبدء في التحول إلى موانئ ذكية مؤتمتة من خلال تبنى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة بتطبيقاتها المتقدمة، والاعتماد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتقنيات الجيل الخامس، بهدف رفع كفاءة الأداء التشغيلي وتطوير منظومة النقل البحري لتعزيز حضور المملكة على خارطة الخدمات اللوجيستية العالمية».
وتابع أن الموانئ السعودية تلعب دوراً محورياً في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 لزيادة حصة الصادرات غير النفطية لإجمالي الناتج المحلي من 16 إلى 50 في المائة، خصوصاً وأن الموانئ تستحوذ على أكثر من 90 في المائة من حركة الصادرات السعودية، التي تشكل محوراً مؤثراً في تنويع مصادر الاقتصاد الوطني.
ولفت إلى أن التحول سيساهم بشكل غير مسبوق في تحفيز وجذب الاستثمارات في قطاعات الموانئ والنقل البحري والخدمات اللوجيستية وتنمية حركة الصادرات والواردات السعودية من وإلى الأسواق المحلية والعالمية.
وأشار إلى أن مبادرة الموانئ الذكية هي إحدى ثمرات الاستراتيجية المؤسسية للهيئة التي أطلقت خلال الأشهر القليلة الماضية وتنبثق أهدافها من مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجيستية ورؤية 2030 في تنمية قطاع بحري مزدهر ومستدام وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجيستي عالمي.
وبين أن مبادرة الموانئ الذكية ستساهم في تحقيق ريادة المملكة في الحفاظ على البيئة البحرية، من خلال الاعتماد على الطاقة النظيفة والمتجددة وتبني أحدث المعدات التكنولوجية في جميع العمليات التشغيلية في الموانئ السعودية.
من جانبه، أوضح المهندس عليان الوتيد الرئيس التنفيذي لمجموعة إس تي سي «تلتزم الشركة بدورها عبر توفير الحلول التقنية المتقدمة لشركائنا في القطاعات المختلفة، وتأتي هذه الاتفاقية لتحويل الموانئ السعودية إلى ذكية تعمل بتقنيات الجيل الخامس، ضمن استراتيجية (تجرأ) لتمكين التحول الرقمي في مختلف المجالات والاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة التي تقع عند ملتقى ثلاث قارات وتعزيز الاستثمار في خدمات الربط الدولي ومراكز البيانات لاستخلاص القيمة من الأصول المتعددة والخدمات والتقنيات المتقدمة للمجموعة».
من جهة أخرى، وقعت الهيئة خلال الحفل ثلاث مذكرات تفاهم رباعية الأطراف مع كل من «إس تي سي» و«أريكسون» و«هواوي»، والشركة السعودية العالمية للموانئ، وشركة محطة بوابة البحر الأحمر، وشركة موانئ دبي العالمية، بهدف جعل الموانئ السعودية سباقة في تطبيق التقنيات الحديثة وتعزيز تنافسيتها على المستوى الإقليمي والدولي في مجال تداول البضائع وخدمة المستوردين والمصدرين وتقديم الخدمات اللوجيستية ومجال صناعة النقل البحري، وتعزيز دور المملكة الريادي لقطاع النقل البحري والخدمات اللوجيستية.
وبموجب الاتفاقيات الثلاث، سيتعاون الأطراف في تسريع وتمكين تنفيذ الاستخدامات الجديدة لتقنية الجيل الخامس في القطاع اللوجيستي والتشغيل بغرض المساهمة في أتمته عمليات الموانئ ومبادرات الأتمتة الأخرى، وكذلك التعاون في تقديم خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وتطوير خدمات البنية التحتية والحوسبة السحابية والأمن السيبراني وخدمات التطبيقات والمنصات.
وستعمل الهيئة مع شركائها على تفعيل منهجية الابتكار والبحث والتطوير للتقنيات الناشئة، بدءاً من مرحلة إنتاج الأفكار الإبداعية إلى مرحلة وضع التصور الفني ودراسة الجدوى للأفكار القابلة للتطبيق والتي سينتج عنها منتجات وحلول ستساهم في الارتقاء بالمنظومة التشغيلية ورفع جودة الأداء لشبكة الموانئ السعودية.



«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
TT

«الفيدرالي» على وشك خفض الفائدة مجدداً يوم الأربعاء

مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)
مبنى «الاحتياطي الفيدرالي» في واشنطن (رويترز)

من المتوقع على نطاق واسع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الاقتراض خلال اجتماعه، يوم الأربعاء المقبل، مع احتمال أن يسلط المسؤولون الضوء على كيفية تأثير البيانات الاقتصادية الأخيرة على قراراتهم بشأن أسعار الفائدة في العام المقبل.

وتضع الأسواق المالية في الحسبان احتمالات بنسبة 97 في المائة أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار ربع نقطة مئوية، ليصبح النطاق بين 4.25 في المائة و4.5 في المائة، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

ومع ذلك، تضاءل مبرر بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة مؤخراً بعد التقارير التي تشير إلى أن التضخم لا يزال مرتفعاً بشكل مستمر مقارنةً بالهدف السنوي لـ«الفيدرالي» البالغ 2 في المائة، في حين أن سوق العمل لا تزال قوية نسبياً. وكان البنك قد خفض أسعار الفائدة في سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني) بعد أن أبقاها عند أعلى مستوى في عقدين طوال أكثر من عام، في محاولة للحد من التضخم المرتفع بعد الوباء.

ويؤثر سعر الأموال الفيدرالية بشكل مباشر على أسعار الفائدة المرتبطة ببطاقات الائتمان، وقروض السيارات، وقروض الأعمال. ومن المتوقع أن تكون أسعار الفائدة المرتفعة في الوقت الحالي عقبة أمام النشاط الاقتصادي، من خلال تقليص الاقتراض، مما يؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد لتخفيف الضغوط التضخمية والحفاظ على الاستقرار المالي.

لكن مهمة بنك الاحتياطي الفيدرالي لا تقتصر فقط على مكافحة التضخم، بل تشمل أيضاً الحد من البطالة الشديدة. وفي وقت سابق من هذا الخريف، أدى تباطؤ سوق العمل إلى زيادة قلق مسؤولي البنك بشأن هذا الجزء من مهمتهم المزدوجة، مما دفعهم إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في سبتمبر. ورغم ذلك، تباطأ التوظيف، فيما تجنب أصحاب العمل تسريح العمال على نطاق واسع.

توقعات الخبراء بتخفيضات أقل في 2025

تدور الأسئلة المفتوحة في اجتماع الأربعاء حول كيفية موازنة بنك الاحتياطي الفيدرالي بين أولويتيه في مكافحة التضخم والحفاظ على سوق العمل، وكذلك ما سيقوله رئيس البنك جيروم باول، عن التوقعات المستقبلية في المؤتمر الصحفي الذي سيعقب الاجتماع. وبينما تبدو التحركات المتعلقة بأسعار الفائدة في الأسبوع المقبل شبه مؤكدة، فإن التخفيضات المستقبلية لا تزال غير واضحة.

وعندما قدم صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر توقعاتهم الاقتصادية في سبتمبر، توقعوا خفض المعدل إلى نطاق يتراوح بين 3.25 في المائة و4.5 في المائة بحلول نهاية عام 2025، أي بتقليص بنسبة نقطة مئوية كاملة عن المستوى المتوقع في نهاية هذا العام.

وتوقع خبراء الاقتصاد في «ويلز فارغو» أن التوقعات الجديدة ستُظهر ثلاثة تخفيضات ربع نقطة فقط في عام 2025 بدلاً من أربعة، في حين توقع خبراء «دويتشه بنك» أن البنك سيُبقي على أسعار الفائدة ثابتة دون خفضها لمدة عام على الأقل. فيما تتوقع شركة «موديز أناليتيكس» خفض أسعار الفائدة مرتين في العام المقبل.

التغيير الرئاسي وتأثير التعريفات الجمركية

يشكّل التغيير في الإدارة الرئاسية تحدياً كبيراً في التنبؤ بمستقبل الاقتصاد، حيث يعتمد مسار التضخم والنمو الاقتصادي بشكل كبير على السياسات الاقتصادية للرئيس المقبل دونالد ترمب، خصوصاً فيما يتعلق بالتعريفات الجمركية الثقيلة التي تعهَّد بفرضها على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في أول يوم من رئاسته.

وتختلف توقعات خبراء الاقتصاد بشأن شدة تأثير هذه التعريفات، سواء كانت مجرد تكتيك تفاوضي أم ستؤدي إلى تأثيرات اقتصادية كبيرة. ويعتقد عديد من الخبراء أن التضخم قد يرتفع نتيجة لنقل التجار تكلفة التعريفات إلى المستهلكين.

من جهة أخرى، قد تتسبب التعريفات الجمركية في إضعاف الشركات الأميركية والنمو الاقتصادي، مما قد يضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض أسعار الفائدة لدعم الشركات والحفاظ على سوق العمل. كما يواجه البنك تحدياً في فصل تأثيرات التعريفات الجمركية عن العوامل الأخرى التي تؤثر في التوظيف والتضخم.

وتزداد هذه القضايا غير المحسومة وتزيد من تعقيد حسابات بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يدفعه إلى اتباع نهج أكثر حذراً بشأن تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل. كما أشار مات كوليار من «موديز أناليتيكس» إلى أن التغيرات المحتملة في السياسة التجارية والمحلية تحت إدارة ترمب قد تضيف طبقة إضافية من عدم اليقين، مما يدعم الحاجة إلى نهج الانتظار والترقب من لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية.