اعتقال رجلين إسرائيليين بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية لصالح «حزب الله»

عناصر من الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
TT

اعتقال رجلين إسرائيليين بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية لصالح «حزب الله»

عناصر من الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)
عناصر من الجيش الإسرائيلي (أ.ف.ب)

اعتقلت القوات الإسرائيلية مواطنين إسرائيليين عربيين من منطقة الجليل الغربي للاشتباه في تخطيطهما لتنفيذ هجمات إرهابية في البلاد لصالح حركة «حزب الله» المدعومة من إيران.
وحسب صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، فقد قُبض على كل من سلطان عطالله (55 عاماً) من قرية يركا الدرزية، ورامي شامي (33 عاماً) من قرية الجديدة في عملية مشتركة بين جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك) والشرطة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي في فبراير (شباط).
وأشار الشاباك في بيان إلى أن «حزب الله» حاول «تجنيد وبناء شبكة إرهابية في إسرائيل لعملاء المخابرات الإيرانية باستخدام مهربي المخدرات في لبنان الذين يهربون المخدرات إلى إسرائيل».
وأضاف أن الرجلين الإسرائيليين «التقيا مواطنين لبنانيين معروفين بتهريبهما للأسلحة والمخدرات، هما حسين شيت وأكرم شيت، في تركيا بين 20 و23 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وخلال اللقاء، طلب منهما حسين شيت تهريب أسلحة إلى إسرائيل ودفنها في مناطق معينة، حيث يمكن لأشخاص آخرين من إسرائيل، جندهم (حزب الله) أيضاً، العثور عليها واستخدامها ضد الإسرائيليين فيما بعد».
بالإضافة إلى ذلك، طُلب من الاثنين تحديد مواقع حساسة داخل إسرائيل ليضربها «حزب الله»، وتنفيذ عمليات خطف في إسرائيل، وفقاً للشاباك الذي قال إنهم حصلوا على وعد بمبلغ كبير من المال إذا تمكنوا من اختطاف مواطنين إسرائيليين، أو تقديم معلومات عن أهداف معينة.
وأضاف البيان أن التحقيق كشف أن الشامي، الذي سبق إدانته بتهريب المخدرات وقضى فترة في السجن، عمل على تهريب المخدرات والأسلحة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.
أما عطا الله فقد قيل له إن «حزب الله» وإيران «يريدان استعادة السيطرة على المنطقة والسعي للانتقام من إسرائيل على أفعالها من خلال نقل الأسلحة إلى الخلايا النائمة للتنظيم في إسرائيل من أجل تسليحهم (لحالات الطوارئ)، ولإيذاء كبار المسؤولين الإسرائيليين وضباط الجيش والسياسيين»، وفقاً للبيان.
وتم تقديم لائحة اتهام اليوم (الأحد) من قبل مكتب المدعي العام للمنطقة الشمالية بإسرائيل ضد المتهمين.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1505444618195906564?s=20&t=OMeDr67onBWaqDoRXXpX5Q
ولدى الجيش الإسرائيلي قرب الحدود مع لبنان مركز للقيادة الجوية يضم حوالي عشرين ضابطاً مهمتهم مراقبة الطائرات المسيرة التابعة لـ«حزب الله».
وشهد لبنان عام 2006 حرباً دامية بين إسرائيل و«حزب الله» استمرت 33 يوماً وقُتل خلالها 1200 شخص في لبنان، معظمهم مدنيون، و160 إسرائيلياً معظمهم جنود.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.