حرب الأجواء الخليجية ـ الأميركية تستعر و«طيران الإمارات» تتعهد برد قوي على اتهامات الدعم

الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: التوسع لن يتوقف بما في ذلك في الولايات المتحدة

حرب الأجواء الخليجية ـ الأميركية تستعر و«طيران الإمارات» تتعهد برد قوي على اتهامات الدعم
TT

حرب الأجواء الخليجية ـ الأميركية تستعر و«طيران الإمارات» تتعهد برد قوي على اتهامات الدعم

حرب الأجواء الخليجية ـ الأميركية تستعر و«طيران الإمارات» تتعهد برد قوي على اتهامات الدعم

أبدت شركة طيران الإمارات التابعة لحكومة إمارة دبي قدرا كبيرا من التحدي إذ أعلنت على لسان أعلى مسؤولَين فيها أنها سترد بقوة على الاتهامات التي تتعرض لها شركات الطيران الخليجية من قبل نظيراتها الأميركية الكبرى بشأن استفادتها من دعم مالي سخي من حكوماتها وتمتعها بشروط تنافسية غير متكافئة، كما أكدت أنها ستستمر بالتوسع لا سيما في الولايات المتحدة.
ويأتي ذلك ضمن حلقة جديدة من الحرب المستعرة منذ أشهر بين شركات الطيران الخليجية الثلاث (طيران الإمارات وطيران الاتحاد التابعة لأبوظبي والخطوط الجوية القطرية)، وشركات الطيران الأميركية التي أصدرت مطلع العام تقريرا ذكرت فيه أن الشركات الخليجية حصلت على دعم يتجاوز أربعين مليار دولار خلال العقد الماضي.
وتضغط الشركات الأميركية على حكومتها من أجل إعادة النظر في سياسة الأجواء المفتوحة التي تستفيد منها شركات الخليج بعد أن حولت هذه الشركات دبي وأبوظبي والدوحة إلى نقطة وصل أساسية لحركة الملاحة الجوية الدولية.
وقال رئيس طيران الإمارات تيم كلارك في مؤتمر صحافي أول من أمس بأن الشركة ستقدم «ردا قويا كالمطرقة» على التقرير الذي نشرته شركات «دلتا» و«أميركن ايرلاينز» و«يونايتد ايرلاينز» في يناير (كانون الثاني) ضد شركات الخليج. واعتبر التقرير الأميركي المؤلف من 55 صفحة والذي صدر بالاشتراك مع نقابات عمالية أن الشركات الخليجية تستفيد بشكل غير عادل من قروض ضخمة من دون فائدة ومن دعم على خدمات المطارات ومن حماية حكومية في مجال المحروقات فضلا عن الاستفادة من يد عاملة رخيصة.
ووقع أكثر من مائتين وخمسين عضوا في الكونغرس الأميركي على خطاب يطلب من وزارتي الخارجية والنقل في الولايات المتحدة إجراء محادثات مع الإمارات وقطر حول ما ورد في هذا التقرير.
وقال كلارك: «بعد قراءة التقرير... سنوجه ضربة قوية كالمطرقة لهذا التقرير ما دام الأمر يتعلق بطيران الإمارات وبدبي». وشدد: «لم نتلق دعما حكوميا على الإطلاق، لم نتلق مطلقا من حكومة دبي أي نوع من... المعاملة الخاصة». ولم يحدد كلارك موعدا لتقديم رد رسمي على التقرير الأميركي. وفي مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، أكد رئيس الشركة الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم أن الشركة التي باتت أكبر شركة في العالم من حيث حجم الرحلات الدولية، ستستمر بالتوسع بما في ذلك في الولايات المتحدة، وذلك رغم الاتهامات التي تواجهها.
وقال الشيخ أحمد بأن طيران الإمارات تلقت طلبات من عدة مدن أميركية لربطها بدبي، وأكد أن الشركة تبحث في الرد إيجابا على هذه الطلبات «في غضون وقت قصير»، إلا أنه فضل ألا يكشف عن هذه المدن لأسباب تتعلق بالتنافسية ولاتفاقات للحفاظ على سرية المحادثات.
وقال: «في موضوع التوسع، سنستمر بالتوسع... لقد تعلمنا أنه لا يمكن أن نتوقف، وهذا هو توجه حكومة الإمارات وحكومة دبي. اللحظة التي نتوقف فيها، سيأتي أحد ما ليتجاوزنا».
وشدد على أن الشركة تبحث عن فرص التوسع «في كل قارة» لرفع عدد الوجهات ووتيرة الرحلات. وتسير الشركة حاليا رحلات إلى أكثر من مائة وأربعين وجهة.
وأكد الشيخ أحمد أن طيران الإمارات كانت «شفافة» في التعامل مع الاتهامات التي واجهتها.
وستبدأ طيران الإمارات بتسيير رحلات إلى وجهة عاشرة في الولايات المتحدة هي مدينة أورلاندو في فلوريدا اعتبارا من مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل.
وفي الولايات المتحدة، قال جيل زوكمان المتحدث باسم التحالف الذي يخوض الحملة ضد شركات الطيران من الخليج ردا على تصريحات الشيخ أحمد: «إنهم لا يتوسعون عبر زيادة» عدد الرحلات إلى الولايات المتحدة «بل إنهم يقومون بسباق مع الوقت لإغراق السوق الأميركية بالمقاعد المدعومة وإبعاد الركاب عن الشركات الأميركية».
وسبق أن رفضت دولة الإمارات رسميا ما اعتبرته «اتهامات باطلة» تواجهها شركات الطيران الخليجية.
وقال وزير الاقتصاد سلطان المنصوري في تصريحات نشرت في مارس (آذار) الماضي بأن «الاتهامات باطلة وغير مقبولة» و«لا تستند إلى أي دليل». ولفت إلى أن «الإمارات على استعداد لمناقشة مثل هذه الادعاءات المرسلة، شرط وجود تقارير تثبت بالفعل تلقي الناقلات الإماراتية دعما حكوميا». واعتبر أن «هذه الاتهامات تسيء للعلاقات بين الدول». أما الهجوم الأعنف على الشركات الأميركية فقد أتى من الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر الذي اعتبر في وقت سابق أن طائرات شركة دلتا الأميركية «هراء». وقال الباكر بأن المال الذي تحصل عليه شركته من الحكومة هو كناية عن استثمار «مشروع»، مضيفا: «من المؤسف أن يحملونا مسؤولية فشلهم وتراجعهم، وذلك بسبب عدم فاعليتهم، ولأننا فعالون جدا».
وخلص إلى القول: «الواقع هو أنهم لا يستطيعون مجاراة الشركات الخليجية».
وفي 13 مارس الماضي، أعربت فرنسا وألمانيا أمام الاتحاد الأوروبي عن تنديدهما بما يعتبر بمثابة «منافسة غير مشروعة» من جانب شركات الخليج، وطلبتا إطلاق مفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والدول المعنية.
ورغم انزعاج الدول الغربية من نجاح شركات الخليج في استقطاب جزء كبير من حركة الطيران الدولي ونقل مركز الوصل التاريخي من أوروبا إلى الشرق الأوسط، فإن هذه الدول تعتمد في نفس الوقت بشكل كبير على طلبيات شراء الطائرات التي تتقدم بها شركات الخليج لدى «بوينغ» و«إيرباص» لإنعاش قطاع صناعة الطيران لديها.



نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام ويعزز النهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت وزارة العمل في تقريرها الخاص بالتوظيف، يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت بنحو 256 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة بنحو 212 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة في الوظائف بنحو 160 ألف وظيفة، بعد إضافة 227 ألف وظيفة في نوفمبر. وتراوحت التوقعات لعدد الوظائف في ديسمبر بين 120 ألفاً و200 ألف.

وعلى الرغم من تباطؤ التوظيف بعد رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي في 2022 و2023، فإن مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب مستويات تسريح العمال المنخفضة تاريخياً، تستمر في دعم الاقتصاد من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي عبر الأجور الأعلى.

ويتوسع الاقتصاد بمعدل أعلى بكثير من وتيرة النمو غير التضخمي التي يبلغ 1.8 في المائة، وهي النسبة التي يعتبرها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد الأقصى للنمو المستدام. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين قد تؤدي إلى عرقلة هذا الزخم.

وتجلى هذا القلق في محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر، الذي نُشر يوم الأربعاء؛ حيث أشار معظم المشاركين إلى أنه «يمكن للجنة تبني نهج حذر في النظر» في المزيد من التخفيضات.

وارتفع متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر بعد زيادة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر، فيما ارتفعت الأجور بنسبة 3.9 في المائة على مدار الـ12 شهراً حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة قدرها 4 في المائة في نوفمبر.

ورغم تحسن معنويات الأعمال بعد فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر، وذلك بسبب التوقعات بتخفيضات ضريبية وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة كبيرة في التوظيف على المدى القريب، ولم تظهر استطلاعات الأعمال أي مؤشرات على أن الشركات تخطط لزيادة أعداد الموظفين.

وقد انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة خلال ديسمبر، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر. كما تم مراجعة بيانات مسح الأسر المعدلة موسمياً، التي يُشتق منها معدل البطالة، على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تم تأكيد تخفيف ظروف سوق العمل من خلال الارتفاع التدريجي في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، إلى جانب زيادة مدة البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات تقريباً؛ حيث بلغ متوسط مدة البطالة 10.5 أسبوع في نوفمبر.

ويتماشى هذا مع مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة، الذي يُظهر أن معدل التوظيف يتراجع إلى المستويات التي كانت سائدة في وقت مبكر من جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، خفض الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى إلى نطاق 4.25 في المائة -4.50 في المائة، ليصل إجمالي التخفيضات منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول) إلى 100 نقطة أساس. لكنه أشار إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين فقط هذا العام مقارنة بالـ4 التي كانت متوقعة في سبتمبر، وذلك في ضوء قدرة الاقتصاد على التحمل واستمرار التضخم المرتفع. وكان البنك قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وفي رد فعل على البيانات، ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة مقابل الين ليصل إلى 158.765 ين، في حين انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 مقابل الدولار الأميركي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 1.024 دولار.

كما قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.786 في المائة، بينما قفزت عوائد سندات الـ30 عاماً إلى 5.005 في المائة، مسجلتين أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر 2023.