الباليستي الإيراني يرفع حظوظ الكاظمي

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
TT

الباليستي الإيراني يرفع حظوظ الكاظمي

رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي (رويترز)

قلبت الصواريخ الباليستية الإيرانية التي استهدفت أربيل أخيراً معادلة تشكيل الحكومة العراقية، إذ عادت حظوظ مصطفى الكاظمي في تجديد ولايته إلى الارتفاع، بعدما تراجعت مؤخراً.
ويبدو أن استمرار توجيه الضغط نحو أربيل، وصولاً إلى قصفها، دفع القوى السياسية، المنخرطة في مشروع حكومة الأغلبية، إلى التماسك مجدداً لإحياء المفاوضات، على حساب «الإطار التنسيقي»، الذي يبدو أنه في طريقه إلى التكيف مع الواقع.
فقد شعرت أحزاب التحالف الثلاثي («التيار الصدري»، «تحالف السيادة السني»، «الحزب الديمقراطي الكردستاني») بأن قضايا الأمن الوطني والإقليمي وأزمة السلاح خارج الدولة تستوجب تقوية الخط الذي يمثله الكاظمي، حتى مع ما يَرْشح من مصادر قريبة من الحنانة وأربيل من أن الطرفين لم يمانعا اختيار مرشح آخر للمنصب.
وحتى يوم أمس، بدت تغريدة الكاظمي الأخيرة، التي لمّح فيها إلى توديع مكتبه الرئاسي، خارج السياق الراهن، وتلقاها كثير من حلفائه بخيبة أمل، بوصفها موقفاً غير محسوب.
ويبدو أن الصواريخ الإيرانية أنقذت الكاظمي من ارتباكه، وفتحت أبواب غرف الاجتماعات بين «التيار الصدري» و«الإطار التنسيقي». وبحسب ما رجحته مصادر موثوقة، فإن شيئاً من العُقَد بدأ بالتفكك، خصوصاً على صعيد تشكيل الفريق الشيعي الأساسي في الكتلة الأكبر.
وتقول مصادر مطلعة إن هذه الاجتماعات لم تحسم هوية رئيس الوزراء، لكن الجميع يناقش الآن مسارين أساسيين: الأول اختيار رئيس وزراء من الكتلة الأكبر، فيما يفترض الثاني اختياره من خارج الأحزاب المنضوية فيها. وتضيف المصادر أن «الكاظمي أحد أبرز أسماء المسار الأول».
ورغم أن المفاوضين السياسيين يرون تقدماً في النقاشات التي قدمت ضمانات أولية بمنح حقائب وزارية لقوى من «الإطار»، فإن الخلاف لا يزال قائماً بشأن تسليم سلاح الميليشيات التابعة لـ«هيئة الحشد الشعبي». ويقول مصدر مطلع إن «الخلاف يتعلق بتوقيت تسليمه».
ومع تحرك هذا المسار، فإن تراجع زعيم «الحزب الديمقراطي»، مسعود البارزاني، عن منصب رئيس الجمهورية لن يكون وارداً أبداً، بل إن الملف برمته تحوّل إلى هدف حاسم واستراتيجي لا يمكن التنازل عنه بسهولة. كما أن خصمه، «حزب الاتحاد الوطني الكردستاني»، في طريقه إلى استخدام تكتيكات مختلفة أكثر مرونة في التفاوض، بعد تراجع مشروع الثلث المعطل مع «الإطار».



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.