«اتحاد الشغل» يرفض إصلاحات الحكومة التونسية

جانب من مظاهرات المواطنين وسط العاصمة احتجاجاً على تدهور القدرة الشرائية (رويترز)
جانب من مظاهرات المواطنين وسط العاصمة احتجاجاً على تدهور القدرة الشرائية (رويترز)
TT

«اتحاد الشغل» يرفض إصلاحات الحكومة التونسية

جانب من مظاهرات المواطنين وسط العاصمة احتجاجاً على تدهور القدرة الشرائية (رويترز)
جانب من مظاهرات المواطنين وسط العاصمة احتجاجاً على تدهور القدرة الشرائية (رويترز)

أكد الأمين العام المساعد لـ«الاتحاد العام التونسي للشغل»، أمس، أن الاتحاد «لن يلتزم الصمت، وسيتحرك إذا لم تقم السلطات بعقد حوار حول المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد»، رافضاً الإصلاحات الاقتصادية؛ التي تقترحها الحكومة التونسية للحصول على تمويل من صندوق النقد.
وقال صلاح الدين السالمي لوكالة «رويترز» للأنباء إنه «من المستحيل أن يوافق (الاتحاد) على حزمة الإصلاحات»، ووصف المقترحات بأنها «حزمة إفساد»، لأنها «تشمل وقف التوظيف، وتجميد الأجور لمدة 5 سنوات في القطاع العام، وبيع بعض الشركات العامة، ورفع الدعم نهائياً في غضون 4 سنوات».
وتسعى تونس، التي تعاني من أسوأ أزمة مالية في تاريخها، إلى الحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد، مقابل حزمة إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية. وبدأت مشكلات المالية العامة في الظهور بقوة بعد تسجيل نقص كبير في بعض السلع الغذائية المدعمة، رغم أن الرئيس قيس سعيد ألقى بمسؤولية ذلك على المضاربين.
وشدد «اتحاد الشغل»، الذي يعدّ قوة رئيسية في البلاد، على أنه يرفض «إصلاحات مؤلمة تستهدف الشعب»، عادّاً أن الأجور «ضعيفة أصلاً، والقدرة الشرائية تآكلت، مما يستدعي معه رفع الأجور، بدلاً من التفكير في تجميدها».
ويمتلك «اتحاد الشغل» نفوذاً قوياً في البلاد، بفضل وجود نحو مليون عضو في صفوفه، وقدرته على شل الاقتصاد بإضرابات والتحشيد الشعبي في الشارع، وقد أجبر في السنوات السابقة حكومات على التخلي عن سياسات غير شعبية.
وأوضح السالمي أن «اتحاد الشغل» يملك «مقترحات إصلاح بديلة، تتضمن مكافحة التهرب الضريبي، والعدالة الضريبية الحقيقية، وترشيد الدعم، وإصلاح المؤسسات العامة عبر حوكمة جديدة، ومكافحة الفساد». وطالب السلطات بضرورة إجراء حوار اقتصادي وسياسي لإنقاذ البلاد من الانهيار، عادّاً أنه في حالة السعي إلى الانفراد بالقرار؛ فإن الاتحاد «سيتحرك وسيرد بشكل قوي ولن يبقى مكتوف الأيدي».
وتابع السالمي موضحاً أن «اتحاد الشغل» سيعقد هيئة إدارية تاريخية بنهاية الشهر الحالي، أو مطلع الشهر المقبل، للرد على الوضع الاقتصادي والسياسي، مؤكداً أنه لن يصمت؛ «لأن لديه مسؤولية وطنية تاريخية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد».
بدوره؛ قال الأمين العام للاتحاد، نور الدين الطبوبي، في خطاب، إن النقابة المركزية «مستعدة للتصدي لهذه الإصلاحات اللاشعبية، التي لم تأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الاجتماعية للتونسيين»، مضيفاً أن «الوثيقة التي أرسلتها الحكومة إلى صندوق النقد الدولي، والمتضمنة سلسلة إصلاحات، لم تراع تداعيات جائحة (كوفيد19) ولم يتم تحيينها، وفق تأثيرات الحرب الروسية على أوكرانيا».
كما عبر الطبوبي عن «رفض قطعي للتفويت في المؤسسات العمومية»، مؤكداً أن «الاتحاد» يدعو دوماً إلى الحوار. غير أن الرئيس سعيد أكد في المقابل أن هذه «الإصلاحات المؤلمة» ضرورية لتجاوز الأزمة المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وكان «الاتحاد» قد أكد في مرات عديدة رفضه كل قرار بتجميد الزيادة في الرواتب، أو تقليص عدد الموظفين في القطاع الحكومي.



البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
TT

البرنامج السعودي لإعمار اليمن يعزز دعم سبل العيش

تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)
تدريب للشباب على مختلف التخصصات المهنية ووسائل تحسين الدخل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

يواصل «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» تقديم المشاريع والمبادرات التنموية في التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب والمجتمعات، والاستثمار في رأس المال البشري، ودعم سبل العيش والمعيشة.

وذكر تقرير حديث عن البرنامج أن البرامج والمبادرات التنموية التي يقدمها البرنامج السعودي ركزت في المساهمة على بناء القدرات واستثمار طاقات الشباب اليمني لتحسين حياتهم وخدمة مجتمعهم وبناء مستقبل واعد، من خلال برنامج «بناء المستقبل للشباب اليمني» الذي يساهم في ربط الشباب اليمني بسوق العمل عبر تدريبهم وتمكينهم بالأدوات والممكنات المهارية.

ويساعد البرنامج الشباب اليمنيين على خلق مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات، ويركّز على طلاب الجامعات في سنواتهم الدراسية الأخيرة، ورواد الأعمال الطموحين، وكان من أبرز مخرجاته تخريج 678 شاباً وشابةً في عدد من التخصصات المهنية، وربط المستفيدين بفرص العمل، وتمكينهم من البدء بمشاريعهم الخاصة.

وشملت المشاريع والمبادرات برامج التمكين الاقتصادي للسيدات، بهدف تعزيز دور المرأة اليمنية وتمكينها اقتصادياً.

تدريبات مهنية متنوعة لإعداد الشباب اليمني لسوق العمل (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وأشار التقرير إلى أن برنامج «سبأ» للتمكين الاقتصادي للسيدات، الذي أسهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب، وإكساب 60 سيدة للمهارات اللازمة لإطلاق مشاريعهن، وإطلاق 35 مشروعاً لتأهيل وتدريب قطاع الأعمال ودعم 35 مشروعاً عبر التمويل وبناء القدرات والخدمات الاستشارية، مع استفادة خمسة آلاف طالبة من الحملات التوعوية التي تم تنظيمها.

وإلى جانب ذلك تم تنظيم مبادرة «معمل حرفة» في محافظة سقطرى لدعم النساء في مجال الحرف اليدوية والخياطة، وتسخير الظروف والموارد المناسبة لتمكين المرأة اليمنية اقتصادياً.

وقدم «البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن» مشروع الوصول إلى التعليم في الريف، الذي يهدف إلى حصول 150 فتاة على شهادة الدبلوم العالي وتأهيلهن للتدريس في مدارس التعليم العام، في أربع محافظات يمنية هي: لحج، شبوة، حضرموت، والمهرة، بما يسهم في الحد من تسرب الفتيات في الريف من التعليم وزيادة معدل التحاقهن بالتعليم العام في المناطق المستهدفة.

وقدّم البرنامج مشروع «دعم سبل العيش للمجتمعات المتضررة»، الموجه للفئات المتضررة عبر طُرق مبتكرة لاستعادة سبل المعيشة الريفية وتعزيز صمود المجتمعات المحلية من خلال دعم قطاعات الأمن الغذائي، مثل الزراعة والثروة السمكية والثروة الحيوانية، لأهمية القطاعات الأكثر حساسية للصدمات البيئية والاقتصادية، موفراً أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمستفيدين من المشروع.

البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يساهم في إنشاء أول حاضنة أعمال للنساء في مأرب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

وضمن البرامج والمبادرات التنموية المستدامة، جاء مشروع استخدام الطاقة المتجددة لتحسين جودة الحياة في اليمن، بهدف توفير المياه باستخدام منظومات الطاقة الشمسية، وتوفير منظومات الري الزراعي بالطاقة المتجددة، وتوفير الطاقة للمرافق التعليمية والصحية، والمساهمة في زيادة الإنتاج الزراعي وتحسين الأمن الغذائي لليمنيين.

كما يهدف المشروع إلى حماية البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية، وتوفير مصدر مستدام للطاقة، محققاً استفادة لأكثر من 62 ألف مستفيد في 5 محافظات يمنية.

وفي مساعيه لتعزيز الموارد المائية واستدامتها، أطلق البرنامج مشروع تعزيز الأمن المائي بالطاقة المتجددة في محافظتي عدن وحضرموت، لتحسين مستوى خدمات المياه والعمل على بناء قدرات العاملين في الحقول على استخدام وتشغيل منظومات الطاقة الشمسية.

تأهيل الطرقات وتحسين البنية التحتية التي تأثرت بالحرب والانقلاب (موقع البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن)

ومن خلال مشروع المسكن الملائم، يسعى البرنامج إلى المساهمة في تعزيز التنمية الحضرية وإيجاد حل مستدام للأسر ذات الدخل المحدود في المديريات ذات الأولوية في محافظة عدن من خلال إعادة تأهيل المساكن المتضررة، وقد ساهم المشروع في إعادة تأهيل 650 وحدة سكنية في عدن.

وتركّز البرامج التنموية على المساهمة في بناء قدرات الكوادر في القطاعات المختلفة، وقد صممت عدد من المبادرات في هذا الجانب، ومن ذلك مبادرات تدريب الكوادر في المطارات مركزة على رفع قدراتهم في استخدام وصيانة عربات الإطفاء، ورفع درجة الجاهزية للتجاوب مع حالات الطوارئ، والاستجابة السريعة في المطارات اليمنية، إضافة إلى ورش العمل للمساهمة في الارتقاء بمستوى الأداء وتذليل المعوقات أمام الكوادر العاملة في قطاعات المقاولات والزراعة.