أوكرانيا: مقتل شخص بسقوط صاروخ على مبنى وقصف مسرح يضم مدنيين

رجال الإطفاء يخمدون حريقاً بعد القصف الروسي الذي طال مركزاً تربوياً في خاركيف (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يخمدون حريقاً بعد القصف الروسي الذي طال مركزاً تربوياً في خاركيف (أ.ف.ب)
TT

أوكرانيا: مقتل شخص بسقوط صاروخ على مبنى وقصف مسرح يضم مدنيين

رجال الإطفاء يخمدون حريقاً بعد القصف الروسي الذي طال مركزاً تربوياً في خاركيف (أ.ف.ب)
رجال الإطفاء يخمدون حريقاً بعد القصف الروسي الذي طال مركزاً تربوياً في خاركيف (أ.ف.ب)

قالت هيئة الطوارئ الأوكرانية اليوم (الخميس) إن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب ثلاثة عندما أصاب صاروخ تم إسقاطه مبنى سكنياً في العاصمة كييف، وفقاً لوكالة «رويترز».
يأتي هذا فيما تصاعد الغضب الدولي من الغزو الروسي لأوكرانيا اليوم بعدما قال مسؤولون أميركيون وأوكرانيون أمس (الأربعاء) إن القوات الروسية قتلت مدنيين ينتظرون في طابور للحصول على الخبز وآخرين يحتمون في مسرح.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن أمس نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه مجرم حرب في تصريحات قال الكرملين إنها «لا تغتفر»، وأصر أن الحرب في أوكرانيا تمضي وفقاً للخطة، وسط أحاديث عن تسوية في محادثات السلام.
ولم تسيطر موسكو بعد على أي من المدن الأوكرانية الكبرى رغم شنها هجوماً هو الأكبر على دولة أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية. وفر أكثر من ثلاثة ملايين أوكراني وقتل الآلاف مع دخول الحرب أسبوعها الرابع.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن القوات الروسية ألقت قنبلة قوية على مسرح في مدينة ماريوبول الساحلية المحاصرة في جنوب البلاد مما أدى لسقوط عدد غير معروف من الضحايا وحصار الكثيرين من المدنيين. ولم يتسنَ لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من المعلومات.
ووزعت شركة «ماكسار تكنولوجيز»، وهي شركة أميركية خاصة، صوراً التقطت بالأقمار الصناعية قالت إنها حصلت عليها في 14 مارس (آذار) وتظهر كلمة «أطفال» مكتوبة بالروسية بخط كبير على الأرض خارج المبنى.
ووفقاً لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، كان المسرح يؤوي ما لا يقل عن 500 مدني.

وقالت بلقيس والي من المنظمة الحقوقية: «يثير هذا مخاوف كبيرة إزاء الهدف الذي كان مقصوداً في مدينة المدنيون فيها محاصرون بالفعل منذ أيام وحيث الاتصالات والكهرباء والمياه والتدفئة مقطوعة بشكل كامل تقريباً».
وتنفي موسكو استهداف المدنيين، ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن قواتها لم تقصف المبنى.

وذكرت وكالة «إنترفاكس» للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع اليوم أن 13 حافلة تقل نحو 300 لاجئ من ماريوبول وصلت إلى منطقة روستوف الروسية.
وقالت السفارة الأميركية في كييف إن القوات الروسية قتلت عشرة أشخاص بالرصاص كانوا ينتظرون في طابور للحصول على الخبز في تشيرنيهيف شمال شرقي العاصمة الأوكرانية. ونفت روسيا الهجوم ووصفت الواقعة بأنها خدعة.
وأمرت محكمة العدل الدولية، محكمة الأمم المتحدة العليا التي تنظر الخلافات بين الدول، روسيا أمس بوقف العمليات العسكرية في أوكرانيا على الفور، قائلة إنها «قلقة للغاية» حيال استخدام موسكو للقوة.
* وضع محايد
قال المستشار الرئاسي الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش إن القوات المسلحة الأوكرانية تشن هجمات مضادة محدودة النطاق على عدة جبهات وإن القوات الروسية لم تتمكن من تحقيق مكاسب على الأرض بسبب نقص الموارد.
وظهرت مؤشرات على تسوية وتقدم في المحادثات الجارية بين روسيا وأوكرانيا.
فقد قال الكرملين إن المفاوضين يناقشون وضعاً لأوكرانيا على غرار النمسا أو السويد، وهما من أعضاء الاتحاد الأوروبي ولكنهما خارج حلف شمال الأطلسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: «يجري بحث الوضع المحايد الآن بجدية مع ضمانات أمنية بالطبع»، وأضاف: «هناك قطعاً صيغ محددة تعتبر من وجهة نظري قريبة من اتفاق».
وقال فلاديمير ميدينسكي كبير المفاوضين الروس للتلفزيون الرسمي: «تعرض أوكرانيا نموذجاً نمساوياً أو سويدياً من دولة محايدة منزوعة السلاح، ولكن في الوقت ذاته، لها جيشها وأسطولها البحري الخاصين بها».
ولدى النمسا والسويد، وهما الأكبر من بين ست دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي خارج حلف شمال الأطلسي، جيشان صغيران يتعاونان مع الحلف.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده يمكن أن تقبل ضمانات أمنية دولية، لكنه لم يصل إلى حد الإشارة لهدف كييف القائم منذ وقت طويل بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال زيلينسكي في كلمة مصورة صدرت في الصباح الباكر اليوم: «أولوياتي خلال المفاوضات واضحة تماماً: نهاية للحرب وضمانات للأمن والسيادة واستعادة وحدة الأراضي وضمانات حقيقية لبلدنا وحماية حقيقية».

وكان قد كرر في خطاب عبر رابط فيديو أمس للكونغرس الأميركي طلب إقامة منظمة حظر طيران فوق أوكرانيا، وقال: «في أحلك وقت لبلدنا، لأوروبا بأسرها، أدعوكم لفعل المزيد».
أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 800 مليون دولار إضافية مساعدة أمنية لأوكرانيا لمحاربة روسيا، وتشمل هذه الحزمة الجديدة طائرات مسيرة وأنظمة مضادة للدروع والطائرات.
وندد بايدن بالرئيس الروسي بوتين ووصفه بأنه «مجرم حرب».
كما تعهد وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في اجتماع في بروكسل بتقديم المزيد من إمدادات السلاح لمساعدة أوكرانيا.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي غداً (الجمعة) على مشروع قرار صاغته روسيا بشأن وصول المساعدات وحماية المدنيين في أوكرانيا، لكن دبلوماسيين يقولون إن الإجراء سيفشل لا محالة لأنه لا يدعو لإنهاء القتال أو سحب القوات الروسية.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».