وزير الداخلية الأردني يلغي ترخيص «جمعية الإخاء الأردنية السورية» المؤيدة للنظام السوري

«جيش الإسلام» يستهدف مواقع للميليشيات الشيعية في السيدة زينب

وزير الداخلية الأردني يلغي ترخيص «جمعية الإخاء الأردنية السورية» المؤيدة للنظام السوري
TT

وزير الداخلية الأردني يلغي ترخيص «جمعية الإخاء الأردنية السورية» المؤيدة للنظام السوري

وزير الداخلية الأردني يلغي ترخيص «جمعية الإخاء الأردنية السورية» المؤيدة للنظام السوري

قرر وزير الداخلية الأردني، حسين المجالي، إلغاء ترخيص «جمعية الإخاء الأردني السوري» ومنع ممارستها لأي نشاط على الأراضي الأردنية. وتضم الجمعية شخصيات أردنية مؤيدة لنظام بشار الأسد.
وقالت مصادر سياسية، إن إلغاء الترخيص جاء بسبب مخالفة الجمعية للقانون الأردني، وخاصة أن الجمعية تقوم بنشاطات مؤيدة للنظام السوري.
وقال مؤسس الجمعية والناطق باسمها، الكاتب ناهض حتر، القريب من النظام السوري وحزب الله اللبناني، تعليقا على قرار الإلغاء، إن «القرار سياسي، ويندرج في إطار التصعيد ضد الشقيقة سوريا». وأضاف أن الجمعية المرخصة، قانونيا، لدى وزارة الداخلية، منذ عام 2008.. «تضم في عضويتها شخصيات قومية وسياسية ووزراء ونوابًا وأعيانًا وناشطين»، مؤكدا أن (الأعضاء)، سيلجأون إلى رفع قضية لدى المحكمة الإدارية للطعن في قرار وزير الداخلية بإلغاء ترخيص الجمعية.
يشار إلى الحكومة الأردنية قررت طرد السفير السوري بهجت سليمان العام الماضي في الخامس والعشرين من مايو (أيار) 2014، على خلفية توجيه السفير السوري لانتقادات دائمة في وسائل الإعلام، لمواقف الحكومة الأردنية.
ميدانيا، تحدث ناشطون في دمشق عن حصول حالة فرار جماعي لمقاتلي الميليشيات الشيعية الداعمة للنظام والمتمركزة في منطقة السيدة زينب جنوب العاصمة دمشق، ترافقت مع استنفار أمني كبير إثر استهداف المنطقة من قبل مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية بقذائف الهاون، فيما أعلن «جيش الإسلام» أمس (الثلاثاء) تبنيه استهداف عدة مواقع ومقرات للميليشيات الشيعية في منطقة السيدة زينب، وتحقيق إصابات مباشرة، إضافة لاستهداف عدة مواقع عسكرية وأمنية تابعة لقوات النظام على طريق مطار دمشق الدولي.
من جانب آخر، أفاد ناشطون في حماه بمقتل أكثر من 12 مدنيا في بلدة الشركة في جبل شحشبو جراء إلقاء طيران النظام بالبراميل المتفجرة على ريف حماه الشمالي.
على صعيد آخر، سجلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وقوع نحو خمسين مجزرة على يد قوات النظام السوري خلال شهر أبريل (نيسان) الماضي، ووقوع مجزرة واحدة على يد مقاتلي المعارضة، وقالت الشبكة في حصيلة نشرتها أمس، إن 19 مجزرة حصلت في إدلب، و11 في حلب شمال البلاد، وسبعا في درعا وأربعا في ريف دمشق، (جنوب سوريا) وأربعا في حماه، وثلاثا في حمص (وسط سوريا) ومجزرة واحدة في كل من دير الزور والحسكة والرقة (شمال شرقي سوريا).
ولفتت الشبكة إلى أن هذه المجازر حصدت أرواح 499 مدنيا بينهم 110 أطفال و79 من النساء، مشيرة إلى أن حصيلة قتلى المجازر التي ارتكبتها قوات النظام بلغت 492 شخصًا، بينما قتل سبعة على يد قوات المعارضة.
وتقدر أعداد ضحايا الحرب في سوريا بأكثر من نصف مليون قتيل خلال أربع سنوات، إلا أن الأمم المتحدة لم تسجل سوى 220 ألف قتيل.



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.