المبعوث الأممي يجدد التمسك بالقرار 2254 في ذكرى الأزمة السورية

النظام يدفع بتعزيزات إلى محافظة درعا خوفاً من مظاهرات

غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا (أ.ب)
غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا (أ.ب)
TT

المبعوث الأممي يجدد التمسك بالقرار 2254 في ذكرى الأزمة السورية

غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا (أ.ب)
غير بيدرسون المبعوث الأممي إلى سوريا (أ.ب)

تصادف اليوم ذكرى مرور 11 سنة على الاحتجاجات السورية، التي قمعها النظام بالعمليات العسكرية، وانتهت إلى تقسيم سوريا على الأرض بين القوى المختلفة، ودخولها في السنة الـ12. وبينما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى محافظة درعا جنوب سوريا، بالتزامن مع الدعوات التي أطلقها نشطاء للخروج بمظاهرات لإحياء الذكرى، توجه المبعوث للأممي لسوريا، غير بيدرسون، أمس، ببيان، اعتبر فيه أن الصراع في سوريا يدخل عامه الـ12 بمرحلة قاتمة جديدة، موجهاً رسالة للجميع بـ«استحالة الحل العسكري».
وقال، في بيانه الذي وصل عبر البريد الإلكتروني، إن تواصله مستمر مع الحكومة السورية، وهيئة التفاوض السورية المعارضة، والسوريين رجالاً ونساءً، على أوسع نطاق ممكن، وجميع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية، مع وضع هدف واحد في الاعتبار، ألا وهو تعزيز تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254. مشدداً على استحالة الحل العسكري. لقد كان الأمر كذلك من البداية، لكنه أصبح واضحاً للجميع الآن. لم تحدث أي تغيرات في خطوط التماس على مدار عامين. لكننا نواجه جموداً مستمراً، وفي الوقت نفسه، تشهد الاحتياجات الإنسانية ازدياداً، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية انهياراً.
واعتبر أن المخرج من هذا المأزق هو في أن «تصوغ الأطراف حلاً سياسياً يمكن أن يُنهي معاناة الشعب السوري، ويستعيد سيادة سوريا، ويُمكن الشعب السوري من تقرير مستقبله. وهذا الأمر يمكن تحقيقه، إذا توافرت الإرادة السياسية، وخطوات حقيقية في متناول الأطراف، من شأنها أن تولد بعض الثقة».
وعبّر عن سروره من اجتماع اللجنة الدستورية مرة أخرى، قريباً في جنيف، وأعتقد أنها بحاجة إلى تحقيق تقدم جوهري في ولايتها. وقال إنه مع ثبات خطوط التماس، تتوفر جميع الأسباب لمحاولة بناء وقف حقيقي لإطلاق النار على الصعيد الوطني. ومع التهديد المستمر الذي يشكله الإرهاب الدولي، فإن الأطراف لديها مصلحة مشتركة، وواجب في التعاون. وتابع أنه مع استمرار الاحتياجات الإنسانية ازدياداً، والأوضاع الاقتصادية تدهوراً، ومع تدمير مناطق كثيرة من البلاد، فمن الضروري أن تتخذ جميع الأطراف إجراءات من شأنها أن تغير هذه الاتجاهات السلبية، وتُساهم في المضي قدماً في التعافي المبكر، وفي التصدي للتحديات الاجتماعية والاقتصادية على نطاق أوسع.
واعتبر أنه مع تأثر جميع الأطراف بمحنة المحتجزين والمخطوفين والمفقودين، «فقد حان الوقت لاتخاذ خطوات أكبر إلى الأمام بشأن هذه المسألة». مشدداً على أنه إذا أريد للاجئين والنازحين أن يعودوا طواعيةً وبأمانٍ وكرامة، فهناك حاجة إلى بيئة آمنة وهادئة ومحايدة على الأرض، وإلى تعزيز الدعم المقدم من المانحين.
وشدد المبعوث الأممي مرة أخرى على إجراءات بناء الثقة المتبادلة المنصوص عليها في القرار 2254، التي يمكن تنفيذها بالتوازي، خطوة مقابل خطوة، وأنه من خلال هذا المسار يُمكن بناء عملية سياسية أوسع لمعالجة جميع القضايا الواردة في القرار وتحقيق تنفيذه بالكامل. وفي الختام، وجّه نداءه إلى الأطراف السورية وجميع الجهات الفاعلة الدولية الرئيسية، بالعمل مع الأمم المتحدة من أجل المساعدة في تحقيق هذا الهدف المشترك.
في الأثناء، وصلت تعزيزات عسكرية جديدة لقوات النظام إلى محافظة درعا، جنوب سوريا، أمس، تمركزت في الجمرك القديم والصوامع والملعب البلدي ومناطق من درعا البلد والمحطة، بالتزامن مع الذكرى الـ11 لانطلاقة الثورة السورية، والدعوات التي أطلقها نشطاء للخروج بمظاهرات بمحافظة درعا لإحياء الذكرى، بحسب رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتشهد محافظة درعا، جنوب سوريا، منذ سنوات، احتجاجات في كل عام في ذكرى انطلاقة الثورة السورية، التي بدأت بمظاهرات في دمشق، وكانت شرارتها من محافظة درعا في 18 مارس (آذار) 2011.



النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
TT

النفايات ترفع معدل الاحتباس الحراري والتلوث في اليمن

مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)
مواقع غير رسمية مليئة بالنفايات الخطرة في اليمن تسبب التلوث (إعلام محلي)

كشف مرصد مختص بالبيئة عن استخدام الأقمار الاصطناعية في الكشف عن تأثير مواقع النفايات غير الرسمية في اليمن على البيئة وزيادة معدل الاحتباس الحراري، وقال إن هذه المواقع تشكل مخاطر تلوث بيئية كبيرة عبر الهواء والماء والتربة، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة.

ووفق دراسة لمرصد الاستشعار عن بُعد، فإن الحرب في اليمن أثرت بشكل عميق على إدارة النفايات الصلبة، مما أدى إلى زيادة الإغراق والمخاطر على البيئة والصحة العامة، وقالت الدراسة إنه يتم استخدم الأقمار الاصطناعية في تحديد مواقع الإغراق، وبالتالي المساعدة في إيجاد التدابير العلاجية وسياسات إدارة النفايات.

إحراق النفايات في اليمن يؤدي إلى إطلاق الغازات فضلاً عن المواد المسرطنة (إعلام محلي)

وأوضح المرصد أنه رغم تراجع حدة الصراع الذي دام قرابة عقد من الزمان في اليمن، فإن البلاد لا تزال بعيدة عن السلام، إذ احتلت في بداية الصراع بالفعل المرتبة 160 من أصل 177 على مؤشر التنمية البشرية، مما عزز مكانتها بوصفها واحدة من أكثر دول العالم فقراً.

وأثناء الصراع أشار المرصد إلى نشوء عديد من تحديات إدارة النفايات، ما أدى إلى انتشار مواقع الإغراق غير الرسمية وتفاقم المخاطر البيئية والصحية، كما أدت الحرب إلى إجهاد الموارد الاقتصادية، وتعطيل البنية التحتية للنفايات، وتحويل الانتباه بعيداً عن إدارتها.

وأكدت الدراسة أن مواقع النفايات غير الرسمية المليئة بالنفايات الخطرة تسبب تلوث الهواء أثناء إحراقها، ما يؤدي إلى إطلاق غازات مثل ثاني أكسيد الكبريت، فضلاً عن المواد المسرطنة والمعادن الثقيلة، ورجحت أن يكون تفشي الكوليرا في اليمن عام 2016، الذي أسفر عن وفاة 3000 شخص، مرتبطاً بالنفايات الطبية غير المعالجة التي تلوث المجاري المائية.

100 حريق سنوياً

وأوضح المرصد أنه استعمل الأقمار الاصطناعية لتحديد ومراقبة مثل هذه المواقع باستخدام نظام معلومات الحرائق التابع لوكالة «ناسا»، وكشف عن تسجيل 1350 حريقاً بين أكتوبر (تشرين الأول) 2014، وأكتوبر2023، وقال إن هذه الحرائق تتركز في المناطق الحضرية على طول السواحل الغربية والجنوبية المكتظة بالسكان في اليمن.

ووفق ما جاء في دراسة المرصد فإن الصور أظهرت أن غالبية الحرائق وقعت في عامي 2019 و2021، حيث وقعت 215 و226 ​​حادثة على التوالي، بينما شهدت الفترة بين 2014 و2016 عدداً أقل من الحرائق، حيث سُجل 17 حريقاً فقط في عام 2016، لكن المرصد نبه إلى أنه على الرغم من انخفاض وتيرة الحرائق في عامي 2022 و2023، فإن كلا العامين لا يزالان يسجلان أكثر من 100 حريق سنوياً.

نظام إدارة النفايات المتدهور يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان في اليمن (إعلام محلي)

وبحسب البيانات فإن مواقع هذه النفايات كانت حول المدن الكبرى، إذ كان لدى كل من صنعاء والحديدة مكبّان جديدان للنفايات، كما ظهر معظم النفايات حول مدينة عدن؛ التي شهدت انخفاضاً كبيراً في معدلات جمع النفايات، وهو ما يفسر انتشار المكبات غير الرسمية.

ومع ذلك أكدت الدراسة أن ظهور مكبات النفايات غير الرسمية الجديدة لم يكن متأثراً بما إذا كانت المنطقة خاضعة لسيطرة الحوثيين أو الحكومة، كما أن قربها من مكبات النفايات الرسمية لم يمنع تشكلها، كما يتضح من حالات في عدن والمكلا.

ضرر على البيئة

نبهت دراسة مرصد الاستشعار عن بُعد، أن نظام إدارة النفايات المتدهور في اليمن يسبب ضرراً كبيراً على البيئة والسكان، ذلك أن لها تأثيرات على البيئية والمناخية، خصوصاً في ميناء «رأس عيسى» النفطي على البحر وصنعاء.

ففي «رأس عيسى» أوردت الدراسة أن ممارسات الإلقاء غير السليمة بالقرب من الساحل تساهم بشكل كبير في تلوث المياه البحرية والجوفية، كما يتسرب السائل الناتج عن تراكم النفايات إلى التربة ويصل إلى المياه الساحلية، مما يؤدي إلى تعطيل النظم البيئية البحرية وتعريض الأنواع للخطر.

وتقول الدراسة إن المواد البلاستيكية تتحلل من هذه المكبات إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة، تبتلعها الكائنات البحرية وتتراكم بيولوجياً من خلال سلسلة الغذاء، أما في صنعاء، فتساهم مكبات النفايات في تغير المناخ بشكل كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى انبعاثات غاز الميثان؛ لأنه مع تحلل النفايات العضوية بشكل لا هوائي، يتم إطلاق الغاز مما يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري والتلوث الجوي المحلي.

مسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي تتفقد مكب القمامة غربي صنعاء (الصليب الأحمر)

وطالب المرصد باستراتيجية شاملة للتخفيف من هذه التأثيرات، بما في ذلك أنظمة التقاط غاز مكبات النفايات واستخدامه لتحويل الميثان إلى طاقة، وممارسات تحويل النفايات مثل التسميد وإعادة التدوير للحد من النفايات العضوية.

ولكنه رأى أن الصراع المستمر في اليمن غالباً ما يهمش جهود حماية البيئة، مما يجعل من الصعب معالجة هذه القضايا الحرجة بشكل فعال.

وأعاد مرصد الاستشعار عن بُعد التذكير بأن تحديد المخاطر البيئية الفعلية على الناس والنظم البيئية أمر مستحيل باستخدام هذه الأساليب وحدها. وقال إن تحديد المواقع «ليس سوى جزء صغير من الحل». وأكد أن معالجة إدارة النفايات الصلبة ستظل معقدة طالما بقي الوضع السياسي في اليمن على حاله.