{الأوروبي} يقرر اليوم «مشروطية» الدعم للفلسطينيين بـ«تعديل المناهج»

ممثل الاتحاد يزور غزة لدفع مشاريع اقتصادية

فلسطينيون من مخيم النصيرات بغزة يستعدون للسفر إلى مكة المكرمة أمس عبر رفح لأداء العمرة (د.ب.أ)
فلسطينيون من مخيم النصيرات بغزة يستعدون للسفر إلى مكة المكرمة أمس عبر رفح لأداء العمرة (د.ب.أ)
TT

{الأوروبي} يقرر اليوم «مشروطية» الدعم للفلسطينيين بـ«تعديل المناهج»

فلسطينيون من مخيم النصيرات بغزة يستعدون للسفر إلى مكة المكرمة أمس عبر رفح لأداء العمرة (د.ب.أ)
فلسطينيون من مخيم النصيرات بغزة يستعدون للسفر إلى مكة المكرمة أمس عبر رفح لأداء العمرة (د.ب.أ)

بدأ ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين كون بورغسدورف، زيارة إلى قطاع غزة، أمس، تستمر يومين يلتقي خلالها مسؤولين عن حركة «حماس» وممثلين عن المجتمع المدني والقطاع الخاص، بهدف مناقشة ودهم مشاريع إنسانية في القطاع، بالتزامن مع ترقب قرار الاتحاد اليوم، بشأن مشروطية الدعم المالي للفلسطينيين المرتبطة بتعديل المناهج.
ووصل بورغسدورف عبر حاجز بيت حانون «إيرز» مع طاقم من مكتب القدس. وقال مصدر، إن بورغسدورف سيتفقد كذلك العديد من المشاريع الدولية والأممية في قطاع غزة، وسيطلع على الظروف المعيشة في القطاع بهدف دفع جهود تحسين الأوضاع في قطاع غزة. وأكد مسؤول الإعلام في مكتب الاتحاد الأوروبي في القدس، شادي عثمان، أن بورغسدورف سيطلع على مشاريع الاتحاد الأوروبي، وسيعقد لقاءات مع ممثلي المؤسسات العاملة في القطاع. وأضاف: «إن قطاع غزة يواجه الكثير من الصعوبات والتعقيدات».
ويدعم الاتحاد ضرورة تحقيق مصالحة محلية، من أجل أن تؤدي إلى عودة الحكومة الفلسطينية للعمل، وأخذ مسؤولياتها بشكل كامل في القطاع. وشدد عثمان على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض منذ عام 2007 على القطاع، الذي يعرقل بشكل كبير من أي تنمية حقيقية للسكان فيه. وبحسبه، فمن المتوقع أن يعلن ممثل الاتحاد عن رزمة مشاريع في قطاع غزة أثناء زيارته.
ويضطلع الاتحاد الأوروبي بأدوار مختلفة في القطاع، فقد ساعد على ترسية التهدئة ودعمها، كما أنه يشرف على إقامة مشاريع خاصة في القطاع. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصل وفد من سفراء وممثلي دول الاتحاد الأوروبي في الأراضي الفلسطينية، إلى غزة، وضم حوالي 20 سفيراً وممثلاً لدول الاتحاد تفقدوا عدداً من المشاريع الخدماتية الممولة من الاتحاد الأوروبي، وعدداً من المرافق الحيوية بغزة، والتقوا مسؤولين حكوميين من السلطة الفلسطينية و«حماس».
ويرفض الاتحاد الأوروبي سياسة الحصار التي تفرضها إسرائيل ضد غزة ويدعو لإنهائها. ويعد دعم الاتحاد الأوروبي لمشاريع في غزة، مستمراً، رغم أن الدعم الكلي للفلسطينيين توقف منذ العام الماضي.
وقال رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، إن الاتحاد الأوروبي سينتهي اليوم الثلاثاء، من التصويت على مشروطية عودة التمويل. وأكد المالكي للإذاعة الفلسطينية، أن عدة لقاءات عقدت مؤخراً مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، تم التأكيد خلالها على «عدم القبول بفرض أي اشتراطات مسبقة لاستئناف التمويل الأوروبي لدولة فلسطين». وتوجد اشتراطات أوروبية تتعلق بضرورة مراجعة وتعديل المناهج المدرسية الفلسطينية، بعد أن حرضت إسرائيل عليها.
وقال المالكي، إنه «يوجد اختلاف كبير بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي» حول هذا الموضوع، مضيفاً: «لاحظنا أنه للمرة الأولى منذ سنوات طلب الاتحاد الأوروبي بأن تصوت كل دولة على حدة، على مشروع يشترط التمويل الأوروبي بتعديل المناهج المدرسية الفلسطينية وهو أمر غير مسبوق».
وتابع المالكي: «ننتظر حتى الثلاثاء للاطلاع على مخرجات هذا التصويت، من أجل اتخاذ التحرك المناسب مع تأكيدنا على رفض الاشتراطات المسبقة، وأهمية تسريع استئناف الدعم الأوروبي لتغطية الاحتياجات اللازمة للموازنة الفلسطينية للأشهر المقبلة».
كان المالكي قد اجتمع يوم الجمعة الماضي، مع مفوض سياسة الجوار وشؤون التوسع بالاتحاد الأوروبي، أوليفر فارهيلي، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وبحثا ضرورة استعادة الدعم الأوروبي بدون مشروطية. ويحتاج التصويت لإقرار قانون المشروطية إلى 14 صوتاً من أصل 27 صوتاً لإقراره.
كان الاتحاد الأوروبي يُخصص عادة 300 مليون يورو سنوياً للفلسطينيين؛ 100 مليون منها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا»، و200 مليون على شكل مشاريع ودعم مباشر لخزينة السلطة الفلسطينية، لكنه توقف منذ العام الماضي، بعد أن تبنى الاتحاد الأوروبي رواية إسرائيل بأن المنهاج الفلسطيني يدعو للعنف.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».