برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون سفير روسيا في القاهرة

برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون السفير الروسي في القاهرة (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المصرية)
برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون السفير الروسي في القاهرة (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المصرية)
TT

برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون سفير روسيا في القاهرة

برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون السفير الروسي في القاهرة (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المصرية)
برلمانيون ومسؤولون مصريون يلتقون السفير الروسي في القاهرة (تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المصرية)

في زيارة لافتة، التقى برلمانيون ومسؤولون مصريون سفير روسيا لدى القاهرة، جيورجي بوريسينكو، بهدف «مناقشة العلاقات بين البلدين». وذلك بعد أقل من أسبوع على اتصال هاتفي أجراه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين. وبحسب بيان أصدرته «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» في مصر، التي مثلها الوفد الذي ضم نائبين برلمانيين ونائب محافظ وأعضاء بالتنسيقية، فإن السفير الروسي أكد خلال اللقاء على عمق العلاقات التاريخية المصرية الروسية ومدى ما تشهده من زخم عبر الماضي والحاضر وما يتطلع إليه في المستقبل لتعزيز هذه العلاقات.
كما أعرب السفير الروسي عن تقديره لما دار في الاتصال الأخير بين الرئيسين السيسي وبوتين، وما تم تناوله من نقاط تمثل طمأنينة لأوجه التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين خلال المرحلة المقبلة، رغم التحديات القائمة جراء الأحداث الأخيرة التي تشهدها الساحة الأوروبية.
وكان بيان رئاسي مصري، أشار إلى أن السيسي دعا خلال الاتصال مع بوتين إلى «ضرورة تغليب لغة الحوار مع دعم مصر لجميع المساعي الدبلوماسية التي من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسياً من أجل الحد من تدهور الموقف، والحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، واستعداد مصر لدعم هذا التوجه من خلال تحركاتها الحثيثة في هذا الصدد سواء ثنائياً، أو على الصعيد المتعدد الأطراف».
وبحسب «تنسيقية الأحزاب» فإن السفير الروسي تناول المواجهة الدائرة مع الجانب الأوكراني الآن، وتناول مسببات وأبعاد هذه الأزمة.
كما أعرب وفد التنسيقية عن «تقديرهم للعلاقات المصرية - الروسية على المستويات كافة، كما تناولوا تداعيات ما تشهده الساحة الدولية من ظروف غاية في الصعوبة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية القائمة»، مؤكدين تطلعهم إلى «انتهاء هذه المواجهة قريباً، والقدرة على الوصول لحل سياسي يضمن أمن واستقرار المنطقة بالإضافة إلى إرساء الاحترام المتبادل بين الجانبين».
كما جدد الوفد المصري التأكيد على موقف القاهرة الداعي إلى «التعامل مع هذه الأزمة، وضرورة تغليب الحوار مع رفض أي عقوبات أحادية الجانب». وتطرقت المناقشات إلى ملفات التعاون الاقتصادي والسياحة والتبادل الثقافي والتعاون في مجال النقل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.