دعوات فلسطينية لحماية الأقصى في «عيد المساخر»

رئيس «الشاباك» ناقش في واشنطن فرضية التصعيد قبل رمضان

30 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رغم الإجراءات العسكرية المشددة (وفا)
30 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رغم الإجراءات العسكرية المشددة (وفا)
TT

دعوات فلسطينية لحماية الأقصى في «عيد المساخر»

30 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رغم الإجراءات العسكرية المشددة (وفا)
30 ألفاً أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك رغم الإجراءات العسكرية المشددة (وفا)

دعا مسؤولون فلسطينيون إلى النفير للمسجد الأقصى، يومي الأربعاء والخميس، في مواجهة دعوات جماعات يهودية متطرفة لاقتحام المسجد في «عيد المساخر» اليهودي، وفي تحشيد قد يؤدي إلى تصعيد متوقع عشية رمضان، وهو الاحتمال الذي حذر منه رئيس «الشاباك» الإسرائيلي رونين بار، في محادثات مع مسؤولين أميركيين جرت في واشنطن في الأيام القليلة الماضية، وتم الكشف عنها أمس.
ودعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى، محمد حسين، الفلسطينيين الذين يستطيعون الوصول إلى المسجد الأقصى، إلى شد الرحال إليه وإعماره، لمواجهة الدعوات التي أطلقتها جماعات استيطانية متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى، بالتزامن مع «عيد المساخر» اليهودي الذي يصادف السادس عشر والسابع عشر من شهر مارس (آذار) الحالي. ونبه الشيخ حسين إلى أن المستوطنين سيحاولون إدخال «الصفارات» و«الأدوات التنكرية» التي يستخدمها اليهود بهذه المناسبة إلى المسجد الأقصى، إضافة للغناء والرقص والاحتفال عند أبوابه، مندداً بـ«توفير سلطات الاحتلال الحماية لهذه الجماعات المتطرفة التي تقتحم المسجد الأقصى المبارك يومياً».
وقال المفتي: «إن المس بحرمة المسجد الأقصى جريمة نكراء، تأتي ضمن مساعي فرض أمر واقع جديد فيه، بما يخالف ما تنادي به الأديان السماوية من تحريم المس بالأماكن المقدسة المخصصة للعبادة، وتؤكد على حرمتها، وما تنص عليه القوانين والأعراف الدولية بخصوص احترام مقدسات الآخرين، وعدم المس بها أو بأهلها صوناً لحرية العبادة».
وكانت جماعات «الهيكل» المتطرفة التي تدعو وتؤمن بضرورة إعادة بناء «الهيكل» مكان الأقصى، قد نادت أنصارها لاقتحام الأقصى يومي الأربعاء والخميس. ونصت دعوات «جماعات الهيكل» على تنظيم اقتحامات مركزية للمسجد، يقودها حاخامات كبار، وتشمل قراءة فقرات توراتية، وأداء شعائر تلمودية وصلوات علنية.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، حاتم البكري، إن الدعوات التي أطلقتها جماعات «المعبد»، داعية المستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بذريعة إحياء أول الأعياد اليهودية لعام 2022، جزء من مخطط متصاعد وخطير، يقوم على التدخل في شؤون الحرم القدسي، والحفريات المكثفة تحت المسجد الأقصى، والبرامج الاستيطانية والاقتحامات اليومية، وما هي إلا محاولة لتغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف.
وأضاف أن الاستمرار في هذه الجرائم والدعوات الاستفزازية بين حين وآخر، بمباركة من المستوى السياسي الإسرائيلي وبشكل علني: «يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته، وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات غير الشرعية وغير القانونية».
واقتحم المستوطنون الأقصى أمس على مرتين. وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن المستوطنين اقتحموا باحات الأقصى على شكل مجموعات متتالية من باب المغاربة، ونفذوا جوالات استفزازية. وبينما بلغ عدد المستوطنين في الفترة الصباحية، 68 مستوطناً، اقتحم 33 مستوطناً المسجد في ساعات المساء. وتزامن ذلك مع اقتحام عضو «الكنيست» المتطرف إيتمار بن غفير حي الشيخ جراح مجدداً برفقة مستوطنين.
وأوضح الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، أن العضو المتطرف بن غفير اقتحم الحي «الجزء الغربي»، وتوجه إلى مكتبه (الخيمة) المقام على أرض عائلة سالم، برفقة المستوطنين. وتصدى السكان للمستوطنين وبن غفير، ثم انتشرت الشرطة بشكل مكثف لحمايته. وتعزز هذه الأحداث فرضية إسرائيلية حول احتمال ارتفاع مستوى التوتر والتصعيد عشية شهر رمضان وأثناءه.
وتوجد تقييمات إسرائيلية حول احتمال تصعيد كبير خلال هذه الفترة (3 شهور)، باعتبار أنها روزنامة تحل فيها مناسبات ساخنة.
وعقد مسؤولون أمنيون كبار اجتماعاً تقييمياً، وتقرر تعزيز قوات الشرطة والأمن في جميع المناطق، الضفة والقدس وفي الداخل. وكشف موقع «واي نت» العبري، أن رونين بار رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، عاد صباح الأحد من زيارة غير معلنة استمرت عدة أيام إلى واشنطن. وبحسب الموقع، فإن بار التقى مع نظيره الأميركي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، كريستوفر راي، وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع، وتباحثا في قضايا، منها الحرب الروسية على أوكرانيا، إضافة إلى الشأن الفلسطيني.
وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس «الشاباك» إلى واشنطن، منذ توليه منصبه الجديد قبل 5 أشهر. وحذر بار من تصعيد أمني محتمل خلال رمضان المقبل، بداية شهر أبريل (نيسان). وكان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام قد حذرا في الأسابيع الأخيرة، من مثل هذا التصعيد، والذي سيحدث على خلفية التداخل هذا العام بين عيد الفصح ورمضان.
وانتقدت مصادر سياسية إسرائيلية تحذيرات الجيش وجهاز الأمن العام. وقالت إنها قد تخلق توقعات وتوتراً على الجانب الآخر، لا سيما أن المعلومات الاستخبارية لا تشير إلى تصعيد محتمل في المنظور القريب.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.