شرعت حركة «طالبان» الباكستانية في جمع التبرعات شرق أفغانستان لـ«الجهاد» في باكستان، وفقاً لما ذكرته المنشورات التي وزعت في بلدة خوست الحدودية الأفغانية.
ووجدت الحركة المتطرفة ملاذاً دائماً لها في البلدات الحدودية الأفغانية، وقدمت منشورات في سوق بلدة خوست الحدودية الأفغانية تطالب رجال الأعمال والتجار بالتبرع بالأموال لـ«الجهاد» في باكستان. هذا، وقد صعدت حركة «طالبان» الباكستانية من هجماتها الإرهابية في المناطق الحضرية والبلدات والمدن الحدودية في أعقاب استيلاء حركة «طالبان» الأفغانية على كابل. وكان وزير الداخلية الباكستاني شيخ رشيد، قد أقر بأن الهجمات الإرهابية قد ارتفعت معدلاتها منذ انتصار «طالبان» في أفغانستان. وفي تطور جديد للأحداث، تقوم حركة «طالبان» الباكستانية حالياً بجمع الأموال في المدن والبلدات الحدودية الأفغانية، إذ تناشد التجار المحليين ورجال الأعمال التبرع بالمال لـ«الجهاد» في باكستان. ومنذ وقت ليس ببعيد، وأثناء الاحتلال الأميركي لأفغانستان، كانت حركة «طالبان» الأفغانية تجمع الأموال والتبرعات من رجال الأعمال والتجار الباكستانيين لـ«الجهاد» في أفغانستان. وذكر صحافيون محليون من البلدات الحدودية الباكستانية في وسائل الإعلام المحلية في باكستان أن «طالبان» الباكستانية شنت حملة نشطة في البلدات الحدودية في أفغانستان لجمع الأموال لصالح «الجهاد» في باكستان. ونقلت صحيفة باكستانية محلية عن زعيم من «طالبان» الباكستانية قوله: «نفعل ما اعتاد إخواننا (يقصد حركة طالبان الأفغانية) فعله في باكستان». كما شن قادة «طالبان» الباكستانيون هجمات على قوات الأمن الباكستانية عبر الحدود. وخلال الشهور الأخيرة، حاولت «طالبان» الأفغانية نفسها قطع السياج الذي يفصل الأراضي الباكستانية عن الأفغانية، الأمر الذي أثار ردة فعل قوية من جانب وزارة الخارجية الباكستانية. غير أن نظام «طالبان» في كابول حاول الإقلال من شأن الأمر، معللاً بأنهم ليست لديهم سيطرة كاملة على أراضيهم بعد. وصارت باكستان عُرضة للهجمات الإرهابية التي تشنها حركة «طالبان» الباكستانية في المناطق الحضرية وعلى قواتها الأمنية خلال الأشهر الأخيرة. وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أنهت حركة «طالبان» الباكستانية وقف إطلاق النار، واستأنفت هجماتها على قوات الأمن الباكستانية، الأمر الذي أثار مخاوف من أن تشهد باكستان موجة أخرى من أعمال العنف الحضرية في مدنها وبلداتها.
وأسفرت عمليات قوات الأمن الباكستانية في الأشهر الأخيرة عن اعتقال وقتل ومصادرة العديد من الأسلحة والذخائر من العناصر الإرهابية الباكستانية. وقال مسؤولون باكستانيون إن التطورات الجارية على الجانب الأفغاني من الحدود تبعث على القلق، وتثير المخاوف من تكثيف باكستان لعملياتها الأمنية داخل المناطق الحدودية. وتشير حقيقة محاولات حركة «طالبان» الباكستانية جمع الأموال والتبرعات في البلدات والمدن الأفغانية الحدودية إلى أنها تتمتع بحرية الحركة والحشد على الجانب الآخر من الحدود. وربما تتناول وزارة الخارجية الباكستانية هذه القضية مع نظام «طالبان» في كابول. غير أن المشكلة أن «طالبان» الأفغانية لا تملك القدرة الفعلية على ضمان الامتثال للقوانين والقواعد على جانبها من الحدود.
«طالبان الباكستانية» تجمع تبرعات لـ«الجهاد» في باكستان
وسط حرية الحركة والحشد على الجانب الآخر من الحدود
«طالبان الباكستانية» تجمع تبرعات لـ«الجهاد» في باكستان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة