خريطة سعودية ـ يونانية تؤطر لشراكة اقتصادية وتجارية فاعلة

الفالح لـ«الشرق الأوسط»: نواصل تحقيق استراتيجية استثمار بـ3.3 تريليون دولار في 8 أعوام

جانب من منتدى الاستثمار السعودي - اليوناني في الرياض أمس الأحد (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى الاستثمار السعودي - اليوناني في الرياض أمس الأحد (الشرق الأوسط)
TT

خريطة سعودية ـ يونانية تؤطر لشراكة اقتصادية وتجارية فاعلة

جانب من منتدى الاستثمار السعودي - اليوناني في الرياض أمس الأحد (الشرق الأوسط)
جانب من منتدى الاستثمار السعودي - اليوناني في الرياض أمس الأحد (الشرق الأوسط)

بينما تتجه الرياض وأثينا نحو رفع سقف التعاون الاقتصادي والاستثماري والتجاري، أكد المهندس خالد الفالح وزير الاستثمار، لـ«الشرق الأوسط»، أن الاقتصاد السعودي يعيش حالة متنامية مضطردة خلال الـ5 أعوام الأولى من «رؤية 2030»، متزامنة مع إصلاحات جوهرية واقتصاد منفتح على العالم.
وقال الفالح إن الاستراتيجية الوطنية للاستثمار ستمكن المستثمر المحلي والأجنبي من استغلال الفرص المتاحة، من خلال الأنشطة القطاعية، مشيراً إلى أن حجم الاستثمارات المرشحة حتى 2030 أي خلال الثماني سنوات المقبلة ستكون 12.5 تريليون ريال (3.3 تريليون دولار)، ومفتوحة بالكامل للمستثمرين الأجانب.

تجاوز الأزمات
ولفت الفالح إلى أن المملكة تجاوزت الأزمات التي مرت على العالم أجمع خلال الأعوام الماضية، خصوصاً الأزمة الصحية المتعلقة بجائحة كورونا، وتأثيرها على الوضع الاقتصادي في عام 2020، مشيراً إلى أن الاقتصاد السعودي يمضي قدماً نحو المتانة والقوة والنمو.
وأضاف الفالح: «لمسنا رغبة قوية جداً من المستثمرين الأجانب الذين التقيناهم في المؤتمرات والمنتديات داخل المملكة أو في الجولات الدولية كان آخرها بريطانيا وفرنسا وأميركا ودول وسط آسيا وعبر زيارات الرؤساء الفرنسي والكوري ورئيس الوزراء باكستان برفقة وفد من رجال أعمال في السعودية».

تعاون يوناني
وعلى صعيد التعاون السعودي اليوناني، أوضح الفالح أن اليونان بحكم اقتصادها وتركيبته في القطاع السياحي وقطاع الطاقة وقطاع الصناعات البحرية وقطاع الإنشاءات، ربما تكون القطاعات الـ4 الأهم التي تركز عليها في منتدى الاستثمار السعودي اليوناني، المنعقد أمس، في 4 جلسات حوارية تجمع بين القادة من القطاع الحكومي والقطاع الخاص في البلدين، مترقباً أن يثمر الحراك عن فرص استثمارية للمستثمرين لجلب المنفعة للبلدين.

محفزات استثمارية
من جانبه، أكد كل من وزير التطوير والاستثمار اليوناني أديوس جيورجيادس، ونائب وزير الخارجية اليوناني للاستثمار والتجارة الخارجية كونستانتينوس فرانجوجيانيس، أن الإرادة السياسية في البلدين متوفرة للدفع بالعلاقات الثنائية إلى أوسع نطاق اقتصادياً وسياسياً، في ظل توفر المحفزات والضمانات لتشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة.
وشدد المسؤولان على استراتيجية الشراكة بين الرياض وأثينا في ظل توفر الأسباب والفرص في البلدين، مؤكدين أن اليونان مستعدة للعبور بالصادرات السعودية إلى الأسواق الأوروبية والمنطقة المحيطة، مشيراً إلى أن حكومتهما أطلقت عدداً من المبادرات والإصلاحات الجاذبة للاستثمار، متوقعين نمو التجارة بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

تأطير التعاون
من جهتها، قالت لـ«الشرق الأوسط» صوفيا الزهاركي نائبة وزير السياحة اليوناني: «توصلنا مع الجانب السعودي إلى خريطة تؤطر تعاوننا الاقتصادي والاستثماري والتجاري بشكل واضح وفعال... نتطلع العمل في الفترة المقبلة لاستدامة التنمية وتطوير السياحة ورقمنة القطاع... الآن الوقت مناسب جداً لتطوير علاقاتنا إلى آفاق أرحب وأكثر شمولية، خصوصاً بعد أن تراجعت جائحة كورونا».وأفصحت نائبة وزير السياحة اليوناني، عن استثمار سعودي كبير سيدخل قطاع السياحة في بلادها، بالإضافة إلى قطاعات أخرى من بينها قطاع الفنادق مع تسهيلات تزيد من عدد السياح والزيارات المتبادلة وزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين مشددة على أن المملكة أثبتت جدية فائقة في تنفيذ برامج الرؤية 2030 التي تترجم حالياً إلى أمر واقع على الأرض، مشيرة إلى أن بلادها تسعى بالفعل لأن تتعمق الشراكات وتنمو.

قطاع مستهدف
عن توقعاتها حول القطاع السياحي في اليونان بنهاية عام 2022، توقعت الزهاركي انتعاش القطاع وزيادة نموه إلى 8 في المائة، ما يعني استعادة 15 مليار يورو كدخل مباشر من القطاع في ظل زيادة في قطاع الفنادق وتأسيس فنادق جديدة.
وتابعت: «في عام 2021 زاد الدخل بنسبة 6 في المائة مقابل عام 2019 ما يعني أن 11 مليار دولار يورو حصلناها مباشرة من أولئك الذين اختاروا أن تكون وجهتم اليونان»، مستطردة: «في 2022 وبرغم الظروف الجيوسياسية والجيومكانية التي تحيط بالمنطقة فإننا نلاحظ زيادة نمو القطاع نحو 80 في المائة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الجائحة».

شراكة حقيقية
من ناحيته، شدد عجلان العجلان رئيس اتحاد الغرف السعودية، في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن حجم الفرص الاستثمارية والتجارية والاقتصادية في المملكة واليونان، جعل منتدى الاستثمار المشتركة، بمشاركة عشرات الشركات اليونانية والسعودية أمام فرصة حقيقية لشراكة قوية.
ووفق العجلان، نما حجم التبادل التجاري بين البلدين، بنسبة 61 في المائة ليبلغ 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) ما يعني هناك مجال كبير لزيادة التبادل التجاري خصوصاً في قطاعات حيوية تتصدرها السياحة واللوجيستيات والزراعة، مقابل ما طرحته المملكة في مبادرات مشروع «رؤية 2030» التي تتضمن مشاريع عملاقة وتشجيع الاستثمار الأجنبي.
ولفت رئيس اتحاد الغرف السعودية، إلى أن اليونان تتميز بنسبة نمو مقدرة وتدعم الاستثمار في ظل رغبة أكيدة من القيادة والحكومة في البلدين بالمضي بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب وأشمل ودعم القطاع الخاص بالبلدين ما يعني تعزيز التعاون بين البلدين بخطة متكاملة وواضحة المعالم.

استراتيجية الاستثمار
إلى ذلك، أفصحت وزارة الاستثمار السعودية حول أعمال منتدى الاستثمار السعودي – اليوناني في الرياض، المنعقدة أمس أن 14 شركة يونانية تستثمر بالسوق السعودية في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياحة، في وقت تضمن أعمال المنتدى جلسات لمناقشة مستقبل الطاقة، وممكنات قطاعات الطاقة المتجددة، والنقل والخدمات اللوجيستية، ومستقبل قطاعات السياحة، والبناء، والابتكار، حيث اشتمل المنتدى على جلسات نقاشية بين مؤسسات القطاع الخاص من الجانبين لبحث فرص التعاون والشراكة والاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة المتاحة في البلدين.



«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
TT

«بنك اليابان» يشير إلى احتمال قريب لرفع الفائدة

صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)
صورة جوية من العاصمة اليابانية طوكيو ويظهر في الخلفية جبل فوجي الشهير (أ.ف.ب)

قال بنك اليابان المركزي إن زيادات الأجور تتسع في اليابان؛ حيث جعل النقص في العمالة الشركات أكثر وعياً بالحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور، ما يشير إلى أن الظروف المواتية لرفع أسعار الفائدة في الأمد القريب مستمرة في الظهور.

وقال بنك اليابان، يوم الخميس، إن بعض الشركات تدرس بالفعل مدى قدرتها على زيادة الأجور هذا العام، مما يشير إلى ثقة متزايدة باستمرار زيادات الأجور الضخمة التي شهدناها العام الماضي.

وأكد البنك مراراً أن زيادات الأجور المستدامة والواسعة النطاق شرط أساسي لرفع أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.25 في المائة الحالية، وهي الخطوة التي راهن بعض المحللين على أنها قد تأتي في وقت مبكر من اجتماع وضع السياسات في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال كازوشيجي كامياما، مدير فرع بنك اليابان في أوساكا، في إفادة صحافية: «بدلاً من اتباع نهج الانتظار والترقّب، تعلن المزيد من الشركات عن نيتها زيادة الأجور في وقت مبكر أكثر من الماضي... الحاجة إلى زيادة الأجور مشتركة على نطاق أوسع بين الشركات الصغيرة. ويمكننا أن نتوقع مكاسب قوية في الأجور هذا العام».

وفي بيان حول صحة الاقتصادات الإقليمية، أضاف البنك المركزي أن العديد من مناطق اليابان شهدت زيادات واسعة النطاق في الأسعار من قبل الشركات التي تسعى إلى دفع أجور أعلى.

وقال بنك اليابان إن بعض الشركات لم تحسم أمرها بعد بشأن حجم الزيادة في الأجور أو كانت حذرة من رفع الأجور، بينما كانت شركات أخرى تناقش بالفعل تفاصيل وتيرة رفع أسعار الفائدة.

وأضاف البنك المركزي، في البيان الذي صدر بعد اجتماعه ربع السنوي لمديري الفروع، يوم الخميس: «في المجمل، كانت هناك العديد من التقارير التي تقول إن مجموعة واسعة من الشركات ترى الحاجة إلى الاستمرار في رفع الأجور».

وتعد هذه النتائج من بين العوامل التي سيفحصها بنك اليابان في اجتماعه المقبل لوضع السياسات في 23 و24 يناير (كانون الثاني) الحالي، عندما يناقش المجلس ما إذا كان الاقتصاد يتعزز بما يكفي لتبرير رفع أسعار الفائدة بشكل أكبر.

وقال أكيرا أوتاني، كبير خبراء الاقتصاد السابق في البنك المركزي، الذي يشغل حالياً منصب المدير الإداري في «غولدمان ساكس اليابان»: «أظهرت نتائج اجتماع مديري الفروع أن التطورات الاقتصادية والأسعار تسير بما يتماشى مع توقعات بنك اليابان. وتدعم المناقشات وجهة نظرنا بأن بنك اليابان سيرفع أسعار الفائدة في يناير».

كما أوضح بنك اليابان، يوم الخميس، أنه رفع تقييمه الاقتصادي لاثنتين من المناطق التسع في اليابان وأبقى على وجهة نظره بشأن المناطق المتبقية، قائلاً إنها تنتعش أو تتعافى بشكل معتدل. لكن المخاوف بشأن تباطؤ الطلب العالمي وعدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ألقت بظلالها على آفاق الاقتصاد الياباني المعتمد على التصدير. ونقلت «رويترز» عن أحد المسؤولين قوله: «نراقب التطورات بعناية، حيث قد نواجه مخاطر سلبية اعتماداً على السياسة التجارية الأميركية الجديدة».

وأنهى بنك اليابان أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع هدفه لسعر الفائدة في الأمد القريب إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان تسير على الطريق الصحيح لتلبية هدف التضخم البالغ 2 في المائة بشكل دائم. وتوقع جميع المشاركين في استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي أن يرفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.50 في المائة بحلول نهاية مارس المقبل.

وفي مؤتمر صحافي عُقد بعد قرار بنك اليابان الإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي، قال المحافظ كازو أويدا إنه يريد انتظار المزيد من البيانات حول ما إذا كانت زيادات الأجور ستشمل المزيد من الشركات في مفاوضات الأجور هذا العام بين الشركات والنقابات. كما استشهد بعدم اليقين بشأن السياسة الاقتصادية لترمب كسبب لتأجيل رفع الأسعار في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال رئيس مجموعة أعمال كبيرة، يوم الثلاثاء، إن الشركات اليابانية الكبيرة من المرجح أن تزيد الأجور بنحو 5 في المائة في المتوسط ​​في عام 2025، وهو نفس العام الماضي. والمفتاح هو ما إذا كانت زيادات الأجور ستصل إلى الشركات الأصغر في المناطق الإقليمية.

وفي إشارة إيجابية، أظهرت بيانات الأجور التي صدرت في وقت سابق من يوم الخميس أن الراتب الأساسي، أو الأجر العادي، ارتفع بنسبة 2.7 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) لتسجل أسرع زيادة منذ عام 1992.