لا تزال مدينة أوديسا الساحلية المهمة الواقعة بجنوب غربي أوكرانيا تستعد لهجوم القوات الروسية التي تركز هجومها حالياً على بعد حوالي مائة كيلومتر إلى الشرق في مدينة ميكولايف.
وأوديسا هي ثالث أكبر مدينة في أوكرانيا، وهي ذات أهمية استراتيجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب موقع مينائها الاستراتيجي على البحر الأسود. فإذا تمكن بوتين من السيطرة على أوديسا فيمكنه عزل أوكرانيا عن البحر، وبالتالي حرمان البلاد من الاستيراد والتصدير. وهذا هو سبب كونها أحد الأهداف الرئيسية للهجوم الروسي.
وتحدثت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية مع عدد من سكان المدينة، الذين قالوا إنهم يتأهبون لمحاربة الجيش الروسي، وإنهم «مستعدون للموت» دفاعاً عن وطنهم.
ومن بين أولئك الأشخاص، بوغدان غلايدة، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً فقط، وهو طالب تاريخ قضى الأسبوع الماضي في صناعة زجاجات حارقة مليئة بالوقود مع عدد من زملائه، حيث ينوون رميها على الجيش الروسي إذا ما اجتاح مدينتهم.
وقال غلايدة، إنهم يصنعون كل يوم أكثر من ألف زجاجة، مضيفاً: «إذا جاء العدو إلى مدينتنا، فسنصنع أكثر من ذلك بكثير».
https://www.youtube.com/watch?v=e0qQfzATQ_U&ab_channel=SkyNews
وعلى بعد أميال قليلة من منزل غلايدة، في مركز مجتمعي بالمدينة، تقوم النساء بصنع شباك تمويه من الملابس لتغطية الأسلحة والخنادق الأوكرانية.
ومن ضمن أولئك النساء، أولها بوليوها، مدرسة اللغة الإنجليزية البالغة من العمر 22 عاماً، التي قالت إنها تعمل مع والدتها على مدار الساعة في صناعة هذه الشباك.
وأضافت: «لن نتوقف ولن نستسلم. أعتقد أننا كان لا بد أن نستعد لذلك منذ سنوات عديدة. روسيا تهددنا منذ فترة طويلة. لقد كانت تهدد طريقتنا في الحياة ولغتنا وثقافتنا. والآن أوكرانيا لن تستسلم وروسيا لن تفوز».
والتحق آلاف الرجال بالجيش الأسبوع الماضي في أوديسا. وقال بعضهم لـ«سكاي نيوز»، إن هناك قاعدة عسكرية في وسط المدينة سيتم تحويلها إلى مستشفى ميداني إذا أصيب جنود في القتال. وقد تم التبرع بالدم وحفظه هناك استعداداً لاستخدامه إذا دعت الحاجة.
وكان المواطن الأوكراني فلاديمير ناغورني يعمل كمنتج أفلام قبل الحرب، أما الآن فهو ثاني مسؤول في قيادة هذه الوحدة العسكرية.
وقال ناغورني: «نحن مستعدون للموت ولسنا خائفين منه. لن نسمح لروسيا أن تقرر مصير هذا البلد. لن نسمح لهم بتحويلنا إلى دولة روسية. أبداً».
والأسبوع الماضي، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من أن القوات الروسية تستعد لقصف أوديسا، مؤكداً أن هذا الأمر سيعد «جريمة عسكرية وتاريخية».
واليوم (الأحد)، قالت وزارة الدفاع البريطانية، إن القوات الروسية التي تتقدم من شبه جزيرة القرم «تحاول الالتفاف على مدينة ميكولايف وتتطلع للتوجه غرباً نحو أوديسا».
«مستعدون للموت»... مواطنو أوديسا الأوكرانية يتأهبون لمحاربة الجيش الروسي
«مستعدون للموت»... مواطنو أوديسا الأوكرانية يتأهبون لمحاربة الجيش الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة