تركيا تعد بدعم حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية

المنقوش وزيرة الخارجية الليبية ونظيرها التركي مولود أوغلو على هامش «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» (الخارجية الليبية)
المنقوش وزيرة الخارجية الليبية ونظيرها التركي مولود أوغلو على هامش «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» (الخارجية الليبية)
TT

تركيا تعد بدعم حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية

المنقوش وزيرة الخارجية الليبية ونظيرها التركي مولود أوغلو على هامش «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» (الخارجية الليبية)
المنقوش وزيرة الخارجية الليبية ونظيرها التركي مولود أوغلو على هامش «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» (الخارجية الليبية)

وضعت تركيا حداً لتحفظها حيال النزاع على السلطة في ليبيا، وأكدت دعمها لحكومة «الوحدة الوطنية» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وللجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد.
ونقلت نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي الليبية، اليوم، عن نظيرها التركي مولود جاويش أوغلو، أن أنقرة «تقف بكل إمكاناتها إلى جانب الشعب الليبي؛ وتدعم حكومة (الوحدة الوطنية)».
والتقت المنقوش أوغلو، في أنطاليا على هامش مشاركتها في «منتدى أنطاليا الدبلوماسي»، وقالت إن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها.
ونوهت بأنها أطلعت نظيرها التركي على مستجدات الأوضاع السياسية في ليبيا، بالإضافة إلى العديد من الملفات المشتركة الأخرى التي تهم البلدين.
ووفقاً لوزارة الخارجية الليبية، اليوم، فإن أوغلو أكد «مساندة بلاده للمسار الديمقراطي في ليبيا، ووقوفها بكل إمكاناتها إلى جانب الشعب الليبي، ودعمها لحكومة الدبيبة»، بالإضافة إلى جهود وزيرة الخارجية من أجل تحقيق الاستقرار في ليبيا.
وعلّق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، منتصف فبراير (شباط) الماضي، على تسمية مجلس النواب فتحي باشاغا رئيساً لحكومة ليبية جديدة خلفاً للدبيبة، وقال إن «علاقة تركيا طيبة بالشخصيتين».
وقدمت أنقرة دعماً عسكرياً لحكومة «الوفاق الوطني» السابقة بقيادة فائز السراج. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، أعلنت تركيا توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية في البحر الأبيض المتوسط مع حكومة السراج، بالإضافة إلى اتفاق حول التعاون الأمني والعسكري الموسع، وبموجبه أرسلت أنقرة قوات عسكرية وعناصر من «المرتزقة» إلى طرابلس، وفقاً لتقارير أممية.
وامتداداً للعلاقات بين حكومة الدبيبة وأنقرة، أعلنت وزارة الخارجية اليوم، أن مجلس رجال الأعمال التركي (موصياد) يعتزم فتح فرع له في طرابلس الليبية بعد شهر رمضان المقبل.
وكانت المنقوش التقت على هامش مشاركتها في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وفداً من «موصياد»، بحضور مصطفى القليب، سفير ليبيا لدى تركيا، والقنصل الليبي العام بإسطنبول صلاح الكاسح والسفير التركي بطرابلس كنعان يلماز.
ووجهت المنقوش دعوة لمجلس الأعمال التركي لزيارة ليبيا، خاصة الشركات الكبرى في مجالات الإنشاءات وتطوير الأعمال.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.