مرضى السرطان يستفيدون من لقاحات «كوفيد ـ 19»

مريض «كوفيد -19» يصل إلى أحد مستشفيات هونغ كونغ أمس (أ.ف.ب)
مريض «كوفيد -19» يصل إلى أحد مستشفيات هونغ كونغ أمس (أ.ف.ب)
TT

مرضى السرطان يستفيدون من لقاحات «كوفيد ـ 19»

مريض «كوفيد -19» يصل إلى أحد مستشفيات هونغ كونغ أمس (أ.ف.ب)
مريض «كوفيد -19» يصل إلى أحد مستشفيات هونغ كونغ أمس (أ.ف.ب)

يظل مرضى السرطان الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة بسبب مرضهم أو علاجهم، معرضين لخطر الإصابة بعدوى «كوفيد – 19»، وهذا هو السبب في أنهم كانوا من أوائل الذين تلقوا لقاح «كوفيد – 19».
ومع ذلك، في حين أظهرت التجارب السريرية أن «التطعيم يمكن أن يمنع العدوى أو يقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة لدى الأفراد الأصحاء»، لم يكن من الواضح ما إذا كان أولئك الذين يعتبرون منقوصي المناعة لديهم استجابة مماثلة.
وقام باحثو مركز «موفيت» للسرطان في ولاية فلوريدا الأميركية، بتجميع واحدة من كبرى الدراسات القائمة على الملاحظة حتى الآن للإجابة عن هذا السؤال، وتم نشر نتائجها أول من أمس في دورية «جاما أونكولوجي». وقام الباحثون من مركز موفيت للسرطان بقيادة آنا آر جوليانو، وشاري بيلون توماس، وجيفري إي لانسيت، بمتابعة 515 مريضاً يعانون من أنواع مختلفة من السرطانات، وكان الهدف هو تقييم ما إذا كان لدى المرضى استجابة مناعية للقاح «موديرنا»، القائم على تقنية «الرنا مرسال»، وما إذا كانت هذه الاستجابة تختلف باختلاف التشخيص والعلاج.
وقدم المرضى عينات الدم قبل الجرعتين الأولى والثانية من اللقاح، ومرة أخرى بعد شهر، وتم اختبار كل عينة للأجسام المضادة لـ«كوفيد – 19»، وللمقارنة، تم قياس مستويات الأجسام المضادة لـ18 من البالغين الأصحاء الذين يتلقون لقاح «موديرنا». وأظهرت النتائج أن «معظم مرضى السرطان لديهم (تحول مصلي)، ما يعني أنهم طوروا أجساماً مضادة بعد تلقي اللقاح».
وإجمالاً، تحول 71.3 في المائة من المرضى مصلياً بعد الجرعة الأولى، و90.3 في المائة بعد الجرعة الثانية، ومع ذلك، كانت هناك اختلافات بين أنواع السرطان، فالمرضى الذين يعانون من سرطانات الدم لديهم معدلات انقلاب مصلي أقل بالمقارنة مع المصابين بأورام صلبة (84.7 في المائة بالنسبة لسرطانات الدم مقابل 98.1 في المائة للأورام الصلبة).
وتقول آنا آر جوليانو، المدير المؤسس لقسم التحصين وأبحاث العدوى في السرطان بمركز موفيت، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للمركز بالتزامن مع نشر الدراسة: «رغم أننا شهدنا معدلات أعلى للتحول المصلي بين مرضى الأورام الصلبة، فمن المهم الإشارة إلى أن عيارات الأجسام المضادة كانت أقل مما شوهد في البالغين الأصحاء، ولسوء الحظ، لا نعرف مقدار الأجسام المضادة التي يحتاج إليها الشخص لتوفير الحماية الكاملة ضد الفيروس».
وكان لدى مرضى سرطان الدم المصابين بمرض الليمفاويات، مثل ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن، وسرطان الغدد الليمفاوية، والليمفومة اللاهودجكينية للخلايا البائية، أدنى معدلات للانقلاب المصلي، وكان حال المرضى الذين يعانون من تلك الأمراض، والذين كانوا يخضعون للعلاج الفعال أسوأ. ويقول جيفري إي لانسيت، رئيس قسم أمراض الدم الخبيثة في مركز موفيت: «هذه النتيجة كانت متوقعة، حيث يؤثر المرض الليمفاوي على الخلايا البائية، التي يحتاج إليها جهازك المناعي لصنع أجسام مضادة، وإذا تم كبت الخلايا البائية للمريض، من خلال عملية المرض نفسها أو العلاج، فإن احتمالات تكوين أجسام مضادة منخفضة».


مقالات ذات صلة

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

صحتك أواني الطهي البلاستيكية السوداء قد تكون ضارة بالصحة (رويترز)

أدوات المطبخ البلاستيكية السوداء قد تصيبك بالسرطان

أصبحت أواني الطهي البلاستيكية السوداء عنصراً أساسياً في كثير من المطابخ، لكنها قد تكون ضارة؛ إذ أثبتت دراسة جديدة أنها قد تتسبب في أمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (أمستردام)
يوميات الشرق يلجأ عدد من الأشخاص لنظام «الكيتو دايت» منخفض الكربوهيدرات (جامعة ناغويا)

مكمل غذائي بسيط يُعزز قدرتنا على قتل السرطان

كشفت دراسة أن مكملاً غذائياً بسيطاً قد يوفر نهجاً جديداً لتعزيز قدرتنا المناعية على قتل الخلايا السرطانية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك مصابة بالسرطان (رويترز)

فيتامين شائع يضاعف بقاء مرضى سرطان البنكرياس على قيد الحياة

قالت دراسة جديدة إن تناول جرعات عالية من فيتامين «سي» قد يكون بمثابة اختراق في علاج سرطان البنكرياس.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق كثير من الأمور البدنية الصعبة يمكن تخطّيها (مواقع التواصل)

طبيب قهر السرطان يخوض 7 سباقات ماراثون في 7 قارات بـ7 أيام

في حين قد يبدو مستحيلاً جسدياً أن يخوض الإنسان 7 سباقات ماراثون في 7 أيام متتالية، جذب تحدّي الماراثون العالمي العدَّائين في جميع أنحاء العالم طوال عقد تقريباً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.