عضوان في كتلة «المستقبل» يعلنان عزوفهما عن الترشح للانتخابات

TT

عضوان في كتلة «المستقبل» يعلنان عزوفهما عن الترشح للانتخابات

أعلن عضوان في «كتلة المستقبل» النيابية، أمس، عزوفهما عن الترشح في الانتخابات النيابية المقبلة، التزاماً بقرار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتعليق العمل السياسي، فيما تتواصل الحملات الانتخابية والإعلان عن الترشيحات.
وأعلن النائب محمد الحجار الذي يشغل موقعه في كتلة «المستقبل» منذ العام 2000، تعليق عمله النيابي عبر عدم ترشحه للانتخابات. وقال في بيان إنه أبلغ الرئيس سعد الحريري في شهر يوليو (تموز) من العام الماضي، برغبته بعدم الترشح لدورة جديدة، «لأنني أؤمن بالتجديد»، لكن الحريري طلب منه حينها التريث في القرار.
وقال إن القرار الذي اتخذه بالعزوف عن الترشح، يعود إلى «الالتزام بقرار الرئيس سعد رفيق الحريري الذي أتفهم خلفياته وأسبابه الموجبة لناحية الاعتراض على الممارسة السياسية السائدة في لبنان»، و«قناعتي أن الاهتمام بمصالح أهالي إقليم الخروب لم يكن ولن يكون يوما مرتبطا بالموقع النيابي وهذا ما يعرفه الجميع عني منذ تعرفي على الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومشاركتي وعملي في تأسيس أوجيه لبنان في العام 1982 وبعدها في (مؤسسة الحريري) في العام 1984 حتى العام 1986». وقال إنه «كان من الصعب علي جدا، لا بل من المستحيل، خلع هذه الهوية العائلية والحزبية التي أعتز بها، خاصة أن الترشح كان سيستلزم الاستقالة من تيار المستقبل».
بدورها، أعلنت النائبة رولا الطبش جارودي في مؤتمر صحافي في مكتبها في وسط بيروت، التزامها «قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي»، وعزوفها عن «الترشح للانتخابات»، مؤكدة أنها ستبقى «مع الناس وبينهم سأكمل الطريق دفاعا عن بيروت وخيارات البيارتة بوجه محاولي تغيير هوية العاصمة واللاهثين على الكراسي من دون أي خدمة لبيروت وأهلها في مجلس النواب».
وأعادت قرارها إلى أن «السياسة في عهد جهنم واستكبار (حزب الله) هي الانتقام من لبنان، من كل ما هو جميل في لبنان، من الاعتدال والوسطية والعروبة، من الحريرية السلمية المدنية وحريرية الاقتصاد المزدهر والمشاريع والإنماء والتعليم»، وإلى أن «الديمقراطية والانتخابات صارت واجهة لديكتاتورية (دويلة السلاح)».
وقالت الطبش إن «أصواتنا صارت صدى خافتا جدا وسط قرقعة مشاريع الحروب الأهلية التي ورطنا فيها (حزب الله)، هنا في لبنان العربي وفي دول عربية شقيقة»، وأن «الحقد على بيروت وتعطيشها والتعتيم عليها، أكبر من أصواتنا العاقلة الهادئة التي باتت تضيع سدى أمام أطماع هذا العهد المشؤوم». وأكدت أن اتفاق «الطائف»، «يبقى بوصلتنا والاعتدال مقامنا والعروبة قلبنا»، مشددة على أن سعد رفيق الحريري «يمثلني في خياراته وقراءاته السياسية».



مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
TT

مصر والانتخابات الأميركية… لا مرشح مرجحاً ولا توقعات متفائلة

صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)
صورة أرشيفية من لقاء بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017 (رويترز)

هيمن كل من الحرب في غزة، وملف «سد النهضة» الإثيوبي على تقييمات سياسيين وبرلمانيين مصريين، بشأن انعكاس نتيجة انتخابات الرئاسة الأميركية على مصر، إذ شاعت نبرة غير متفائلة حيال مستقبل هذين الملفين سواء في عهدة الجمهوري دونالد ترمب، أو منافسته الديمقراطية كامالا هاريس اللذين يصعب توقع الفائز منهما.

وبدا تحفظ رسمي مصري بشأن شخص الرئيس الأميركي المفضل لدى الدولة المصرية، فيما قال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «الرهان على رجل أو سيدة البيت الأبيض المقبل كان من بين أسئلة وجهها برلمانيون مصريون إلى مسؤول في وزارة الخارجية المصرية، داخل مجلس النواب قبل أيام، إلا أنه لم يرد بشكل حاسم».

ويختار الأميركيون رئيسهم الـ47 بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترمب، في نهاية حملة ترافقت مع توتر إقليمي بمنطقة الشرق الأوسط، يراه محللون عاملاً مهماً في الترتيبات المستقبلية لحسابات مصر.

ولا يرى دبلوماسيون مصريون، ومن بينهم محمد العرابي رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير خارجية مصر الأسبق «خياراً مفضلاً للمصالح المصرية» بين أي من هاريس أو ترمب.

ويرى العرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «جوانب إيجابية وسلبية لدى كلا المرشحين، بشأن معادلة العلاقات مع مصر وحرب غزة».

فيما لا يكترث المفكر السياسي والدبلوماسي المصري السابق مصطفى الفقي، بالفروق الضئيلة بين حظوظ ترمب وهاريس، ويرى أنهما «وجهان لعملة واحدة في السياسة الأميركية، وهو الدعم المطلق لإسرائيل»، وفق وصفه لـ«الشرق الأوسط».

وإلى جانب الاقتناع بالدعم الأميركي المطلق لإسرائيل، فإن هناك تبايناً آخر في ترجيحات البعض، إذ يعتقد رئيس حزب «الوفد» (ليبرالي) عبد السند يمامة أن «نجاح هاريس بسياساتها المعتدلة يصب في صالح السياسة الخارجية المصرية في ملف غزة».

في المقابل، يرجح رئيس حزب «التجمع» المصري (يسار) سيد عبد العال «اهتمام ترمب الأكبر بسرعة إنهاء الحرب في غزة»، موضحاً أن «مصالح مصر هي ما يحدد العلاقة مع الرئيس الأميركي المقبل».

وبالنسبة لوكيل المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد، فإن هناك انعكاسات خطيرة لفوز ترمب على «مصالح مصر فيما يخص ملف تهجير الفلسطينيين إلى سيناء».

ويعيد رشاد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، التذكير «بمشروع المرشح الجمهوري القديم لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهذا ضد مصر»، علماً بأن صهر ترمب وكبير مستشاريه السابق اقترح في مارس (آذار) إجلاء النازحين الفلسطينيين في غزة إلى صحراء النقب جنوب إسرائيل أو إلى مصر.

في المقابل، تبدو نبرة الثقة من برلمانيين مصريين في قدرة الدبلوماسية المصرية على التعامل مع أي مرشح فائز، خصوصاً في ملف حرب غزة.

ويقول وكيل لجنة الشؤون العربية في مجلس النواب المصري أيمن محسب، لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة ستتعاطى بإيجابية مع أي فائز ينجح في وقف الحرب في غزة والتصعيد في المنطقة».

بينما يلفت عضو مجلس الشيوخ إيهاب الهرميل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى «التواصل الدوري من مصر الرسمية مع أطراف في المعسكرين الحاكمين بأميركا، بشأن غزة وجهود الوساطة المصرية - القطرية».

وخلال الشهر الماضي، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اجتماعين منفصلين وفدين من مجلسي النواب والشيوخ الأميركيين، ضما أعضاء من المعسكرين الديمقراطي والجمهوري، حيث تمت مناقشة جهود تجنب توسيع دائرة الصراع في المنطقة.

وبشأن نزاع «سد النهضة» بين مصر وإثيوبيا، يراهن متابعون على مساندة ترمب لمصر حال فوزه، بعدما أبدى اهتماماً لافتاً بالقضية في ولايته الأولى، واستضاف مفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، كما سبق أن حذّر الإثيوبيين عام 2020 من «تفجير مصر للسد، بعد أن ضاقت بها السبل لإيجاد حل سياسي للمشكلة».

لكنّ رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، يقول: «مصر لا تُعوّل على أحد، تتحرك من منطلق أنها دولة أفريقية مهمة في قارتها، وتحرص على مصالحها»، فيما يُذكّر وكيل الاستخبارات السابق بأن «ترمب لم يُحدث خرقاً في الملف» رغم اهتمامه به.

ومن بين رسائل دبلوماسية متعددة حملها آخر اتصال بين مصر وإدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، أعاد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، الأحد الماضي، التأكيد لنظيره الأميركي أنتوني بلينكن، على أن «مصر لن تسمح لأي طرف بتهديد أمنها المائي».

سؤال وجّهه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري للمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي

شعبياً، بدا أن المصريين لا يلقون اهتماماً كبيراً بالسباق الأميركي، وهو ما كشفته محدودية الردود على سؤال بشأن توقعات المرشح الأميركي الفائز، ضمن استطلاع أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، التابع للحكومة المصرية.

وبدت تباينات الآراء في الاستطلاع الذي نشر عبر «السوشيال ميديا»، إذ رأى أحد المعلقين أن هاريس الأقرب، في مقابل آخر رجح فوز ترمب. لكن المثير للاهتمام هو توقع أحد المستطلعين «فوز نتنياهو»، أو على حد قول أحد المصريين باللهجة العامية المصرية: «شالوا بايدن وجابوا ترمب أو هاريس... كده كده اتفقوا على حماية إسرائيل».