بطولة ألمانيا: بايرن ميونيخ يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى هوفنهايم

بايرن وجه إنذاراً لمنافسيه قارياً ومحلياً باكتساحه سالزبورغ النمساوي 7-1 في  دوري الأبطال (إ.ب.أ)
بايرن وجه إنذاراً لمنافسيه قارياً ومحلياً باكتساحه سالزبورغ النمساوي 7-1 في دوري الأبطال (إ.ب.أ)
TT

بطولة ألمانيا: بايرن ميونيخ يخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى هوفنهايم

بايرن وجه إنذاراً لمنافسيه قارياً ومحلياً باكتساحه سالزبورغ النمساوي 7-1 في  دوري الأبطال (إ.ب.أ)
بايرن وجه إنذاراً لمنافسيه قارياً ومحلياً باكتساحه سالزبورغ النمساوي 7-1 في دوري الأبطال (إ.ب.أ)

يسعى بايرن ميونيخ وماكينته الهجومية إلى استعادة توازنه محليا عقب مهرجانه التهديفي في المسابقة القارية العريقة عندما يحل ضيفا على هوفنهايم اليوم السبت في المرحلة السادسة والعشرين من بطولة ألمانيا لكرة القدم. ضرب النادي البافاري بقوة الثلاثاء بفوز كاسح على ضيفه سالزبورغ النمساوي 7-1 في إياب دور الـ16 من مسابقة دوري أبطال أوروبا بينها هاتريك لهدافه التاريخي الدولي البولندي روبرت ليفاندوفسكي، موجها إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه قاريا ومحليا.
وتراجع مستوى لاعبي بايرن ميونيخ في الآونة الأخيرة خصوصا عندما واجه سالزبورغ ذهابا (1-1) وسقوطه في فخ التعادل أمام ضيفه باير ليفركوزن بالنتيجة ذاتها نهاية الأسبوع الماضي في الدوري المحلي، قبل أن يستيقظ العملاق البافاري الثلاثاء بعرض رائع ومهرجان تهديفي أمام ضيفه النمساوي. وعلق مدربه يوليان ناغلسمان عقب المباراة قائلا: «عندما نظهر هذه الرغبة وهذه الطاقة، من الصعب إيقافنا. لو كنا نلعب سابقا مثل هذه الأمسية، لكان الوضع مريحا كثيرا منذ فترة طويلة في البوندسليغا». وأشاد بمهاجمه البولندي قائلا: «إذا كان ليفاندوفسكي خطيرا في منطقة جزاء الخصم، فذلك نعلمه، لكنه أهدافه تمتعني. لعب بشكل جيد، كان جماعيا جدا».
وسيحاول بايرن ميونيخ تصحيح العيوب الدفاعية التي أضعفته في الأسابيع الأخيرة والإبقاء على الأقل على فارق النقاط التسع التي تفصله عن مطارده المباشر بوروسيا دورتموند الذي يخوض اختبارا سهلا نسبيا أمام ضيفه أرمينيا بيليفيلد مع مباراة مؤجلة، وذلك قبل تسع مراحل على نهاية الموسم. لكن رحلة بايرن ميونيخ، الساعي إلى لقبه العاشر على التوالي، لن تكون نزهة، لأن صاحب الأرض هوفنهايم انتفض في الآونة الأخيرة محققا أربعة انتصارات متتالية خولته الارتقاء إلى المركز الرابع الأخير المؤهل إلى المسابقة القارية العريقة الموسم المقبل بفارق نقطتين أمام لايبزيغ وصيف بطل الموسم الماضي.
ويعود بوروسيا دورتموند إلى المنافسة بعدما غاب عنها الأسبوع الماضي بسبب تأجيل مباراته ضد ماينز إثر إصابات كثيرة في صفوفه بفيروس كورونا، عندما يستضيف أرمينيا بيليفيلد. ويبدو دورتموند مرشحا فوق العادة لكسب النقاط الثلاث واستعادة نغمة الانتصارات التي توقفت بتعادله المخيب أمام مضيفه أوغسبورغ 1-1 في المرحلة قبل الماضية، لكنه سيعاني من غياب ركيزتين أساسيتين في خط دفاعه هما ماتس هوملس والبرتغالي رافايل غيريرو بسبب «كوفيد-19».
أما هدافه الدولي النرويجي إيرلينغ هالاند الذي لم يلعب منذ 22 يناير (كانون الثاني) الماضي بسبب إصابة في المحالب، فقد أعلنت التقارير الصحافية المحلية أن عودته ستكون الأحد لكن المدرب ماركو روزه لم يؤكد حتى الآن. وتأثر دورتموند كثيرا بسبب غياب هدافه هالاند صاحب 23 هدفا في 20 مباراة هذا الموسم، أبرزها فشله الذريع في حجز بطاقته إلى دور الـ16 لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» عقب خروجه خالي الوفاض من المسابقة القارية العريقة. ويدرك بوروسيا دورتموند جيدا أهمية النقاط الثلاث في المسابقة الوحيدة التي تبقت له هذا الموسم بعد خروجه من دور الـ16 في مسابقة الكأس المحلية وبالتالي الطريق الوحيد نحو العودة إلى المسابقة القارية العريقة الموسم المقبل.
ويخوض باير ليفركوزن الثالث اختبارا لا يخلو من صعوبة أمام ضيفه كولن الثامن غدا الأحد. ويدخل ليفركوزن المباراة عقب خسارته الصعبة أمام مضيفه أتالانتا الإيطالي 2-3 الخميس في ذهاب دور الـ16 في يوروبا ليغ، وسيجد نفسه أمام ضرورة كسب النقاط الثلاث لرفع معنويات لاعبيه قبل مباراة الإياب الخميس المقبل على أرضه وضمان بقائه ثالثا كون الفارق بينه وبين هوفنهايم نقطتين فقط.
وتبدو الفرصة مواتية أمام لايبزيغ لاستعادة توازنه عقب تعادله المخيب أمام ضيفه فرايبورغ 1-1، وذلك عندما يحل ضيفا غدا على غرويتر فورث صاحب المركز الأخير. ويلعب اليوم أيضا أونيون برلين مع شتوتغارت، وفرايبورغ مع فولفسبورغ، وبوروسيا مونشنغلادباخ مع هرتا برلين، وغدا أينتراخت فرانكفورت مع بوخوم. وتأجلت مباراة أوغسبورغ مع ماينز بسبب استمرار الإصابات بفيروس «كوفيد-19» في صفوف الأخير.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».