كيف يستطيع كونتي قيادة توتنهام نحو الاستقرار والنجاح؟

المدرب الإيطالي يعوّل على مواجهة يونايتد اليوم للخروج من «دوامة» صعود المستوى وهبوطه

فرحة هز شباك إيفرتون بخماسية أعادت الأمل لتوتنهام ومدربه بالتأهل للمربع الذهبي (رويترز)
فرحة هز شباك إيفرتون بخماسية أعادت الأمل لتوتنهام ومدربه بالتأهل للمربع الذهبي (رويترز)
TT

كيف يستطيع كونتي قيادة توتنهام نحو الاستقرار والنجاح؟

فرحة هز شباك إيفرتون بخماسية أعادت الأمل لتوتنهام ومدربه بالتأهل للمربع الذهبي (رويترز)
فرحة هز شباك إيفرتون بخماسية أعادت الأمل لتوتنهام ومدربه بالتأهل للمربع الذهبي (رويترز)

من الصعب أن تجد فريقاً يقدم مستويات متذبذبة وغير ثابتة أكثر من توتنهام في الوقت الحالي، ففي إحدى المباريات يفوز على حامل اللقب مانشستر سيتي ويقدم أداءً رائعاً، وفي المباراة التالية مباشرة يخسر أمام بيرنلي المهدد بالهبوط! وبعد الفوز الساحق برباعية نظيفة على ليدز يونايتد في المرحلة السابعة والعشرين من مسابقة الدوري، قدم توتنهام أداءً مخيباً للآمال وخرج من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الخسارة أمام ميدلسبره، الذي يلعب في دوري الدرجة الأولى. وبعد توديع كأس إنجلترا، عاد توتنهام وسحق إيفرتون بخماسية نظيفة في بطولة الدوريفي المرحلة السابقة. وبالتالي، لم يعد من الغريب أن نرى المدير الفني للسبيرز، أنطونيو كونتي، وهو يقف بجوار خط التماس، يبدو مكتئباً جداً في إحدى المباريات ثم مبتهجاً جداً في مباراة أخرى.
وقال كونتي بعد خروج فريقه من كأس الاتحاد الإنجليزي «يتعين علينا أن نحاول تجنب الصعود والهبوط وهذه المستويات المتذبذبة، والطريقة الوحيدة لتحسين هذا الوضع هي العمل الجاد والتعلم من الهزيمة». وبعد أن بدا أن كونتي يشكك في مستقبله مع النادي بعد الهزيمة أمام بيرنلي، عاد إليه التفاؤل بعد سحق إيفرتون، وقال «سنحاول القتال حتى النهاية للحصول على أفضل مركز ممكن في الجدول. نريد الاشتراك بالطبع في سباق الأربعة الأوائل. أعتقد أننا أصبحنا أقوى في العديد من الجوانب».
لكن كونتي يدرك أن الثبات في المستوى سيكون المفتاح، وأصبحت الآن مواجهة مانشستر يونايتد اليوم في استاد أولد ترافورد مباراة كبيرة. وقال «أريد إجابة مهمة في مباراة مهمة لتأكيد ما أعتقده وهو أن هذا الفريق يتحسن. الآن مباراة إيفرتون أصبحت من الماضي». وأضاف «من المهم أن نؤكد يوم السبت ما قدمناه أمام إيفرتون، وإلا سنبدأ مرة أخرى في الصعود والهبوط». وتابع «إنه تحدٍ كبير أمام فريق مهم يقاتل من أجل مكان في دوري أبطال أوروبا».


مستويات توتنهام المتذبذبة تغير من انفعالات كونتي (إ.ب.أ)

لقد أصبح الموسم الحالي يبدو فجأة سيئاً بالنسبة لتوتنهام، حيث خرج الفريق بالفعل من بطولة دوري المؤتمر الأوروبي ومن كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وأصبح هدفه الوحيد من الآن وحتى مايو (أيار) المقبل هو التغلب على آرسنال ووستهام ومانشستر يونايتد واحتلال المركز الرابع المؤهل لدوري أبطال أوروبا. وإذا فاز توتنهام في مباراتيه المؤجلتين فسوف يتجاوز مانشستر يونايتد، لكن وستهام يشكل تهديداً كبيراً رغم هزيمته أمام ليفربول في المرحلة السابقة، لكن التهديد الأكبر يأتي من آرسنال الذي يحقق نتائج رائعة في الآونة الأخيرة. ويحتل المركز الرابع بعد فوزه على واتفورد وهزيمة مانشستر يونايتد أمام مانشستر سيي، كما أن لديه ثلاث مباريات مؤجلة.
وإذا كان من الممكن أن نحكم على الأمور من خلال المستويات الأخيرة، فيمكن القول إن توتنهام بمستواه الحالي المتذبذب للغاية لن يكون قادرا على احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب. وتشير الإحصائيات إلى أن توتنهام لم يحقق الفوز في ثلاث مباريات متتالية سوى مرة واحدة فقط هذا الموسم - في أغسطس (آب) - وعلى الرغم من أن توتنهام أظهر القدرة على العودة بعد التأخر في النتيجة والقدرة على العودة إلى المسار الصحيح بشكل سريع بعد أي خسارة، فإن الفريق يقدم مستويات غير ثابتة على الإطلاق، وهو الأمر الذي يجعل مشجعي الفريق يحلمون ببعض الاستقرار والثبات في المستوى.
وربما يكون الجانب الإيجابي الوحيد من خروج توتنهام من مسابقات الكأس هو أن ذلك سيجعل الفريق يلعب مباراة واحدة فقط كل أسبوع خلال الفترة المتبقية من الموسم، وهو ما يمنح اللاعبين بعض الراحة ويمنح كونتي الوقت اللازم للقيام بعمله الأساسي في الحصص التدريبية. لقد استفاد فريق تشيلسي، عندما قاده كونتي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2016 – 2017، من عدم المشاركة في المسابقات الأوروبية، إلى جانب الخروج المبكر من كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة؛ وهو الأمر الذي ساعد الفريق على التركيز على بطولة الدوري فقط.
ويجب الإشارة إلى أن كونتي لم يكن لديه الوقت لإقامة فترة أعداد عندما تولى قيادة توتنهام، لكن لديه الآن بعض الوقت لإعادة بناء وتشكيل الفريق. لقد أدى تغيير المدير الفني في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) إلى تغيير الطريقة التي يلعب بها توتنهام، سواء في حال الاحتفاظ بالكرة أو في حال فقدانها. وتحت قيادة نونو إسبريتو سانتو، كان لاعبو توتنهام هم الأقل ركضاً في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنهم الآن يحتلون المرتبة الأولى تحت قيادة كونتي.
من المؤكد أن الانتقال من شيء إلى النقيض تماماً في منتصف الموسم يكون أمراً صعباً للغاية، بالإضافة إلى أن العمل البدني الإضافي يكون له تأثير كبير على الفترة اللازمة لتعافي اللاعبين، ويزيد من احتمال تعرض اللاعبين للإصابة، ويؤثر في نهاية المطاف على قدرة الفريق على تقديم مستويات ثابتة.
وقد تأثر كونتي سلبياً بغياب أوليفر سكيب، بالإضافة إلى رودريغو بينتانكور الذي تعاقد معه توتنهام في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، حيث يحمي أحدهما خط الدفاع بشكل فعال، بينما يقوم الآخر بدور كبير في مساعدة الفريق على الانتقال من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية - وهو الشيء الذي كان يتطلب مجموعة من المهارات كان يفتقدها توتنهام في النصف الأول من الموسم بسبب عدم قيام تانغاي ندومبيلي بدوره كما ينبغي، وغياب جيوفاني لو سيلسو للإصابة.
لكن ما يحتاج إليه كونتي حقاً هو الوقت، ومن المؤكد أن فترة الإعداد للموسم الجديد ستكون مهمة للغاية بالنسبة للمدير الفني الإيطالي. لقد وضع كونتي برنامجاً قصيراً لإعداد بعض اللاعبين خلال فترة التوقف الدولي، لكن الأمر مختلف تماماً. وفي ظل عدم وجود بطولة دولية حتى نوفمبر، سيكون جميع اللاعبين متاحين لدى كونتي خلال فترة الإعداد للموسم الجديد في الصيف، شريطة أن يبقى كونتي نفسه في النادي!
لم يمضِ سوى أربعة أشهر فقط على تولي كونتي قيادة توتنهام، لكنه بدا غاضباً بالفعل، حيث قال مؤخراً بعد تراجع نتائج توتنهام، إنه قد لا يكون الرجل المناسب لهذا النادي. أما بقاؤه من عدمه مع الفريق خلال الصيف فسيعود جزئياً إلى رئيس النادي، دانيال ليفي، الذي يتعين عليه أن يعرف أن كونتي لديه مطالب كثيرة فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة. يمتلك توتنهام لاعبين مميزين بالفعل، لكنهم يفتقرون إلى عقلية الفوز المطلوبة للوصول إلى المستوى التالي، ويحتاجون إلى بعض الوجوه الجديدة إذا كانوا يريدون حقاً التنافس مع الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وعلاوة على ذلك، يفتقر توتنهام إلى الجودة في عدد من المراكز. لقد أشار كونتي إلى أن الوافد الجديد ديان كولوسيفسكي يمكنه اللعب في مركز الظهير الأيمن، لكنه لا يزال يأمل في التعاقد مع لاعب آخر في هذا المركز يكون أفضل من مات دوهرتي وإيمرسون رويال. ويجب أن تكون هناك أولوية أيضاً للتعاقد مع قلب دفاع ناحية اليسار. صحيح أن بن ديفيز يقدم مستويات جيدة تحت قيادة كونتي، لكن يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وقد طُرحت فكرة ضم مدافع إنتر ميلان، أليساندرو باستوني، على الرغم من أنه لن يأتي بثمن زهيد. ويستهدف النادي أيضا التعاقد مع اثنين من المدافعين الشباب في الدوري الفرنسي الممتاز - بينوا بادياشيلي من موناكو، وسفين بوتمان من ليل. لكن إذا كان كونتي يريد لاعباً قوياً ولديه عقلية الفوز بالمباريات، فإن باستوني هو الخيار المثالي.
هناك أسباب تجعل جماهير توتنهام تشعر بالتفاؤل حتى لو لم ينهِ الفريق الموسم ضمن المراكز الأربعة الأولى في جدول الترتيب. فإذا حصل كونتي على دعم كامل من مجلس الإدارة في الصيف وأشرف على فترة إعداد الفريق بشكل كامل، يمكن للجماهير التطلع إلى رؤية توتنهام بشكل جديد خلال الموسم المقبل. من المؤكد أن هذا الأمر يُقال مع نهاية كل موسم، لكن على الأقل كونتي سيستمر في منصبه وسيمكنه البدء في بناء شيء إيجابي.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.