لبنان يتحول إلى عنوان بارز للباحثين عن الجمال

وكالات السفر تنظم رحلات خاصة بسبب الطلب على هذا النوع من السياحة

لبنان يتحول إلى عنوان بارز للباحثين عن الجمال
TT

لبنان يتحول إلى عنوان بارز للباحثين عن الجمال

لبنان يتحول إلى عنوان بارز للباحثين عن الجمال

أن تحظى بمسحة إضافية من الجمال مع كمية لا يستهان بها من التسلية والفرح لهو أمر قلة من الناس في إمكانهم تفويته. ولعل لبنان الذي أصبح اسمه مدرجا أخيرا على خريطة البلدان المشهورة في السياحة التجميلية، يبقى أفضل عنوان يمكن اعتماده في هذا المجال لا سيما أن نسبة السياح العرب الذين يقصدونه في هذا الصدد تتضاعف يوما بعد يوم.
فإجراء عمليات التجميل على أنواعها والتي يستفيد منها الرجال والنساء معا، تلاقي رواجا كبيرا في لبنان الذي تحول منذ أكثر من عشر سنوات إلى مركز حيوي في هذا المجال الطبي. أما هوية السياح العرب وهم بغالبيتهم من النساء فتتراوح ما بين الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية ودول الإمارات إضافة إلى نساء الأردن وسوريا.
والأهم في هذا المجال أن الأشخاص الذين يختارون لبنان وجهة لهم في هذا الموضوع، يغتنمون فرصة قيامهم بهذا النوع من العمليات الجراحية ليصطحبوا أفراد عائلتهم معهم. هذا الأمر دفع بعدد من وكالات السفر والسياحة بتقديم خدمات خاصة لهؤلاء تخولهم تمضية أوقات مسلية تنسيهم أوجاعهم كما تؤمن لهم قضاء فترة النقاهة التي تتطلبها أي عملية تجميل في ربوع لبنان الخلابة. أما طبيعة هذه الخدمات التي في إمكان الزبون الحصول على لوائحها من مراكز التجميل أو الطبيب المختص، فتكمن في القيام برحلات سياحية تشمل جميع المناطق اللبنانية كالأرز وفاريا وجبيل وجونية والبقاع والجنوب وغيرها.

* احتلال لبنان مركز الصدارة في هذا المجال
لعل السؤال البديهي الذي نطرحه على أنفسنا في هذا الإطار يتعلق بالأسباب التي جعلت لبنان يتحول على مر السنين لمركز يقصده السياح العرب لهذا الهدف. وحسب أحد أعضاء الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل في لبنان د.نزار شهاب فإن المستوى الرفيع الذي وصل إليه لبنان في هذا المجال يشكل السبب الأول لارتياده من قبل السياح بشكل عام ولا سيما العرب منهم والذين يأتونه سنويا بالمئات لإجراء عملية تجميل يعرفون سلفا بأن نتائجها ستكون جيدة. ويرى د.نزار شهاب في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السبب الثاني الذي يقف وراء اختيار لبنان، يعود للكلفة المنخفضة نسبيا، مقابل إجرائهم عمليات التجميل، والتي تبلغ أسعارها الضعف أو الضعفين خارجه. ويقول: «ما استقطب زبائن هذا المجال يعود في الدرجة الأولى إلى النوعية والجودة معا، فنادرا ما يمكننا أن نحوذ على خدمة ممتازة في أي مجال كان مقابل أسعار معقولة». ويضيف: «هذا الأمر استطعنا تحقيقه في لبنان بفضل انتشار أخبار أطباء التجميل فيه الذين ذاع صيتهم فوصل البلدان العربية والغربية معا، وهو أمر تشهد به لنا جمعيات أطباء التجميل في الولايات المتحدة والبرازيل وأوروبا».
أما السبب الثالث الذي يجده د.شهاب يساهم مباشرة في رواج هذه السياحة فهو طبيعة لبنان وأجوائه الخلابة في الليل والنهار. هذا الأمر برأيه يساعد الشخص الذي ينوي تمضية فترة نقاهة قسرية بعد إجرائه للعملية التجميلية أن يستفيد من إقامته في لبنان والتجول في مناطقه وحتى مع أفراد عائلته ليتمتعوا بسحر طبيعته من ناحية وبأجواء السهر المسلية من ناحية ثانية.

* أطباء جراحة التجميل في لبنان يواكبون الحدث دوريا
المعروف أن لبنان تم اختياره لمرتين متتاليتين لإقامة المؤتمرات الطبية الخاصة في جراحة التجميل.
هذا الأمر لم يسبق أن شهدناه في أي دولة عربية أخرى، وهو ما عزز قدراته في هذا الإطار ولا سيما أنه يشكل دلالة واضحة على الثقة التي يضعها القيمون على طب جراحة التجميل في العالم بالعنصر الطبي اللبناني.
يبلغ عدد أطباء جراحة التجميل في لبنان والمنتسبين رسميا للجمعية اللبنانية لجراحة التجميل والترميم (lspras) نحو السبعين طبيبا. أما الباقون فيعتبرون دخلاء على المهنة ويمارسون هذه الجراحة على عاتقهم كون القانون لا يحدد نوع العمليات الجراحية التي يفترض أن يجريها كل طبيب.
يواكب الأطباء الأعضاء في الجمعية اللبنانية لجراحة التجميل كل جديد على الساحة من خلال دورات شهرية يشاركون فيها في مختلف دول العالم مما يزودهم بأحدث التقنيات والطرق المتبعة في هذا المجال.

* كلفة وأنواع عمليات التجميل التي تجري في لبنان
عادة ما يصعب تحديد كلفة أسعار إجراء عمليات التجميل. فبرأي الأطباء المختصين أن زيارة المريض تبقى إلزامية في المرحلة الأولى للوقوف على ما تتطلبه العملية من جهد أو دخول مستشفى وغيرها من العناصر، وحسب الوضع الصحي للزبون تحدد الكلفة.
تختلف أنواع عمليات التجميل في لبنان لتشمل معظم أقسام الجسم وهي:
- عملية ترميم الأنف: هذه العملية كغيرها من العمليات في الإمكان الخضوع لها في عيادة الطبيب المختص إذ لا يتطلب إجراؤها سوى البقاء لساعات قليلة ومن بعدها يغادر المريض إلى منزله. أما كلفتها فتتراوح ما بين الـ1500 والـ3000 دولار وذلك حسب صعوبتها.
- عملية شفط الدهون: تعتبر ثاني أكثر عمليات التجميل رواجا في لبنان، يخضع لها الشخص في المستشفى أو في العيادة ولا تستغرق سوى أربع ساعات. أما كلفتها فتلامس 5000 دولار.
- عملية تكبير الثدي، وتأتي في المركز الثالث من بين عمليات التجميل الرائجة في لبنان لا تزيد كلفتها عن 6000 دولار.
أما عمليات شد البطن والجفون الوجه فتعتبر أيضا من العمليات التي تستقطب عددا لا يستهان به من النساء والرجال وتتراوح كلفتها ما بين 3000 و8000 دولار.

* مراكز التجميل وعمليات حقن البوتوكس وزرع الشعر
ينصح أطباء التجميل رواد هذه السياحة اللجوء إلى عيادات الأطباء أو المستشفيات للقيام بأي عملية تجميل. إلا أن مراكز كثيرة أنشئت في لبنان لتقديم خدمات تجميلية جمة ومن بينها عمليات إزالة التجاعيد وتعبئة الوجه عن طريق حقن البوتوكس أو الفيلر أو الدهون وحمض الـ(hyaluronic acid). كما تحتل عمليات زراعة الشعر أو إزالته مكانة عالية في هذه المراكز التي بات يوجد لديها أطباء مختصون في هذا المجال يجرون العمليات بتقنية حديثة توازي تلك المتبعة في الغرب.
ويمكن تعداد أسماء بعض هذه المراكز على سبيل المثال وليس الحصر وبينها: (مستشفى الدكتور نادر صعب) في منطقة النقاش و(مركز العيادات البرازيلية للتجميل) للدكتور طوني نصار، ومراكز (سيف بيوتي كلينيك) في بيروت، ومركز (جاين نصار) في منطقة الجميزة، و(اشتار) في منطقة الروشة، و(المركز اللبناني لزرع الشعر) شارع المتحف، ومركز (بيروت بيوتي كلينيك) في الزلقا وعيادة الدكتور أنطوان جقليص (بيفور أند آفتر) في الأشرفية.



«المعمورة»... شاطئ «الزمن الجميل» في مصر

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
TT

«المعمورة»... شاطئ «الزمن الجميل» في مصر

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)
شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

بفضل نسمات البحر اللطيفة والمناظر الطبيعية الخلابة، تقدم المدن الساحلية بمصر صيغة رابحة للاستمتاع والاسترخاء عبر شواطئها الممتدة، وتُعد الإسكندرية (شمال البلاد)، أو كما يطلق عليها «عروس البحر المتوسط»، إحدى هذه الوجهات التي تحقق لك ما تبحث عنه؛ سواء كنت ترغب في الاسترخاء على شاطئ من الرمال البيضاء، أو الانغماس في التاريخ والثقافة، أو السباحة في مياهها، ستجد ضالتك في بعض هذه الشواطئ، وعلى رأسها شاطئ «المعمورة».

على الرغم من أن ثمة أمكنة أخرى في مصر باتت تنافس المدينة المصرية العتيقة بشراسة، وتجتذب منها الكثير من روادها، فإنها لا تزال تملك الكثير لعشاقها؛ وواحدة من مميزاتها هي إشباعها للإحساس بالحنين للماضي وذكرياته، وكأنها تؤسس لنوع جديد من السياحة هو «سياحة النوستالجيا» التي تستهوي المولعين بزيارة أمكنة قضوا فيها لحظات عزيزة، ونادرة من العمر، لا يمكن تعويضها حتى في أكثر المقاصد السياحية رفاهيةً وفخامةً؛ لأنها جزء من الطفولة، شاركهم فيها أشخاص فرّقتهم الحياة.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

«المعمورة» هي إحدى الوجهات السياحية الرئيسية في المدينة التي توقظ الحنين للماضي، يقع الشاطئ على بُعد نحو 1 كم شرق حدائق المنتزه الملكية، بعيداً عن الطريق الرئيسي، مما جعل له مكانة خاصة منذ القدم بوصفه مكاناً منعزلاً هادئاً مناسباً للاسترخاء والاستمتاع بأشعة الشمس، وفي الوقت نفسه هو مقصد حيوي للغاية، يلبي احتياجات رواده.

ولطالما كانت المعمورة هي الاختيار الأول للمصطافين بمختلف فئاتهم على مدار عقود ماضية، حتى كان من الأمور المعتادة أن ترى الفنانين والمشاهير جنباً إلى جنب المصطافين من أهالي الإسكندرية أو القاهرة، لا أحد يزعج الآخر، أو يعكر عليه صفو استجمامه، أو يلح لالتقاط صور معه.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

«المعمورة هو المعنى الحقيقي للذكريات»، هكذا يصف المرشد السياحي يحيى محمود، الشاطئ المصري العريق، يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الجميع له ذكريات مع المعمورة؛ فقد كان مصيف العائلات من مصر ومختلف الدول العربية».

ويتابع: «أيضاً كانت المعمورة مصيفاً لمعظم الفنانين، ومن يقم بزيارتها فسيستمع إلى الحكايات المتداولة عنهم، ومنها حكايات شادية وتحية كاريوكا ومديحة يسري، ومريم فخر الدين، ونيللي، ووحش الشاشة فريد شوقي، وفؤاد المهندس، وحسن يوسف، فضلاً عن رجال السياسة والمجتمع».

ولذلك، ستجد هناك من يشير إلى مكان ما، ويروي لك علاقته بالمشاهير، ففي هذه الكابينة كان يقضي فريد شوقي أياماً من عطلته الصيفية مع زوجته هدى سلطان وابنتيه، وتلك الفيلا التي تقبع في أعلى مكان في المعمورة اشترتها مريم فخر الدين وكانت تتردد عليها مع ابنتها، وتشاركها إطلاق الطائرات الورقية التي يصنعها زوجها الفنان محمود ذو الفقار، بينما كانت كابينة تحية كاريوكا ملتقى الفنانين، وغير ذلك من ذكريات.

وستجد أهل المكان يفتخرون بأن المعمورة اجتذبت الفنانين للعمل أيضاً؛ فهنا تم تصوير الكثير من الأعمال الفنية الشهيرة مثل «أبي فوق الشجرة»، و«أين عقلي»، و«أجازة صيف»، وهنا أقيم الكثير من الحفلات الغنائية والموسيقية لأشهر الفنانين قبل أن تنتقل إلى الساحل الشمالي والعلمين، وكان الاستمتاع بجلسة غداء مع العائلة ولعب الطاولة والكوتشينة والشطرنج في إحدى الكبائن أو تحت الشمسية، من طقوس زائريها من مختلف الفئات في ذلك الوقت.

ولا يزال شاطئ المعمورة يحتضن محبيه، ويقدم لهم خدماته؛ فبسبب هدوئه النسبي مقارنة بشواطئ الإسكندرية الأخرى لا يزال رواده يستطيعون الاستمتاع بالسباحة، والاستلقاء على رمال الشاطئ، وقراءة الكتاب المفضل، وركوب الدراجات، أو ممارسة صيد السنارة، والتجول في الممشى السياحي بأسواقها الداخلية، وتناول الطعام والمشروبات والآيس كريم من أكشاك الأكل السريع المنتشرة هناك.

شاطيء المعمورة (محافظة الإسكندرية)

ويزين المكان بعض من أفضل المطاعم في مصر، والتي ستمنح الجميع متعة شهية؛ حيث تقدم المطاعم بعضاً من أجمل الأطباق اللذيذة التي تعطي مذاقاً يدوم طويلاً، كما تتوفر في «المعمورة» ملاهٍ ومنطقة الألعاب للأطفال وصالات السينما ومراكز التسوق المختلفة.

وتستطيع زيارة «المعمورة» في مختلف شهور السنة؛ حيث تتمتع بطقس رائع طوال العام، لكن بالتأكيد إذا كانت زيارتك لها بغرض نزول البحر والاستمتاع بالشاطئ نفسه، فعليك زيارتها في الصيف، وفي كل الأوقات تستمتع بالألعاب الشاطئية المتنوعة التي تتيحها لك؛ مثل الكرة الطائرة وكرة القدم الشاطئية وكرة التنس، وركوب قوارب الموز والتزلج على الماء، والغوص، فضلاً عن الاسترخاء في أثناء الاستمتاع بحمامات الشمس تحت أشعة الشمس.

يجتذب الشاطئ هواة المشي لمسافات طويلة مع التمتع بجمال الطبيعة؛ إذ يتميز المكان بتصميم هندسي يوفر مسارات ويجعل الكورنيش ساحة مفتوحة للتنزه، في أمان ونظام، وخلال السير يمكنك تناول الآيس كريم أو الجيلاتي الإسكندراني، وغيرهما من المرطبات التي تشتهر بها المدينة.