متطوع بريطاني لم يتدرب على السلاح: هدفي الدفاع عن أوكرانيا

ستيفن أوكسلي في مركز لجوء بشيمشل (الشرق الأوسط)
ستيفن أوكسلي في مركز لجوء بشيمشل (الشرق الأوسط)
TT

متطوع بريطاني لم يتدرب على السلاح: هدفي الدفاع عن أوكرانيا

ستيفن أوكسلي في مركز لجوء بشيمشل (الشرق الأوسط)
ستيفن أوكسلي في مركز لجوء بشيمشل (الشرق الأوسط)

بابتسامة عريضة وكلمات ثابتة، كرّر ستيفن أوكسلي تصريحه: «نعم، إنني أستعد للانضمام إلى ساحة القتال، دفاعاً عن أوكرانيا وأهلها». كان أوكسلي يتحدث بصوت هادئ وسط صخب مركز اللجوء في بلدة بشيمشل القريبة من الحدود.
«قررت التطوع هنا في انتظار وصول أوراق اعتمادي ضمن الفيلق الدولي للدفاع عن أوكرانيا». غادر أوكسلي، المتحدّر من يوركشير الإنجليزية، المملكة المتحدة قبل خمس سنوات، وتنقّل بين عدّة دول قبل الاستقرار أخيراً في هولندا. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «في اليوم الأول من الحرب، اتّخذت قراراً بالتوجه إلى أوكرانيا وعرض المساعدة. لدي الكثير من الأصدقاء من أوكرانيا، كما تعرّفت على الكثير من البولنديين والليتوانيين والمجريين (المتطوعين)». ويتابع: «لم يكن لدي هدف. فأصبح هذا هدفي».
يخطّط أوكسلي للتوجه إلى لفيف أولاً، حيث سيلتقي صديقاً له. «ومن ثمّ سيتمّ توجيهي إلى حيث يحتاجونني». ويوضح: «سجّلت رغبتي في الانضمام إلى قوات الدفاع الأوكرانية، وأنا بصدد انتظار آخر أوراق اعتمادي».
لم يسبق لأوكسلي المشاركة في ساحة معركة، كما أنه لم يتلقّ تدريباً عسكرياً يُذكر. «تلقيت التدريب الأساسي فحسب. لم أشارك في القتال في السابق، حالي حال الناس في أوكرانيا».
يدرك أوكسلي خطورة المغامرة التي يخوضها، قائلاً: «طبعاً، الوضع ليس آمناً. إلا أن الأمر نفسه ينطبق على تسلق الجبال أو السباحة في البحر. لكننا نقوم بكل ذلك»، مشيراً بنبرة مازحة: «أنا لا أسوق السيارات. إذ أنه أخطر نشاط يمكن القيام به تقنياً». وعند سؤاله عما إذا كان يخشى التعرض لملاحقات قضائية عند عودته إلى بلاده، يقول: «لا. قررت الذهاب، وهذا نهائي».
يُعدّ أوكسلي واحداً من «مواطني العالم» الذين استجابوا لدعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الانضمام إلى «الدفاع عن أوكرانيا أمام العدوان الروسي». وأنشأت وزارة الدفاع الأوكرانية فيلقاً دولياً للمشاركة في الأعمال العسكرية الدفاعية. ويقدّر عدد المقاتلين الأجانب ضمن الفيلق، وفق تقارير، بـ16 ألفاً، بينهم عدد من البريطانيين والأميركيين، لكن غالبية المتطوعين هم من الأوكرانيين المقيمين في الخارج.
وأثار دعم وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، للمواطنين الراغبين في الانضمام إلى قوات الدفاع الأوكرانية الأسبوع الماضي جدلاً واسعاً، ليعود رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الدفاع بن والاس لتأكيد معارضتهما لذلك.
كما ناشد الجيش البريطاني، أمس، ما وصفه بـ«عدد صغير» من جنوده الذين يُعتقد أنهم سافروا إلى أوكرانيا، العودة فوراً إلى المملكة المتحدة. فيما أكدت وزارة الدفاع في بيان أنه «يُحظر على جميع المنسوبين السفر إلى أوكرانيا حتى إشعار آخر، وينطبق ذلك سواء كان المنتسب في إجازة أم لا»، مضيفة أن الأفراد الذين يسافرون إلى أوكرانيا «سيواجهون عواقب تأديبية وإدارية».


مقالات ذات صلة

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء إستونيا كريستين ميشال لدى اجتماعهما في كييف الاثنين (أ.ب)

زيلينسكي: 800 ألف جندي روسي منتشرون في أوكرانيا

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انتشار مئات الآلاف من الجنود الروس حالياً في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (كييف - لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي منفتح على انتشار قوات غربية في أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على الانتشار المحتمل لقوات غربية في كييف لضمان أمن البلاد في إطار جهود أوسع نطاقاً لإنهاء الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: حصيلة قتلى القوات الأوكرانية تسجل زيادة قدرها 12 ألف جندي

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن عدد الجنود الأوكرانيين القتلى ارتفع إلى 43 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (كييف)

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
TT

توافق أممي نادر في مجلس الأمن حول سوريا

فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)
فاسيلي نيبينزيا مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة (رويترز)

قال دبلوماسيون أميركيون وروس، يوم الاثنين، إن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعملون على إعداد بيان بشأن سوريا في الأيام المقبلة، وذلك بعد اجتماع مغلق بشأن سيطرة قوات المعارضة على العاصمة دمشق والإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا للصحفيين بعد اجتماع المجلس المؤلف من 15 عضوا "أعتقد أن المجلس كان متحدا إلى حد ما بشأن الحاجة إلى الحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها، وضمان حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحتاجين". وأكد نائب السفير الأميركي روبرت وود أن أغلب الأعضاء تحدثوا عن هذه القضايا، وقال للصحفيين إن المجلس سيعمل على إصدار بيان. وتتولى الولايات المتحدة رئاسة المجلس في ديسمبر (كانون الأول). وقال وود "إنها لحظة لا تصدق بالنسبة للشعب السوري. والآن نركز حقا على محاولة معرفة إلى أين يتجه الوضع. هل يمكن أن تكون هناك سلطة حاكمة في سوريا تحترم حقوق وكرامة الشعب السوري؟"

وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة قصي الضحاك للصحفيين خارج المجلس إن بعثته وكل السفارات السورية في الخارج تلقت تعليمات بمواصلة القيام بعملها والحفاظ على مؤسسات الدولة خلال الفترة الانتقالية. وقال "نحن الآن ننتظر الحكومة الجديدة ولكن في الوقت نفسه نواصل العمل مع الحكومة الحالية والقيادة الحالية"، مضيفا أن وزير الخارجية السوري بسام صباغ - المعين من قبل الأسد - لا يزال في دمشق. وقال للصحفيين خارج المجلس "نحن مع الشعب السوري. وسنواصل الدفاع عن الشعب السوري والعمل من أجله. لذلك سنواصل عملنا حتى إشعار آخر". وأضاف "السوريون يتطلعون إلى إقامة دولة الحرية والمساواة وسيادة القانون والديمقراطية، وسوف نتكاتف في سبيل إعادة بناء بلدنا، وإعادة بناء ما دمر، وبناء المستقبل، مستقبل سوريا الأفضل".

وتحدث نيبينزيا وود عن مدى عدم توقع الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في سوريا. وقال نيبينزيا "لقد فوجئ الجميع، بما في ذلك أعضاء المجلس. لذلك يتعين علينا أن ننتظر ونرى ونراقب ... ونقيم كيف سيتطور الوضع". ووفرت روسيا الحماية الدبلوماسية لحليفها الأسد خلال الحرب، واستخدمت حق النقض أكثر من 12 مرة في مجلس الأمن، وفي العديد من المناسبات بدعم من الصين. واجتمع المجلس عدة مرات شهريا طوال الحرب لمناقشة الوضع السياسي والإنساني في سوريا والأسلحة الكيميائية.

وقال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ بعد اجتماع المجلس "الوضع يحتاج إلى الاستقرار ويجب أن تكون هناك عملية سياسية شاملة، كما يجب ألا يكون هناك عودة للقوى الإرهابية". وبدأت هيئة تحرير الشام الهجوم الذي أطاح بالأسد. وكانت تُعرف سابقا باسم جبهة النصرة التي كانت الجناح الرسمي لتنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت صلتها به في عام 2016. وتخضع الجماعة لعقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال دبلوماسيون إنه لم تحدث أي نقاشات بشأن رفع هيئة تحرير الشام من قائمة العقوبات.