رام الله تسمح لمؤسسة استقبلت متطرفاً بالعمل مجدداً

«بيت اللقاء» استقبلت الحاخام المتطرف يهودا غليك ضمن وفد ألماني (مواقع تواصل)
«بيت اللقاء» استقبلت الحاخام المتطرف يهودا غليك ضمن وفد ألماني (مواقع تواصل)
TT
20

رام الله تسمح لمؤسسة استقبلت متطرفاً بالعمل مجدداً

«بيت اللقاء» استقبلت الحاخام المتطرف يهودا غليك ضمن وفد ألماني (مواقع تواصل)
«بيت اللقاء» استقبلت الحاخام المتطرف يهودا غليك ضمن وفد ألماني (مواقع تواصل)

سمحت السلطة الفلسطينية لمؤسسة «بيت اللقاء» في مدينة بيت لحم، بفتح أبوابها أمام العامة، بعد إغلاق استمر أسبوعاً، في أعقاب قيام رئيس المؤسسة، باستقبال الحاخام الإسرائيلي المتطرف يهودا غليك، في مقرها، في خطوة أثارت غضباً فلسطينياً عارماً.
وقالت مصادر أمنية إنه سمح للمؤسسة باستئناف نشاطاتها، لكن رئيسها ما زال موقوفاً. وكان غليك المعروف باقتحاماته المتكررة للأقصى، قد نشر الأسبوع الماضي على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، صورتين؛ واحدة تظهره مع رئيس المؤسسة جوني شهوان، والثانية يظهر فيها ضمن وفد ألماني كان يزور المؤسسة، قبل أن يتحول الأمر إلى عاصفة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي. وعلى الفور، قرر محافظ بيت لحم إغلاق المؤسسة لحين التحقيق في القضية.
وقالت المؤسسة إنها لم تكن تعلم أن الذي في الصورة هو حاخام إسرائيلي، ونفت علمها بوجوده ضمن الوفد، لكن الناشطين فندوا الرواية باعتبار غليك معروفاً جيداً لدى الفلسطينيين، وبأنه كان يرتدي زي المتدينين اليهود.
وهاجمت الفصائل الفلسطينية، المؤسسة، كما هاجمها ناشطون. وأدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، استقبال رئيس جمعية «بيت اللقاء» في بيت جالا، جوني شهوان، للمتطرف اليميني يهودا غليك زعيم منظمة «هاليبا» المتطرفة، وقالت إن مستقبليه لا يمثلون الفلسطينيين، وضربوا بعرض الحائط كل القيم الوطنية.
وقالت «اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها» (BDS)، إنّ «بيت اللقاء» مؤسسة صهيونية إسرائيلية بغطاءٍ فلسطيني، ما يتطلب مقاطعة هذه المؤسسة بالكامل. وأضافت: «ضمّ اللقاء التطبيعي وفداً (ألمانياً) صهيونياً - مسيحياً، بمشاركة المتطرّف الصهيوني المجرم، يهودا غليك، الداعي لهدم المسجد الأقصى، والمثابر على اقتحامه، ولتهويد المقدّسات الفلسطينية المسيحية والإسلامية». وحذّرت الحركة من تلقي الأموال المشبوهة، أو تلك القادمة من الحركات المسيحية - الصهيونية (في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية)، المتطرفة في عدائها للشعب الفلسطيني وحقوقه بموجب القانون الدولي. وسمح للمؤسسة بالعمل، باعتبار أنها تضم روضة أطفال وتقدم الخدمات لهم. وتدير لجنة تسيير أعمال، المؤسسة، في الوقت الحالي، لحين انتخاب مجلس إدارة جديد. ويعتقد أنه لن يسمح للمؤسسة بممارسة جميع الأنشطة قبل انتخاب مجلس إدارة جديد.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.