«الكونغرس» يصادق على مليار دولار لتمويل «القبة الحديدية»

اعتراض «القبة الحديدية» لصاروخ أُطلق من قطاع غزة فوق أشدود جنوب إسرائيل مايو الماضي (أ.ف.ب)
اعتراض «القبة الحديدية» لصاروخ أُطلق من قطاع غزة فوق أشدود جنوب إسرائيل مايو الماضي (أ.ف.ب)
TT

«الكونغرس» يصادق على مليار دولار لتمويل «القبة الحديدية»

اعتراض «القبة الحديدية» لصاروخ أُطلق من قطاع غزة فوق أشدود جنوب إسرائيل مايو الماضي (أ.ف.ب)
اعتراض «القبة الحديدية» لصاروخ أُطلق من قطاع غزة فوق أشدود جنوب إسرائيل مايو الماضي (أ.ف.ب)

رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، أمس (الخميس)، بالقرار الذي اتخذه مجلس النواب الأميركي، بالمصادقة على تقديم منحة لإسرائيل بقيمة مليار دولار خصيصاً لتمويل إنتاج وتطوير منظومة الصواريخ الاعتراضية المعروفة باسم «القبة الحديدية».
وقال بنيت في بيان مقتضب: «أود أن أشكر أصدقاءنا في مجلس النواب الأميركي، على الموافقة على المساعدة الأمنية لإسرائيل». وأضاف: «نقدر تقديراً عالياً التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل. وأود أن أشكر الرئيس جو بايدن بشكل خاص، الذي وعد في اجتماعنا معاً بتمرير المساعدة، ووفى بوعده».
وكان مجلس النواب الأميركي قد أقر، مساء أول من أمس (الأربعاء)، ميزانية جديدة للحكومة الفيدرالية، تتضمّن التمويل الضخم لإسرائيل، علماً بأن هذا الدعم يعطى للدولة العبرية، كإضافة للدعم العسكري الذي هو بقيمة 3.8 مليار دولار سنوياً. وينتظر هذا القرار مصادقة في مجلس الشيوخ الأميركي أيضاً، ثم يحال إلى الرئيس جو بايدن، للتوقيع عليه ونشره قانوناً نافذاً ليتم تحويل التمويل إلى إسرائيل.
وكان مشروع تمويل صواريخ القبة الحديدة، قد تحول مؤخراً إلى مسألة نزاع سياسي، بعد أن عارض عدد من أعضاء الكونغرس من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، التمويل، وتسببوا في تأجيله، وقد عطلوا تمرير الموازنة، منذ شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، مطالبين بحذف بند تقديم الدعم لإسرائيل لشراء صواريخ «القبة الحديدية». ومع أنه كان واضحاً أن هذه المعارضة لن تدوم طويلاً، وأنها إجراء احتجاجي على السياسة الإسرائيلية الظالمة للفلسطينيين أكثر مما هي تعطيل للموازنة أو إلغاء لتمويل القبة الحديدية، إلا أنها أثارت غضب إدارة الرئيس بايدن وجماعة الضغط الإسرائيلية «أيباك» في الولايات المتحدة.
المعروف أن إسرائيل تتلقى مساعدات مالية وعسكرية، بقيمة 3.8 مليار دولار في السنة، منذ توقيعها اتفاقيات كامب ديفيد مع مصر، في سنة 1979. ويتم إقرار هذه المساعدة مرة كل عشر سنوات، كان آخرها عام 2016 في زمن الرئيس باراك أوباما.
ولكن، منذ إطلاق منظومة الصواريخ، «القبة الحديدية»، عام 2007، تقوم الولايات المتحدة بتمويل إنتاجها وتطويرها، وتعتبرها مشروعاً إسرائيلياً أميركياً مشتركاً. وهي تنتج له الصاروخ الخاص «تمير»، البالغ ثمن الواحد منه 50 ألف دولار. وحسب ادعاءات الجيش الإسرائيلي، تستطيع هذه المنظومة إسقاط الصواريخ المضادة بنسبة نجاح تصل حتى 95 في المائة.



انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
TT

انقلابيو اليمن يرغمون الموظفين العموميين على حمل السلاح

الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)
الحوثيون أرغموا شرائح المجتمع كافّة على الالتحاق بالتعبئة العسكرية (إ.ب.أ)

أرغم الحوثيون جميع الموظفين في مناطق سيطرتهم، بمن فيهم كبار السن، على الالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن ما يقولون إنها استعدادات لمواجهة هجوم إسرائيلي محتمل.

جاء ذلك في وقت انضم فيه موظفون بمدينة تعز (جنوب غرب) الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى إضراب المعلمين، مطالبين بزيادة في الرواتب.

وذكرت مصادر محلية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن الحوثيين، وعلى الرغم من أنهم لا يصرفون الرواتب لمعظم الموظفين، فإنهم وجّهوا بإلزامهم، حتى من بلغوا سن الإحالة إلى التقاعد، بالالتحاق بدورات تدريبية على استخدام الأسلحة، ضمن الإجراءات التي تتخذها الجماعة لمواجهة ما تقول إنه هجوم إسرائيلي متوقع، يرافقه اجتياح القوات الحكومية لمناطق سيطرتهم.

وبيّنت المصادر أن هناك آلاف الموظفين الذين لم يُحالوا إلى التقاعد بسبب التوجيهات التي أصدرها الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي بوقف الإحالة إلى التقاعد، إلى حين معالجة قضايا المبعدين الجنوبيين من أعمالهم في عهد سلفه علي عبد الله صالح، وأن هؤلاء تلقوا إشعارات من المصالح التي يعملون بها للالتحاق بدورات التدريب على استخدام الأسلحة التي شملت جميع العاملين الذكور، بوصف ذلك شرطاً لبقائهم في الوظائف، وبحجة الاستعداد لمواجهة إسرائيل.

تجنيد كبار السن

ويقول الكاتب أحمد النبهاني، وهو عضو في قيادة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، إنه طلب شخصياً إعادة النظر في قرار تدريب الموظفين على السلاح، لأنه وحيد أسرته، بالإضافة إلى أنه كبير في العمر؛ إذ يصل عمره إلى 67 عاماً، واسمه في قوائم المرشحين للإحالة إلى التقاعد، بعد أن خدم البلاد في سلك التربية والتعليم واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم لما يقارب الأربعين عاماً.

ومع تأكيده وجود الكثير من الموظفين من كبار السن، وبعضهم مصابون بالأمراض، قال إنه من غير المقبول وغير الإنساني أن يتم استدعاء مثل هؤلاء للتدريب على حمل السلاح، لما لذلك من مخاطر، أبرزها وأهمها إعطاء ذريعة «للعدو» لاستهداف مؤسسات الدولة المدنية بحجة أنها تؤدي وظيفة عسكرية.

حتى كبار السن والمتقاعدون استدعتهم الجماعة الحوثية لحمل السلاح بحجة مواجهة إسرائيل (إ.ب.أ)

القيادي في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ذكر أنه لا يستبعد أن يكون وراء هذا القرار «أطراف تحمل نيات سيئة» تجاه المؤسسات المدنية، داعياً إلى إعادة النظر بسرعة وعلى نحو عاجل.

وقال النبهاني، في سياق انتقاده لسلطات الحوثيين: «إن كل دول العالم تعتمد على جيوشها في مهمة الدفاع عنها، ويمكنها أن تفتح باب التطوع لمن أراد؛ بحيث يصبح المتطوعون جزءاً من القوات المسلحة، لكن الربط بين الوظيفة المدنية والوظيفة العسكرية يُعطي الذريعة لاستهداف العاملين في المؤسسات المدنية».

توسع الإضراب

وفي سياق منفصل، انضم موظفون في مدينة تعز الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية إلى الإضراب الذي ينفّذه المعلمون منذ أسبوع؛ للمطالبة بزيادة الرواتب مع تراجع سعر العملة المحلية أمام الدولار وارتفاع أسعار السلع.

ووفقاً لما قالته مصادر في أوساط المحتجين لـ«الشرق الأوسط»، فقد التقى محافظ تعز، نبيل شمسان، مع ممثلين عنهم، واعداً بترتيب لقاء مع رئيس الحكومة أحمد عوض بن مبارك؛ لطرح القضايا الحقوقية المتعلقة بالمستحقات المتأخرة وهيكلة الأجور والمرتبات وتنفيذ استراتيجية الأجور، لكن ممثلي المعلمين تمسكوا بالاستمرار في الإضراب الشامل حتى تنفيذ المطالب كافّة.

المعلمون في تعز يقودون إضراب الموظفين لتحسين الأجور (إعلام محلي)

وشهدت المدينة (تعز) مسيرة احتجاجية جديدة نظّمها المعلمون، وشارك فيها موظفون من مختلف المؤسسات، رفعوا خلالها اللافتات المطالبة بزيادة المرتبات وصرف جميع الحقوق والامتيازات التي صُرفت لنظرائهم في محافظات أخرى.

وتعهّد المحتجون باستمرار التصعيد حتى الاستجابة لمطالبهم كافّة، وأهمها إعادة النظر في هيكل الأجور والرواتب، وصرف المستحقات المتأخرة للمعلمين من علاوات وتسويات وبدلات ورواتب وغلاء معيشة يكفل حياة كريمة للمعلمين.