جولة في أهم المعالم الألمانية بالولايات المتحدة

حائط برلين في بنسلفانيا وأول متحف في واشنطن و«شقراء نورمبيرغ» في بولتيمور ومطعم «هايدلبيرغ» في نيويورك

متحف واشنطن الذي يعرض قطعا من حائط برلين  -  مطعم هايدلبورغ الألماني في نيويورك
متحف واشنطن الذي يعرض قطعا من حائط برلين - مطعم هايدلبورغ الألماني في نيويورك
TT

جولة في أهم المعالم الألمانية بالولايات المتحدة

متحف واشنطن الذي يعرض قطعا من حائط برلين  -  مطعم هايدلبورغ الألماني في نيويورك
متحف واشنطن الذي يعرض قطعا من حائط برلين - مطعم هايدلبورغ الألماني في نيويورك

شهدت منذ فترة قصيرة مدن أميركية مناسبات ألمانية، ليست فقط سياحية، شاهدتها أعداد كبيرة من الناس، وكتبت عنها الصحف، ونقلتها التلفزيونات ووسائل الاتصالات الاجتماعية في الإنترنت، ولكن، أيضا، ذات مغازي تاريخية:

* «شقراء نورمبيرغ»
في ميناء بولتيمور (ولاية ماريلاند)، وبمناسبة أعياد الكريسماس وبداية العام الجديد، وكعادتهم كل عام، نصب الألمان خيمة عملاقة. وملأوها بأكلهم، وشرابهم، ومصنوعاتهم، وحضارتهم. وبدلا عن رائحة سمك «فيلبس» في مطاعم الميناء، شم الناس رائحة كعك «برتسلز» (مثل السميط المصري). وشاهدوا «كريس كيد» (المسيح الصغير) وهو يجلب الهدايا.
هذا تقليد ألماني منذ أيام القس الإصلاحي مارتن لوثر (توفي عام 1546). وقصد به أن يحل محل «سانتا كلوز» (بابا نويل) الذي يجلب الهدايا عند كثير من المسيحيين. ورغم أن «سانتا» غمر العالم بسبب الدعايات التجارية، يظل بعض الألمان يركزون على «كريس كيد» لأن له معنى ديني.
لكن، بدلا عن ولد، صار «كريس كيد» فتاة شقراء جميلة، ولها شعر ذهبي كثيف يتدلى على كتفيها وظهرها: «شقراء نورمبيرغ» التي تأتي إلى هناك كل عام (شقراء كل عام، لكنها ربما ليست من نورمبيرغ)

* حائط برلين
وفي فيلادلفيا (ولاية بنسلفانيا)، دخلت بيث كبهارت، أميركية ألمانية، ومدرسة في مدرسة أولية، الفصل وهي تحمل كتابا كتبته هي للأطفال: «غوينغ أوفر» (التسلق)، عن حائط برلين. وذلك بمناسبة مرور 25 عاما على سقوط الحائط.
وقالت لصحيفة «واشنطن بوست»، التي صورتها وتلاميذها، إنه، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، عام 1945، وصلت القوات الروسية، التي كانت تحارب ألمانيا النازية الهتلرية، إلى العاصمة برلين، واحتلتها، قبل وصول القوات الأميركية والبريطانية. وهكذا، صارت برلين مقسمة: شرقية شيوعية، وغربية حرة.
وقالت إنه، في عام 1961، بسبب هروب ألمان من الشرقية إلى الغربية، بنى النظام الشيوعي حائطا عملاقا، امتد على طول المدينة. وفي عام 1989، عندما سقطت النظام الشيوعي في روسيا، ثم في دول شرق أوروبا، بما فيها ألمانيا الشرقية، هد الألمان، من الجانبين، جزءا كبيرا من الحائط، ووحدوا برلين، ووحدوا ألمانيا.

* متحف واشنطن
وفي واشنطن، احتفل المتحف الأميركي الألماني بمرور أربعة أعوام على تأسيسه. واحتفل، أيضا، بمرور 25 عاما على سقوط حائط برلين. وعرض قطعة من الحائط، وصورا قبل سقوط الحائط، وبعد سقوطه.
توجد في الولايات المتحدة متاحف ألمانية صغيرة (بعضها في منازل، وبعضها في غرف). لكن، صار هذا أكبر المتاحف.
ولأنه في واشنطن، وبسبب العداء التاريخي بين الألمان واليهود، عارض كثير من قادة اللوبي اليهودي في واشنطن تأسيس المتحف، خصوصا أنه قريب من مبنى الكونغرس. لكن، ربما عمدا، تحاشى المتحف أي إشارات سياسية. بالعكس، أشار إلى هجرة اليهود الألمان إلى الولايات المتحدة مع صعود هتلر في ألمانيا على اعتبار أنها، في النهاية، زيادة في عدد الألمان، وإسهامات الألمان، في الولايات المتحدة.
طبعا، لا توجد صورة لهتلر في المتحف الكبير. لكن توجد صور ألمان مشاهير مثل (في ألمانيا): مارتن لوثر، وبسمارك، وبتهوفن، وارنر، أديناور. (في أميركا): إينشتاين، فرويد، لاعب كرة بيسبول بيبي روث.

* مطعم «هايلدبيرغ»
وفي نيويورك، احتفل بتوحيد ألمانيا مطعم «هايلدبيرغ» (تقاطع الشارعين 3 و85) الذي تأسس عام 1936، إشارة إلى المدينة بنفس الاسم في ألمانيا. (في ذلك العام، كان أدولف هتلر سيطر على ألمانيا).
وقدم المطعم المأكولات التي اشتهر بها: «سواربراتين» (لحم بقر مع بطاطس). «وينار شناتسل» (لحم عجل مع خضراوات).
وطبعا، مختلف أنواع السجق الألماني: «براتفيرست» و«بورنفيرست» و«ناكفيرست» و«فايسفيرست»، إلخ...

* أهمية تاريخية
نجحت هذه الاحتفالات بتوحيد ألمانيا، وسقوط حائط برلين، في جذب أعداد كبيرة من الناس، واهتمت بها التلفزيونات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت. لكن، للاحتفالات مغزى تاريخيا، وهو أنها رفعت سمعة ألمانيا في الولايات المتحدة.
رغم أن الأميركيين الألمان هم أكبر مجموعة إثنية (أكبر من السود، ومن اللاتينيين)، تأثرت سمعتهم، وسمعة ألمانيا بالحروب التاريخية بين ألمانيا في جانب، وبريطانيا وفرنسا وأميركا، في الجانب الآخر. في الحرب العالمية الأولى، استنجد الأروبيون بالأميركيين، فأسرع هؤلاء، وساعدوهم في هزيمة الألمان (وحلفائهم النمساويين والأتراك). وفي الحرب العالمية الثانية، بسبب غزوات هتلر، استنجدوا مرة أخرى، فأسرع هؤلاء، وساعدوهم في هزيمة الألمان (وحلفائهم الإيطاليين واليابانيين).
لهذا، كان لا بد أن تمر فترة طويلة قبل أن تتحسن سمعة الألمان وسط الأميركيين. وساعد على ذلك سقوط حائط برلين وتوحيد ألمانيا.

* أول ألمان
في فلادلفيا، يوجد متحف ألماني صغير (في منزل قديم)، وفيه تاريخ هجرة الألمان إلى الدنيا الجديدة.
وفيه أنه، رغم أن في الولايات المتحدة خمسين مليون شخص تقريبا عندهم جذور ألمانية، وهم أكثر عددا وثراء وأهمية من أصحاب الجذور الأفريقية، والجذور اللاتينية، جاء الألمان متأخرين إلى الدنيا الجديدة.
جاءت أول سفينة ألمانية عام 1670، بعد قرنين تقريبا من سفر كريستوفر كولمبس (أول المهاجرين الإيطاليين والإسبان). وبعد قرن تقريبا من تأسيس مستعمرة جيمستاون، في ولاية فرجينيا (أول المهاجرين البريطانيين).
في المتحف، صورة السفينة الألمانية «هامبيرغ» التي، في القرن التاسع عشر، حملت عشرات الآلاف من الألمان. وفضل هؤلاء بنسلفانيا لأنها ذات مرتفعات، وخضراء، ويكسوها الجليد في الشتاء، ويطيب صيفها. تماما مثل المناطق التي جاء منها هؤلاء المهاجرون الأوائل.
وفي نفس المتحف ملصقات وشعارات قديمة، بعضها عن معاداة الأميركيين الألمان خلال الحرب العالمية الأولى:
أولا: «حاربوا نان»، إشارة إلى اشتراك الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا ضد ألمانيا. أصل كلمة «نان» هم الرعاة الآسيويين الذين وصلوا إلى أوروبا، ودمروا الإمبراطورية الرومانية.
ثانيا: خطاب الرئيس ثيودر روزفلت الذي انتقد فيه الألمان، وهاجم «الذين يضيفون صفة إثنية إلى صفتهم الأميركية (أميركي ألماني)».

* هنري مينكين
وفي بولتيمور، في مكان ليس بعيدا من مهرجان «شقراء نورمبيرغ»، يوجد منزل الألماني الأميركي هنري ميكنين. كان واحدا من أشهر الصحافيين الأميركيين خلال النصف الأول من القرن الماضي. صار منزله متحفا، ويزوره الناس، ويشاهدون كيف كان يعيش، مع معلومات عن آرائه.
تثير بعض آرائه نقاشا لأنه قال إنه تلميذ الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه (توفي عام 1900)، الذي تحول من المسيحية إلى العلمانية، ثم إلى الإلحاد، وهو صاحب كتب منها: «موت الله» و«إرادة القوة» و«أوبرمنغش» (سوبرمان) عن أن الإنسان يمكن أن تكون له قوة خارقة.
لم يتبنَ الصحافي مينكين أفكار نيشته الإلحادية فقط، بل، عندما وصل أدولف هتلر إلى حكم ألمانيا، دافع عنه. وانتقد تدخل الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية لإسقاطه. وانتقد الرئيس فرانكلين روزفلت لأنه قرر ذلك. وفي المنزل المتحف، صورة زوجته سارة هاردت. كانت عكسه تماما، من دون جذور ألمانية، وقوية الإيمان بالله. وهناك عبارة زوجها: «مثل بقية الكفار، أنا مصاب بمرض الإيمان بالخرافات. وفي لحظة خرافية، قررت أن أتزوج سارة».

* مارلين ديترتش
في فندق «صحاري» (الآن، يسمي فندق «إس إل إس)، في لاس فيغاس (ولاية نيفادا)، عاصمة اللهو والقمار في الولايات المتحدة، يوجد متحف صغير، ليس منزلا، ولكن غرفة، كانت تنزل فيها الممثلة الألمانية الأميركية مارلين ديترتش. كانت «مارلين مونرو» النصف الأول من القرن العشرين: جميلة، وشقراء، وصديقة المشاهير. وقضت سنوات في لاس فيغاس تقدم أغاني وتمثيليات.
وفي الغرفة المتحف، تركيز أكثر على تاريخها السينمائي، لأنها اشتهرت بالتمثيل في أفلام قديمة، مثل: «الرغبة» و«إكسبرس شنغهاي». ومثل الصحافي الألماني الأميركي مينيكين، أثارت ضجة خلال الحرب العالمية الثانية، ليس في أميركا، ولكن في ألمانيا. عكس الصحافي، هاجمت هتلر والنظام النازي، وتطوعت للترفية عن القوات الأميركية التي كانت تغزو ألمانيا، حتى وصلت إلى برلين. رغم أنها كانت تحمل الجنسية الأميركية، لم تتخلَ عن الجنسية الألمانية. وكتبت في وصيتها إنها تريد أن تدفن في برلين، بالقرب من قبر والدتها. وإذا لا يوجد لها متحف كبير في الولايات المتحدة، أسس الألمان متحفا عملاقا لها في برلين.

* سلكون فالي
في بداية العام الدراسي الحالي، في سلكون فالي (ولاية كاليفورنيا)، حضر سفير ألمانيا في الولايات المتحدة أول حصص مدرسة ألمانية (كل مقرراتها باللغة الألمانية). وهي واحدة من مدارس ألمانية صافية في ولاية كاليفورنيا. وخصوصا في هذا الوادي الذي تنتشر فيه شركات الكومبيوتر والإنترنت. وبالإضافة إلى زيادة مساهمة الألمان في هذا الوادي، تعتبر المدارس الألمانية رمزا لماضٍ قديم للأميركيين الألمان، وللغتهم، وثقافتهم.
وحسب تقرير في «سيلكون فالي نيوز»، كادت اللغة الألمانية أن تكون لغة الولايات المتحدة الرسمية، وذلك خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر. كان عدد المهاجرين الألمان تضاعف مرات ومرات. وزادت إسهاماتهم الحضارية، وكانت اللغة الألمانية تدرس في كثير من المدارس إلى جانب اللغة الإنجليزية.
لكن، بسبب الحرب العالمية الأولى، ودخول الأميركيين الحرب ضد ألمانيا وحلفائها، صدرت قرارات حكومية، ليس فقط بإبعاد الألمان عن المناصب الحكومية الكبيرة، ولكن، أيضا، بوقف دعم الحكومة للغة الألمانية. والتركيز على اللغة الإنجليزية (لغة البريطانيين الحلفاء في الحرب ضد الألمان).

* مشاهير ألمان
في متحف التراث الألماني الأميركي في واشنطن، قائمة بأسماء أشهر الأميركيين الألمان. ومنهم: إينشتاين، وفرويد، لاعب كرة بيسبول بيبي روث. وأيضا، في المجال العسكري: جون بيرشنغ (قاد القوات الأميركية في الحرب العالمية الأولى ضد ألمانيا)، دوايت آيزنهاور (قاد القوات الأميركية في الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا)، ونورمان شوارتزكوف (قاد القوات الأميركية التي حررت الكويت من احتلال العراق، عام 1991). ومن السياسيين: آيزنهاور الذي، بعد الانتصار في الحرب العالمية الثانية، صار رئيسا للولايات المتحدة. الرئيس هربرت هوفر. وهنري كيسنغر، وزير الخارجية في عهدي الرئيسين نيكسون وفورد.
ومن الصناعيين والاستثماريين: هاينز («كاتشاب» الهامبيرغر)، ووالت ديزني (الملاهي والأفلام سينمائية)، ويليام بوينغ (الطائرات المدنية والعسكرية)، جون روكفلر (النفط)، وليفي شتراوس (بنطلونات الجينز)، وشارلز غوث (بيبسي كولا)، وولتر كرايسلر (سيارات)، وبيل غيتز (كومبيوتر)، وجيمس كرافت (جبنة)، ودونالد ترامب (عقارات)، وكونراد هيلتون (فنادق)، وماركوس غولدمان (وول ستريت)، وستيف جاكوب (آبل للكومبيوتر)، وإريك شمدت (غوغل)، وأوش سلزبيرغر (نيويورك تايمز)، وأيوجين مايار (واشنطن بوست)
وفي مجال الفنون: الممثلات: ساندرا بلوك، ودوريس داي، وغريس كيلي، وميريل ستريب، والممثلون: بروس يوليز، جاك نيكلسون، وجوني وايزمولار (طرزان)، وليوناردو دي كابريو (تاينانيك)، والمغني جون دنفر، والمخرج ستيفن سبيلبيرغ.



مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر تعوّل على «سوق السفر العالمي» لتنشيط السياحة

الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)
الجناح المصري في «بورصة لندن للسياحة» حظي بتفاعل الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

تُعوّل مصر على اجتذاب مزيد من السائحين، عبر مشاركتها في فعاليات سياحية دولية، أحدثها «سوق السفر العالمي» (WTM)، التي افتتح خلالها وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، جناح بلاده المُشارك في الدورة الـ43 من المعرض السياحي الدولي، الذي تستمر فعالياته حتى 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بالعاصمة البريطانية لندن.

ووفق فتحي، فإن وزارته تركّز خلال مشاركتها بالمعرض هذا العام على إبراز الأنماط والمنتجات السياحية المتعدّدة الموجودة في مصر، واستعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر.

هدايا تذكارية بالجناح المصري (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق بيان وزارة السياحة والآثار، فإن «الجناح المصري المشارك شهد خلال اليوم الأول إقبالاً من الزوار الذين استمتعوا بالأنشطة التفاعلية الموجودة به، والأفلام التي تُبرز المقومات المختلفة والمتنوعة للمقصد السياحي المصري، كما شهد اليوم الأول عقد لقاءات مهنية مع ممثّلي شركات السياحة والمنشآت الفندقية المصرية».

وتشارك مصر هذا العام بجناح يضم 80 مشاركاً، من بينهم 38 شركة سياحة، و38 فندقاً، بالإضافة إلى شركتَي طيران، هما: شركة «Air Cairo»، وشركة «Nesma»، إلى جانب مشاركة محافظتَي البحر الأحمر وجنوب سيناء، وجمعية «الحفاظ على السياحة الثقافية».

وصُمّم الجناح من الخارج على شكل واجهة معبد فرعوني، مع شعار على هيئة علامة «عنخ» (مفتاح الحياة)، في حين صُمّم الجناح من الداخل على شكل صالات صغيرة للاستقبال، بدلاً من المكاتب (Desks).

وتمت الاستعانة بمتخصصين داخل الجناح المصري؛ لكتابة أسماء زائري الجناح المصري باللغة الهيروغليفية على ورق البردي، وبشكل مجاني خلال أيام المعرض، بجانب عازفة للهارب تعزف المقطوعات الموسيقية ذات الطابع الفرعوني.

جانب من الإقبال على جناح مصر في «بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويُعدّ «سوق السفر العالمي» معرضاً مهنياً، يحظى بحضور كبار منظّمي الرحلات، ووكلاء السياحة والسفر، وشركات الطيران، والمتخصصين في السياحة من مختلف دول العالم.

واقترح فتحي خلال لقائه بوزيرة السياحة اليونانية إمكانية «الترويج والتسويق السياحي المشترك لمنتج السياحة الثقافية في البلدين بعدد من الدول والأسواق السياحية، لا سيما أن مصر واليونان لديهما تكامل سياحي في هذا الشأن». على حد تعبيره.

واستعرض الوزير المصري المقومات السياحية المتعددة التي تتمتع بها بلاده، كما تحدث عن المتحف المصري الكبير، وما سيقدمه للزائرين من تجربة سياحية متميزة، لا سيما بعد التشغيل التجريبي لقاعات العرض الرئيسية الذي شهده المتحف مؤخراً.

فتحي خلال تفقّده للجناح المصري بـ«بورصة لندن» (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وتوقّع الوزير المصري أن تشهد بلاده زيادة في أعداد السائحين حتى نهاية العام الحالي بنسبة 5 في المائة عن العام الماضي، خلال مؤتمر صحافي عقده في المعرض، وأشار إلى أهمية السوق البريطانية بالنسبة للسياحة المصرية، حيث تُعدّ أحد أهم الأسواق السياحية الرئيسية المستهدفة، لافتاً إلى ما تشهده الحركة السياحية الوافدة منها من تزايد، حيث يصل إلى مصر أسبوعياً 77 رحلة طيران من مختلف المدن بالمملكة المتحدة.

وأكّد على أن «مصر دولة كبيرة وقوية، وتدعم السلام، وتحرص على حماية حدودها، والحفاظ على زائريها، وجعْلهم آمنين، حيث تضع أمن وسلامة السائحين والمواطنين في المقام الأول، كما أنها بعيدة عن الأحداث الجيوسياسية»، لافتاً إلى أن هناك تنوعاً في جنسيات السائحين الوافدين إلى مصر من الأسواق السياحية المختلفة، حيث زارها خلال العام الحالي سائحو أكثر من 174 دولة حول العالم.

الجناح المصري في «بورصة لندن» للسياحة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأعرب فتحي عن تفاؤله بمستقبل الساحل الشمالي المصري على البحر المتوسط، وما يتمتع به من مقومات سياحية متميزة، خصوصاً مدينة العلمين الجديدة، ومشروع رأس الحكمة بصفته أحد المشروعات الاستثمارية الكبرى التي تشهدها منطقة الساحل الشمالي، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن يجذب هذا المشروع أكثر من 150 مليار دولار استثمارات جديدة، ويساهم في إضافة ما يقرب من 130 ألف غرفة فندقية.