خاض فريق ليفربول الإنجليزي نصف ساعة تحت الضغط بعدما وجد نفسه متخلفاً على ملعبه بهدف أمام إنتر الإيطالي، لكن ذلك لم يمنعه من بلوغ ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وذلك لفوزه ذهاباً 2 - صفر، في حين انتقم بايرن ميونيخ الألماني وهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي من منافسه سالزبورغ النمساوي بدك شباكه بسباعية (7 - 1) ليصل دور الثمانية.
على ملعب «أنفيلد»، مني ليفربول بخسارة نادرة على أرضه أمام إنتر بهدف سجله المهاجم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز في الدقيقة 61، وبعد 3 دقائق فقط من الهدف وبينما كان الفريق الإيطالي يضغط وبإمكانه تحقيق المفاجأة، تلقى مهاجمه التشيلي أليكسيس سانشيز البطاقة الصفراء الثانية له في المباراة ليطرد وتتعقد مهمة فريقه.
وحصل سانشيز على الإنذار الثاني بسبب مخالفة ضد البرازيلي فابينيو لاعب ليفربول، وكان القرار قاسياً بحق المهاجم التشيلسي، الذي أظهرت صور الإعادة أنه نجح في اقتناص الكرة لكن قدمه اصطدمت باللاعب البرازيلي في أثناء سقوطه واعترض الجهاز الفني لإنتر في غضب. وقتل الطرد حماس لاعبي إنتر الذي ضعفت قدارته الهجومية. وقال سيموني إنزاغي مدرب إنتر: «هدف لاوتارو أصاب ليفربول بالذعر، لكن طرد سانشيز كان بمثابة ضربة لطموحنا في آخر نصف ساعة من اللعب». وأضاف: «الفوز على ملعب أنفيلد شيء جميل، لكنه لم يفد في التأهل».
وبعد الخسارة 2 - صفر باستاد سان سيرو، جاء فريق المدرب إنزاغي إلى أنفيلد وهو يدرك أنه بحاجة للعثور على المزيج المثالي بين الصلابة الدفاعية والحسم الهجومي وبدأ المباراة بثقة، وتحرك لاعبوه في ذكاء بينما واجه ليفربول صعوبات في اللعب بإيقاعه المعتاد.
والخسارة هي الأولى لليفربول على أرضه في مختلف المسابقات بعدما حافظ على سجله خالياً منها على مدى 28 مباراة في مختلف المسابقات، علماً بأن الأخيرة تعود إلى 8 مارس (آذار) 2021 عندما سقط أمام فولهام في الدوري الإنجليزي.
وعاد إلى صفوف ليفربول لاعب وسطه الإسباني الدولي تياغو ألكانتارا الذي كان تعرض للإصابة خلال فترة الإحماء التي سبقت خوض فريقه نهائي كأس الرابطة الإنجليزية ضد تشيلسي في 27 فبراير (شباط) الماضي.
مارتينيز يحتفل بتسجيل هدف فوز الإنتر بمرمى ليفربول (أ.ب)
في المقابل، كانت المفاجأة في صفوف إنتر، قرار إنزاغي عدم إشراك مهاجمه المخضرم البوسني أدين دزيكو أساسياً مفضلاً عليه التشيلي سانشيز ليلعب إلى جانب مارتينيز. كما حرم إنزاغي من الاعتماد على لاعب وسطه المؤثر نيكولو باريلا للإيقاف.
ودخل ليفربول المباراة من دون أن يخسر في مبارياته الـ12 الأخيرة في مختلف المسابقات كما أنه فاز في مبارياته السبع حتى الآن في دوري الأبطال وسجل 19 هدفاً بينها 8 أهداف لنجمه المصري محمد صلاح.
وقال صلاح بعد التأهل: «فريق (إنتر) من الصعب اللعب أمامه. حتى في مباراة الذهاب كان جيداً... في الإياب، عانينا قليلاً في البداية ولكننا حافظنا على الكرة بشكل أفضل في الشوط الثاني وأهدرنا فرصاً عديدة. ومع إشهار البطاقة الحمراء لسانشيز تراجع المنافس».
وأكد المهاجم المصري: «الأهم كان التأهل، على أمل أن تكون المباراة القادمة أفضل»، وعن الفرص التي أهدرها وإصابته للقائم مرتين قال: «ربما في المباراة القادمة سأسجل ثلاثية».
من جهته، خاض السنغالي ساديو ماني مباراته رقم 50 في دوري الأبطال ليصبح بالتالي سادس لاعب من ليفربول يبلغ هذا الحاجز في المسابقة القارية بتسميتها الجديدة منذ موسم 1992 - 93.
وعقب اللقاء ظهر ارتياح الألماني يورغن كلوب مدرب ليفربول بالإفلات من عقبة الإنتر بورقة التأهل، مؤكداً أن فريقه استحق التأهل رغم الهزيمة. وأعرب المدرب الألماني عن انزعاجه من الطريقة «الهزلية» التي أنهى بها فريقه الهجمات. وسدد جويل ماتيب برأسه في العارضة كما سدد صلاح مرتين في القائم، وأضاع البديل الكولومبي لويس دياز فرصة وهو أمام المرمى بالوقت المحتسب بدل الضائع.
وقال كلوب: «الأمر ليس وكأنني أحلق فوق القمر... أنا سعيد حقاً لأننا تأهلنا، لأننا عندما رأينا القرعة قلنا - حسناً، هذه مباراة صعبة - لكننا تأهلنا على مدى مباراتين وأعتقد أننا نستحق ذلك.
لو نجحنا في استغلال الفرص التي أتيحت لنا من الركلات الثابتة والمواقف الأخرى لكانت الأمور ستكون أفضل، الطريقة التي أهدرنا بها الفرص هزلية بعض الشيء، كان بإمكاننا الفوز، لكن الشيء الوحيد الذي أهتم به هو أننا تأهلنا عن استحقاق».
وفي المباراة الثانية على ملعب «أليانز أرينا» انتفض بايرن ميونيخ الألماني الذي كان يمر بفترة انعدام وزن وهدافه البولندي روبرت ليفاندوفسكي الصائم عن التهديف في آخر 3 مباريات له، بأفضل طريقة ممكنة من خلال دك شباك سالزبورغ النمساوي بسباعية (7 - 1) ليبلغ الدور ربع النهائي عن جدارة.
وكان الفريق البافاري خرج بتعادل صعب 1 - 1 ذهاباً، في مباراة حافظ خلالها بايرن على سجله خالياً من الخسارة خارج عقر داره في المسابقة القارية الأم للمباراة الـ22 توالياً.
وسجل ليفاندوفسكي «أسرع هاتريك» منذ بداية المباراة في تاريخ دوري الأبطال لأنه احتاج إلى 23 دقيقة فقط ليمنح التقدم 3 - صفر للبايرن بينها هدفان من ركلتي جزاء رافعا رصيده إلى 12 هدفاً في المسابقة العريقة هذا الموسم منتزعاً صدارة ترتيب الهدافين من مهاجم أياكس أمستردام العاجي سيباستيان هالر (11 هدفا). وحسم عملاق بافاريا مقعده في ربع النهائي بعد شوط أوّل باتجاه واحد، وتحديداً بعد 31 دقيقة من صافرة البداية بفضل «هاتريك» ليفاندوفسكي في الدقائق 12 و21 و23، وسيرج غنابري بالدقيقة 31 الذي قرر مدربه يوليان ناغلسمان إراحته بين الشوطين من بين عدة تبديلات.
وأضاف بايرن ثلاثة أهداف في الشوط الثاني، عبر توماس مولر هدفين في الدقيقتين (54 و84) ولوروا ساني بالدقيقة (86)، فيما سجل سالزبورغ هدفاً شرفياً عبر البديل الدنماركي مورتس كيارغارد في الدقيقة 70.
وشهد اللقاء عودة الدولي مانويل نوير لحراسة عرين النادي البافاري بعد غياب دام لمدة شهر إثر تعافيه من جراحة بالركبة، وكان دعماً لخط دفاع عانى في الأسابيع الأخيرة، في حين استمر غياب الكندي ألفونسو ديفيس وليون غوريتسكا للإصابة، على غرار الفرنسي كورنتان توليسو مقابل عودة مواطنه لوكاس هرنانديز إلى التشكيلة الأساسية.
وقال نوير الذي استعاد شارة القيادة من زميله مولر: «أرسلنا رسالة، مع علامة تعجب. لقد بدأنا بشكل رائع مع ركلة الجزاء ودخلنا جيداً في أجواء اللقاء. نحن سعداء جداً مما قدمناه هذه الأمسية، وبالتأكيد يتركنا ذلك نأمل في أن نتابع على المنوال ذاته».
وعقب اللقاء أعرب جوليان ناغلسمان مدرب البايرن عن أمله في تجديد عقود ليفاندوفسكي ومولر التي من المفترض أن تنتهي العام المقبل، بعدما استعرض اللاعبان مجدداً قيمتهما في الفريق البافاري. وقضى مولر (32 عاماً) كامل مسيرته الاحترافية مع بايرن بينما انضم ليفاندوفسكي (33 عاماً) إلى الفريق عام 2014 قادماً من بوروسيا دورتموند وقد حقق عدة أرقام قياسية عبر أهدافه خلال هذه الفترة.
وقال ناغلسمان: «لا دهشة في أن أرغب في الاحتفاظ بهما في الفريق لفترة طويلة، أنهما يتمتعان بمستويات جيدة، وإحصائياتهما مذهلة. كذلك تربطني بهما علاقة جيدة وهما يناسبان أفكاري». وتابع: «أتمنى الاستمرار معهما، وأن يكون لهما أفكاري نفسها».
ولم يرغب مولر في التحدث بشأن الأمور التعاقدية، وصرح قائلاً: «لا أعرف ما يحدث مع الآخرين. ولن أقول ما يحدث معي».
ويعد ليفاندوفسكي ومولر عنصرين حاسمين في المواجهات المقبلة بالموسم في الوقت الذي يتطلع فيه بايرن إلى التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة السابعة وتعزيز رقمه القياسي بإحراز لقب الدوري الألماني للموسم العاشر على التوالي.