أول معرض كتاب مصري في «مول تجاري»

بالشراكة بين الحكومة ومجتمع الأعمال

وزيرة الثقافة أشادت بتنوع الإصدارات والعناوين المشاركة (وزارة الثقافة المصرية)
وزيرة الثقافة أشادت بتنوع الإصدارات والعناوين المشاركة (وزارة الثقافة المصرية)
TT

أول معرض كتاب مصري في «مول تجاري»

وزيرة الثقافة أشادت بتنوع الإصدارات والعناوين المشاركة (وزارة الثقافة المصرية)
وزيرة الثقافة أشادت بتنوع الإصدارات والعناوين المشاركة (وزارة الثقافة المصرية)

في سابقة تعد الأولى من نوعها، دشنت وزارة الثقافة المصرية أول معرض للكتاب في «مول» تجاري، حيث افتتحت وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، أمس معرض «داندي مول الأول للكتاب» الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي بالتعاون مع «مؤسسة داندي ميجا مول»، وذلك بمركزها التجاري بطريق (القاهرة – الإسكندرية) الصحراوي، (غرب القاهرة)،

واعتبرت وزيرة الثقافة المعرض بمثابة «نقلة نوعية» في مسار إقامة معارض الكتاب، مؤكدة على وعي الأسرة المصرية بقيمة هذا التوجه الذي من المخطط تكراره بأنشطة ثقافية وفنية متنوعة.
وقالت، إن «الوزارة تستهدف نشر القراءة وتقديم الخدمة الثقافية للمجتمع بمختلف شرائحه بعيداً عن نمطية الأماكن المتخصصة»، موضحة أن «الفكرة المبتكرة تعكس أهمية التشجيع على القراءة وزيادة الحصيلة المعرفية للمواطن بما يُساهم في تنمية الوعي والإدراك ويُعزز شراكة الدولة مع مؤسسات المجتمع المدني لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
وأشادت عبد الدايم بتنوع الإصدارات والعناوين المشاركة، موجهة الشكر للمسؤولين بمؤسسة «داندي مول» على استجابتهم الفورية لفكرة إقامة المعرض، وإيمانهم وحرصهم على نشر قيم القراءة واستهداف التنوير
ووفق رئيس هيئة الكتاب، فإن العناوين المعروضة تشمل إصدارات «مبادرة ثقافتك كتابك» التي تضم مئات العناوين من دور النشر وقطاعات الوزارة ولا يتجاوز سعر الكتاب فيها 20 جنيهاً، لحث المواطنين ورواد المعرض على اقتناء الكتب تشجيعاً للقراءة والمعرفة إلى جانب الأنشطة المقدمة للطفل، وغيرها من الفعاليات الفنية.

ويستمر المعرض حتى 19 مارس (آذار) الحالي، بمشاركة 20 دار نشر وقطاعات وزارة الثقافة، مثل هيئة قصور الثقافة، ودار الكتب والوثائق القومية، كما تشارك مؤسسة دار المعارف، كما يقام على هامش المعرض أنشطة للطفل، واحتفالات فنية متنوعة، ويتضمن برنامج الطفل المصاحب العديد من الأنشطة المتميزة.
كما تقدم وزارة الثقافة ضمن فعاليات المعرض عدداً من العروض الفنية واللقاءات الفكرية منها فقرات السيرك القومي يقدمها البيت الفني للفنون الشعبية، وعرض الليلة الكبيرة (عرائس) يقدمها البيت الفني للمسرح. كما يقام حفل المنشد الكبير علي الهلباوي، وعروض فنية لفرقة النيل للآلات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، وحفل توقيع كتاب «بالختم الكيني» للكاتبة شيرين هلال بمشاركة الدكتور حسن يوسف، ويدير الندوة الإعلامي خالد منصور. كما يقام عرض فرقة التنورة التراثية، بالإضافة إلى لقاء مفتوح مع الكاتب الصحافي محمد الباز مع حفل توقيع لكتاب «المضللون» الذي يسرد العديد من مخاطر الأفكار الهدامة للجماعات الإرهابية، وغيرها من الأنشطة.
وشهد شهر فبراير (شباط) الماضي، ختام الدورة الـ53 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي شهدت حضور أكثر من مليون شخص. وفي بداية الشهر الحالي، افتتحت عبد الدايم معرض قنا للكتاب على هامش احتفال المحافظة بعيدها القومي، بجانب الاحتفال ببدء الدورة الثانية من مهرجان دندرة للموسيقى والغناء.



مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
TT

مصباح مملوكي يكسر الأرقام القياسية ويحقق أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني بالمزاد

«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)
«مصباح صرغتمش» الأغلى سعراً على الإطلاق (بونامز)

لمصابيح المساجد المصنوعة في العهد المملوكي مكانة رفيعة في الفن الإسلامي؛ ولذلك تحرص المتاحف المتخصصة في الفنون الشرقية على وجود قطعة أو أكثر منها وبالنسبة إلى جامعي القطع الفنية؛ فالعثور على مصباح يعود لتلك الفترة وبحالة جيدة فذلك أمر شبه نادر الحدوث، ويضيف إلى القيمة العالية لتلك المصابيح نسبها والتاريخ المعروف عن توارثها. ولعل ذلك ما وجده المزايدون في مزاد «دار بونامز» (الثلاثاء 12 نوفمبر/تشرين الثاني) في مصباح عرضته الدار يعرف باسم «مصباح الأمير صرغتمش» من مصر، وتسبب في مزايدة تنافسية حامية بصالة المزاد وعبر الهواتف رفعت من سعر المصباح من السعر المقدر له الذي تراوح ما بين 600 ألف ومليون جنيه إسترليني ليختتم المزاد على رقم لم يسبقه مثيل تجاوز الـ5 ملايين جنيه إسترليني.

زخارف وكتابات بالمينا على الزجاج (بونامز)

يعود تاريخ المصباح إلى القرن الرابع عشر، وهو أحد أندر وأهم الأمثلة على الزجاج الإسلامي الذي عُرض في مزاد؛ ما يجعله للآن أغلى قطعة زجاجية بِيعت في مزاد على الإطلاق. وقد عُرِض المصباح من قِبل أحد أحفاد أول رئيس وزراء لمصر، نوبار باشا، بعد أن كان في العائلة لأكثر من قرن من الزمان. وقد عدَّته العائلة قطعة زخرفية - فقد اُسْتُخْدِم مزهريةً للزهور المجففة، بحسب بيان الدار.

من جانبه، عبَّر نيما ساغارتشي، رئيس قسم الفن الإسلامي والشرق الأوسط بـ«دار بونامز» بعد المزاد عن سعادته بهذه النتيجة، مضيفاً أن «مصباح صرغتمش» هو عمل فني وحِرفي رائع. هذا المصباح ليس نادراً للغاية فحسب، بل إنه يتمتع بتاريخ عرض مثير للإعجاب وواسع، حيث عُرِض في بعض أهم متاحف باريس. وبحسب ساغارتشي، فلم تشهد السوق الفنية سوى ثلاثة مصابيح من ذلك العصر خلال القرن الحالي، ويرجع ذلك إلى سبب أن أغلب المصابيح المماثلة تقبع في المتاحف العالمية، ويضم متحف الفن الإسلامي في القاهرة عدداً كبيراً منها.

المصباح يعود في تاريخ ملكيته إلى دبلوماسي فرنسي يُدْعَى تشارلز شيفر الذي عُيّن مترجماً في وزارة الخارجية الفرنسية في 1843 وحتى 1857، وتنقل في أماكن مختلفة في أرجاء الإمبراطورية العثمانية، وفي مصر، ويعتقد أنه ابتاع المصباح في تلك الفترة، وأخذه معه إلى باريس. بعد ذلك وفي عام 1906 انتقل المصباح لمجموعة بوغوص باشا، وهو ابن أول رئيس وزراء في مصر نوبار باشا (1825 - 1899)، وظل المصباح مع العائلة منذ ذلك الوقت.

جماليات تعكس صناعة وحِرفة باهرة (بونامز)

تميز المصباح بحالة ممتازة وبالكتابات الملونة على الجزء العلوي منه، حيث كُتبت الآية الكريمة «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ» من سورة النور، وكُتب على المصباح أيضاً اسم الأمير صرغتمش وشعاره واسم السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وكان معلّقاً في مدرسة صرغتمش في حي السيدة زينب بالقاهرة التي أُسّست في عام 757هـ/ 1356م.

وتعدّ مصابيح المساجد من أكثر الأمثلة على الأواني الزجاجية التي تعود إلى العصور الوسطى براعة من الناحية الفنية في أي مكان في العالم. كانت تقنية التذهيب والطلاء بالمينا في الوقت نفسه فريدة في نوعها تقريباً في بلاط المماليك، حيث أُنْتِجت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر للزينة وتوفير الإضاءة في المساجد.