50 ألف اعتراض على قانون يمنع لمّ شمل العائلات الفلسطينية

أمام مقر الكنيست يونيو 2021 ضد قانون الجنسية الإسرائيلي الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية (أ.ف.ب)
أمام مقر الكنيست يونيو 2021 ضد قانون الجنسية الإسرائيلي الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية (أ.ف.ب)
TT
20

50 ألف اعتراض على قانون يمنع لمّ شمل العائلات الفلسطينية

أمام مقر الكنيست يونيو 2021 ضد قانون الجنسية الإسرائيلي الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية (أ.ف.ب)
أمام مقر الكنيست يونيو 2021 ضد قانون الجنسية الإسرائيلي الذي يمنع لم شمل العائلات الفلسطينية (أ.ف.ب)

لجأ حزب ميرتس اليساري الشريك في الائتلاف الحكومي، إلى أسلوب المعارضة، فقدم 50 ألف اعتراض على قانون يمنع لم شمل ألوف العائلات الفلسطينية. وانضمت إليه القائمة العربية الموحدة بقيادة الحركة الإسلامية، معتبرين إياه «قانوناً عنصرياً لا يحتمل». وذلك، بعد اليأس من إيجاد حل يرضي كل الأطراف وإصرار اليمين في الحكومة الإسرائيلية، على تمرير القانون.
وشهدت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، الثلاثاء، جلسة صاخبة شابها التوتر طيلة ساعات خلال التداول في تفاصيل بنود القانون. وقال نواب ميرتس، إنه «قانون عنصري مخزٍ، يجعل كل إنسان مستقيم يخجل من وجوده في كتب القوانين الإسرائيلية».
وقال النائب وليد طه، من الحركة الإسلامية، إنه «قانون مرعب لا يمكن التعايش معه». ورفض طه طرح الموضوع كقضية أمنية، وقال: نواجه قانوناً ينال من أطفال لأنهم فلسطينيون. إسرائيل تبدي اليوم اهتماماً بأهل أوكرانيا بدعوى حقوق الإنسان، بينما هي تمارس كل أنواع القهر على الأطفال الفلسطينيين، فقط لأنهم فلسطينيون. وتابع، أنه قانون لا يعطي أي اعتبار للإنسان، فالأفكار الأساسية فيه، مبنية على مبدأ غير إنساني، وهو التدخل في قرار من يحب البشر ومن يتزوجون، مشدداً على أنه «لا يوجد مثيل لهذا القانون في أي دولة في العالم».
وأثنى على هذا الموقف، النائب أحمد الطيبي، رئيس الكتلة البرلمانية للقائمة المشتركة للأحزاب العربية المعارضة. وقال إنه يوافق على كل ما وصف به نواب ميرتس والموحدة، هذا القانون الخطير. وأضاف: «الفرق بيننا، أننا نقول ونفعل. نحن نسعى لإسقاط هذا القانون الهمجي. فإذا كنتم جادين في الموقف فصوتوا معنا ضد القانون». وهاجم ممثل الليكود، ميريت والموحدة، واتهمهم بالاستخفاف بحياة المواطنين اليهود، بقوله: «هذا القانون جاء ليمنع قتل اليهود الأبرياء. فقد ثبت أن غالبية العمليات ضد إسرائيل ينفذها فلسطينيون انحدروا من عائلات حظيت بجمع شمل»، بحسب ادعائه.
المعروف أن الكنيست صادق على قانون منع لم الشمل في الشهر الماضي، والذي ينص على تقييد شديد لمنع تصاريح لم الشمل. وبصيغته الجديدة، التي اتفق عليها نواب اليمين من الحكومة والمعارضة على السواء، ستعاني ألوف العائلات الفلسطينية، ذات التركيبة المختلطة من مواطنين عرب في إسرائيل (فلسطينيي 48)، ومن فلسطينيين أو عرب آخرين (من الأردن ومصر والمغرب وغيرها)، فهي عائلات ممزقة اليوم بسبب السياسة الإسرائيلية، ولا يستطيع الأب لقاء أطفاله وزوجته لعدة سنوات، ولا يستطيع ألوف الفلسطينيين ممن حصلوا على تصاريح مؤقتة، من التنقل والعمل أو تلقي خدمات صحية وغيرها.
وتصر وزيرة الداخلية، إييلت شاكيد، ومعها رئيس حزبها «يمينا» رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، وحزب «أمل جديد» برئاسة وزير القضاء، غدعون ساعر، على تمرير القانون في القراءتين الثانية والثالثة، حتى يصبح ذا فاعلية. ويحرج الأمر نواب الأحزاب الليبرالية واليسارية والحركة الإسلامية، الذين يعتبرونه قانوناً عنصرياً.
ويوم أمس، أعلن عضو الكنيست وليد طه، أن حزبه (أربعة نواب القائمة الموحدة)، سيصوت ضد تمديد سريان القانون، ووصفه بـ«القانون العنصري وغير الديمقراطي». وأعلن الانضمام إلى اعتراضات حزب ميرتس على القانون، وطلب أن يتكلم مندوب عن حزبه ليعلق بنصف دقيقة على 50 ألف اعتراض على القانون، ما يعني أنه سيقف على منصة الكنيست طيلة 17 يوماً متواصلة. وكانت ميرتس قد طلبت أن يتكلم نواب الكتلة 3 دقائق عن كل اعتراض، ما مجموعه 104 أيام. وأكد الحزبان أنهما يضطران إلى اتباع أساليب «المعارضة»، لأن أحزاب اليمين في الائتلاف الحكومي لا تحترم الشراكة معهما.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.