كيري يتهم نتنياهو بإدارة حرب هستيرية ضد الاتفاق النووي مع إيران

قال سيكون هناك اتفاق إلى الأبد و«لن نخيب أمل إسرائيل»

كيري يتهم نتنياهو بإدارة حرب هستيرية ضد الاتفاق النووي مع إيران
TT

كيري يتهم نتنياهو بإدارة حرب هستيرية ضد الاتفاق النووي مع إيران

كيري يتهم نتنياهو بإدارة حرب هستيرية ضد الاتفاق النووي مع إيران

اتهم وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإدارة حرب هستيرية ضد الاتفاق مع إيران. وأعلن أن الاتفاق المنوي توقيعه بين إيران والدول الست الكبرى، سوف يحمي إسرائيل. وقد رد نتنياهو على ذلك قائلا: إن الاتفاق أسوأ من سيئ، ويشكل خطرا ملموسا على إسرائيل.
وقد أدلى كيري بتصريحاته هذه للقناة العاشرة للتلفزيون الإسرائيلي التجاري، وسيتم بثها مساء اليوم الاثنين. لكن مقاطع منها سربت إلى وسائل الإعلام، أمس. وقال كيري بأنه يتفهم المشاعر الإسرائيلية إزاء اتفاق الإطار مع إيران والمسائل والشكوك التي أثارها، لكنه يرفض الادعاء بأن الولايات المتحدة «خيبت أمل» إسرائيل. وقال: «لن نخيب أمل إسرائيل أبدا». وأوضح: «سيكون لدينا مفتشون هناك (في إيران) كل يوم. هذا اتفاق ليس لعشر سنوات وإنما إلى الأبد. وسيتحتم إجراء فحوصات، لكن يوجد هنا الكثير من الهستيريا. يجب على الناس أن ينظروا حقا إلى الحقائق، وإلى المعلومات الكامنة وراء هذه الحقائق. نحن نطلب من الناس قياس الاتفاق بحذر وانتظار توقيع الاتفاق قبل الحكم عليه».
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأميركية، أن «الولايات المتحدة لن توقع على اتفاق لا يمنع إيران من الحصول على قنبلة نووية، ولا يضمن إمكانية معرفة ما الذي تفعله إيران ومنعها من الحصول على سلاح نووي». وتابع: «عندما بدأنا المفاوضات، فإن ما نسميه تحقيق اختراق نحو الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة واحدة، كان يتراوح بين فترة شهرين أو ثلاثة، لكننا قمنا بتمديد الفترة، ومع هذه الصفقة، وعلى مدى السنوات العشر الأولى، ستصل هذه الفترة إلى سنة. وأنا أسأل سؤالا بسيطا: هل ستكون إسرائيل آمنة أكثر مع شهرين أو مع سنة؟».
وقال كيري بأن الاتفاق سيقلص مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 98 في المائة، من 12 طنا إلى 300 كغم فقط، خلال عشر سنوات. وأضاف: «أقول لكل إسرائيل، إننا نملك القدرة على وقفهم (الإيرانيين) إذا قرروا التحرك بسرعة نحو إنتاج القنبلة، وأنا أعد أننا سنملك في المستقبل القدرة على معرفة ما الذي يفعلونه كي نتمكن من وقفهم إذا قرروا التوجه نحو القنبلة. نحن لا نتنازل عن أي خيار نملكه اليوم، لدينا خيارات المقاطعة والعملية العسكرية ولا نفقد أي خيار منها».
وانتقد كيري سياسة إيران في الشرق الأوسط، ودعمها لحزب الله اللبناني وغيره من التنظيمات المسلحة. وقال: «ليست لدينا أي أوهام بشأن سبب تواجد حزب الله هناك ودعم إيران له. علينا إخراج الحرس الثوري من سوريا، وعلينا إنهاء الدعم الإيراني لمثل هذا النشاط الإرهابي، وسنعمل مع دول الخليج على تعزيز الترتيبات الأمنية التي نعمل عليها، وسنعمل بشكل مطلق ضد هذا النوع من السلوك». ورد كيري على طلب نتنياهو ربط الاتفاق مع إيران وتخفيف العقوبات، بتوقف طهران عن الإرهاب، فأوضح أن الولايات المتحدة قررت بأن الأولوية بالنسبة لها هي معالجة النووي الإيراني. وقال: إن هذا لا يلغي الالتزام الأميركي بمعالجة النشاطات الإيرانية الأخرى: «لكنني أفضل عمل ذلك في وقت لا تملك فيه إيران السلاح النووي وليس حين تملكه. ولهذا فإننا نصر على ضمان عدم حصولها على السلاح النووي وهذه بداية جيدة».
وتطرق كيري إلى الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، في ضوء تصريحات نتنياهو قبل الانتخابات، وقوله: إن الدولة الفلسطينية لن تقوم في حال انتخابه. وأعرب عن أمله بأن يلتزم نتنياهو بحل الدولتين، وقال: «إنه يقول بأنه يلتزم بذلك، وهذا هو الوقت لاختبار ما الذي سيفعله هو، وما الذي سنفعله معا، وما الذي سيفعله الفلسطينيون. آمل أن يتبنى نتنياهو توجها يظهر للعالم فورا بأن ما يقوله هو السياسة التي تنفذ يوميا». وحول الأبعاد المتوقعة لاحتمال عدم استئناف المفاوضات السلمية، قال كيري: «الصعوبة هي أننا إذا لم نفعل ذلك، فإن ما نقلق منه هو أن هناك أمورا تغلي في أجزاء مختلفة في العالم وتركز على إسرائيل – بسبب المستوطنات وأمور أخرى - ولا نملك إمكانية منعها. إنها تحدث ببساطة. ولأن إسرائيل تهمنا، ولأننا نريد لإسرائيل أن تملك حرية الانخراط في التجارة والاقتصاد ومنظومة العلاقات الطبيعية، فإننا نريد عمل كل ما يلزم لتغيير الدينامية الحالية».



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.