الهلال والاتحاد... صراع يرسم ملامح اللقب

الهلال والاتحاد وجهاً لوجه على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض مساء اليوم (الشرق الأوسط)
الهلال والاتحاد وجهاً لوجه على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض مساء اليوم (الشرق الأوسط)
TT

الهلال والاتحاد... صراع يرسم ملامح اللقب

الهلال والاتحاد وجهاً لوجه على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض مساء اليوم (الشرق الأوسط)
الهلال والاتحاد وجهاً لوجه على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الرياض مساء اليوم (الشرق الأوسط)

في مباراة طال انتظارها كثيراً، يلتقي الهلال بضيفه الاتحاد في مواجهة مؤجلة من منافسات الجولة الثانية عشرة من الدوري السعودي للمحترفين والتي سترسم معها ملامح رحلة الصراع على لقب النسخة الحالية منه.
ويحتضن ملعب الأمير فيصل بن فهد "الملز" في الرياض المواجهة الجماهيرية المرتقبة، وسط إقبال كبير على شراء تذاكرها التي نفذت بعد دقائق قليلة من طرحها.
وتحمل المباراة في طياتها أهمية كبيرة للفريقين، حيث أن فوز الهلال سيمنحه جرعة ثقة إضافية ويقربه من صدارة الترتيب، خصوصاً في حال تمكنه من الفوز في مباراتيه المؤجلتين أمام الفيحاء والاتفاق، بينما فوز الاتحاد سيضعه على بُعد خطوات من التتويج باللقب الذي حققه للمرة الأخيرة عام 2009.
ويعود الفريقان للتنافس مجدداً بعد فترات من غياب الاتحاد عن ساحة المنافسة على اللقب وتراجع مستوياته، إلا أنه بات يحضر في المقدمة منذ الموسم الماضي الذي حل فيه ثالث الترتيب قبل أن يكشر عن أنيابه هذا الموسم، وبات مرشحاً قوياً لبطولة الدوري.
الاتحاد المتصدر بفارق ثمانية نقاط عن أقرب منافسيه أمامه أهم مواجهتين في مشواره هذا الموسم، حيث أن الأولى ضد الهلال والثانية مع الشباب خلال الجولة المقبلة، في حين يدرك الهلال أن تعثره في هذه المباراة سيقلل من فرصته بالحفاظ على لقبه الذي حققه الموسم الماضي.
ويتصدر الاتحاد لائحة الترتيب برصيد 54 نقطة مع امتلاكه فرصة زيادة الفارق النقطي بينه وبين وصيفه الشباب إلى 11 نقطة في حال انتصاره هذا المساء.
ويبتعد الهلال عن الاتحاد بفارق أربعة عشر نقطة مع امتلاكه ثلاث مباريات مؤجلة منها مواجهة اليوم، مما يعني قدرته على المنافسة واللحاق بالاتحاد، خاصة وأن مواجهة الدور الثاني لم تجمعهما بعد.
ويعيش الهلال فترة فنية مثالية بعد رحيل البرتغالي ليوناردو جارديم وحضور الأرجنتيني رامون دياز والذي تمكن من قيادة الفريق لسلسلة انتصارات في مواجهات قوية بدءا بمباراة الشباب التي كسبها بخماسية نظيفة ثم تجاوز النصر في ربع نهائي كأس الملك وبعده الحزم قبل أن ينجح بتجاوز النصر مجدداً برباعية نظيفة.
ويتطلع دياز لقيادة الهلال للفوز على الفريق الذي سبق أن تولى دفة القيادة الفنية فيه خلال فترة سابقة، حيث يتطلع لإيقاف سلسلة انتصاراته وإعادة آمال الأزرق بالمنافسة على لقب الدوري مجدداً.
الهلال الذي نجح بتحقيق لقب الدوري لمرتين على التوالي يسعى حالياً رغم صعوبة مهمته للظفر باللقب الثالث وتحقيق رقم غير مسبوق على صعيد دوري المحترفين السعودي.
ويواصل الهلال افتقاده لخدمات محمد البريك الذي يعاني من إصابة غيبته عن مواجهتي النصر والحزم، وسيستمر سعود عبد الحميد في الحضور كلاعب أساسي، إذ يعود لمواجهة فريقه السابق الذي انتقل منه خلال فترة الانتقالات الشتوية لصفوف الهلال.
ويعول الأزرق كثيراً هذا المساء على خدمات البرازيلي ماثيوس بيريرا الذي توهج كثيراً على سبيل صناعة الأهداف، بالإضافة للنيجيري أودين إيغالو هداف الفريق، وسالم الدوسري، والبيروفي كاريلو، فيما ستشهد المباراة عودة متوقعة للقائد سلمان الفرج الذي كان على مقاعد البدلاء في مواجهة النصر وحل بديلاً لعدم جاهزيته الكاملة بداعي الإصابة.
ويأمل الاتحاد أن يواصل عروضه القوية والاقتراب أكثر من التتويج باللقب، خصوصاً أن فوزه على الهلال سيوسع الفارق مع أقرب مطارديه الشباب إلى 11 نقطة قبل نهاية الدوري بسبع مراحل.
ويفتقد الاتحاد في الكلاسيكو المنتظر عدداً من لاعبيه الأساسيين، أبرزهم هدافه الجديد المغربي عبد الرزاق حمد الله، ومدافعه عمر هوساوي بسبب الإصابة، وعبد الرحمن العبود بداعي الإيقاف، لينضمّوا إلى البرازيلي إيغور كورونادو، والمدافع المصري أحمد حجازي اللذين يواصلان برامجهما العلاجية منذ فترة.
وقدّم حمد الله أداءً مبهراً منذ انتقاله خلال فترة الانتقالات الشتوية بعد ارتدائه ألوان النصر، حيث سجّل 7 أهداف في 5 مباريات بينها ثلاثية بمرمى الأهلي في ديربي جدة.
ورغم هذه الغيابات عن تشكيلة المدرب الروماني كوزمين كونترا، بإمكان المتصدر الاعتماد على لاعبين مميزين أمثال الثلاثي البرازيلي مارسيلو غروهي، وبرونو هنريكي، ورومارينيو، وعبد العزيز البيشي، وفهد المولد، ومهند الشنقيطي.
ويعاني الاتحاد من ظروف الإصابات منذ عدة مباريات مضت، إلا أن انضمام الثلاثي عبد الرزاق حمد الله وعبد الرحمن العبود بالإضافة لعمر هوساوي الذي تعرض هو الآخر لإصابة في مواجهة ضمك سيزيد من صعوبة مهمته خارج أرضه أمام الهلال.
وستتجه أنظار جماهير الاتحاد هذا المساء تجاه البرازيلي رومارينهو الذي سيحمل على عاتقه مهمة زيارة شباك الهلال وقيادة فريقه للفوز ومعانقة النقاط الثلاث، بالإضافة إلى عبد العزيز البيشي، وكذلك فهد المولد الذي ساهم بتحول نتيجة مباراة فريقه أمام ضمك، بعدما حل بديلاً، ونجح بتسجيل أول أهداف المباراة. 


مقالات ذات صلة

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

رياضة سعودية إقامة شوط للسيدات يأتي في إطار توسيع المشاركة بهذا الموروث العريق (واس)

مهرجان الصقور: «لورد» غادة الحرقان يكسب شوط الصقارات

شهد مهرجان الملك عبد العزيز للصقور 2024؛ الذي ينظمه نادي الصقور السعودي، الجمعة، بمقر النادي بمَلهم (شمال مدينة الرياض)، جوائز تتجاوز قيمتها 36 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (ملهم (الرياض))
رياضة سعودية التقرير يتزامن مع حصول السعودية على شرف تنظيم كأس العالم 2034

«الشرق للأخبار»: 450 مليون دولار يوفرها «فيفا» من استضافة البطولة التي يشارك فيها 48 منتخباً

أصدرت «الشرق» للأخبار ثامن تقاريرها المطولة، والتي ترصد البيانات المالية في قطاع الرياضة، وهو «مونديال الشرق - السعودية 2034».

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية جانب من منافسات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح» (الشرق الأوسط)

«مهرجان الإبل»: موسى الموسى يتوج بسيف الملك للون «الشقح»

أعلنت لجنة التحكيم بمهرجان الملك عبد العزيز للإبل نتائج الفائزين في اليوم الثاني عشر من منافسات أشواط فعاليات مسابقة المزاين لفئة جمل سيف الملك للون «الشقح».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية المسؤولون السعوديون كانوا في قمة السعادة بعد إعلان الاستضافة (إ.ب.أ)

في أي شهر ستقام كأس العالم 2034 بالسعودية؟

حققت المملكة العربية السعودية فوزاً كبيراً وعظيماً في حملتها لجذب الأحداث الرياضية الكبرى إلى البلاد عندما تم تعيينها رسمياً مستضيفاً لكأس العالم 2034، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عالمية استاد المربع الجديد (واس)

استاد المربع الجديد... أيقونة الملاعب السعودية في مونديال 2034

يبرز استاد المربع الجديد بصفته أحد الملاعب المستضيفة لمباريات كأس العالم 2034 ومن المرتقب أن يؤدي دوراً أساسياً في نجاح هذا الحدث الرياضي العالمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».