كشفت الفارسة السعودية أبرار العبد القادر عن تطلعاتها لمزيد من النجاحات في رياضة الفروسية، من أجل تمثيل بلادها بشكل أفضل في المحافل المحلية والعالمية، خاصة بعد الإسهامات الكبيرة والدعم المستمر من جانب القيادة الرشيدة و«رؤية 2030». وأكدت الفارسة في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» بمناسبة اليوم العالمي للمرأة أنها تطمح في مواصلة تألقها خلال دورة الألعاب السعودية للقدرة والتحمل، مع نشر رياضة الفروسية في كل مكان بالمملكة.
> ماذا يعني لك يوم المرأة العالمي الذي يحتفي به العالم اليوم؟
- بالنسبة لي يوم المرأة العالمي هو يوم نتذكر فيه إنجازات المرأة السعودية، تحديدا على كافة الأصعدة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً. ولكي نتذكر أن المرأة بمثابة الجزء الأساسي لأي مجتمع سواء كانت امرأة عاملة أو ربة منزل، فهي عظيمة كأم وأخت وزوجة وابنة.
> هناك إنجازات وتطورات إيجابية عشتيها في السنوات الأخيرة تخص المرأة السعودية... ما تعليقك على ذلك؟
- نشهد اليوم تغيرا جذريا في كل ما يخص الاهتمام بالمرأة، وإتاحة الفرصة لها بممارسة عملها أو رياضتها أو هوايتها بحرية مع تعدد الخيارات بالمستوى المطلوب وأكثر، وقدمت المملكة العربية السعودية الدعم للمرأة في كافة المجالات، وبالحديث عن الرياضة فإننا نشهد برامج متنوعة بميزانيات ضخمة مقدمة من الدولة، وذلك لدعم الرياضات بشكل عام، أما الفروسية فأنا أعتبر ثاني فارسة سعودية في مجال رياضة القدرة والتحمل بتصنيف نجمتين بعد الفارسة السعودية خلود مختار.
وكما يقدم الاتحاد السعودي للفروسية الكثير من الإسهامات في رياضات قفز الحواجز والرماية من على ظهر الخيل وغيرها، فإننا نتطلع لنفس هذا الدعم في رياضة القدرة والتحمل، مثل وضع جوائز أفضل وزيادة عدد السباقات في المواسم المقبلة، كما نأمل بزيادة ميادين سباقات للقدرة والتحمل في أرجاء المملكة العربية السعودية.
> «رؤية 2030» تمكن الشباب السعودي والمرأة السعودية في مختلف المجالات... هل كانت سببا رئيسيا في النجاحات الأخيرة لك ولغيرك من البطلات في شتى الرياضات؟
- بالتأكيد، لأن الازدهار في كافة المجالات بدأ بعد إطلاق «رؤية 2030» وتطلعات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للنهوض بمستوى الألعاب الرياضية في كل مجال.
> أبرار العبد القادر تنتمي لفريق المملكة للفرسان... ماذا تقولين عن فريقك؟
- فريق المملكة للفرسان يعيش لحظات ذهبية بفضل الدعم الكبير الذي نجده من المسؤولين عنه وفي مقدمتهم الأمير الوليد بن طلال، وأشكره لدعمه الكبير للفارسات السعوديات، ووجودي في فريق المملكة القابضة، وتدريبي مع مدرب الفريق نجيب البرجس هو شرف لي، حيث كانت توجيهات مدربي هي الأساس في بداية مشواري في رياضة القدرة والتحمل حتى أصبحت ما عليه الآن مؤهلة لسباق تصنيف 3 نجمات للمشاركة في كأس العالم، من أجل تشريف وطني المملكة العربية السعودية.
> أنهيت سباق الفرسان لكأس خادم الحرمين الشريفين بأرقام قياسية في عالم القدرة والتحمل... كيف تحقق ذلك؟
- سباق الفرسان على كأس خادم الحرمين الشريفين في العُلا لمسافة 120 كم، ويعتبر أهم وأغلى سباق في الموسم تقدر قيمة جوائزه بـ15 مليون ريال، ويشارك فيه نحو 200 فارس وفارسة جاءوا للمشاركة من 35 دولة.
هذا السباق حلم كل فارس ومالك ومدرب ويجهز له أفضل الجياد في الموسم، وقصتي لخوض هذا السباق كانت أشبه بالمعجزة، لقد وصلت لمطار العُلا مشجعة فقط لزميلتي بالفريق الفارسة خلود مختار التي تم قبولها في قائمة الاحتياط، وانتهى بي الأمر بأن أصبح الفارسة السعودية الوحيدة التي أنهت أصعب وأغلى سباق في الموسم بأرقام قياسية في هذه الرياضة.
> بعد النجاح المحلي... هل هناك أمل في تحقيق إنجاز مماثل دولياً؟
- بالتأكيد... وذلك بوجودي في فريق له تاريخ حافل بالإنجازات في سباقات القدرة والتحمل، خاصة أنني مؤهلة لسباق تصنيف «3 ستار» المؤهل لكأس العالم.
> دورة الألعاب السعودية لرياضة القدرة والتحمل ستقام خلال عام 2022... هل ستكون هناك مشاركة من جانبكم؟
- نعم سـأشارك في دورة الألعاب السعودية وأنا مستعدة لخوض السباق وهذه التجربة الفريدة.
> ماذا تخططين خلال الأولمبياد السعودي؟
- هدفي هو أن أكون مثلا أعلى للفارسات السعوديات اللاتي يردن الدخول بشكل صحيح في رياضة القدرة والتحمل، لذلك تم إنشاء مجموعة بإشرافي لإعطاء التوجيهات وتبادل الخبرات بين الفارسات السعوديات، وأيضا كوني مدربة دولية فإنني أحمل على عاتقي تعليم وتدريب وتأهيل فارسات جاهزات للانطلاق لميادين السباقات، ولذلك تم العمل مع أكثر من أكاديمية في مختلف مناطق المملكة لتأسيس أكاديميات مسجلة في الاتحاد السعودي للفروسية، وتم تقديم استشارات وتدريب وتصميم نظام تشغيل على أساس معايير دولية تتناسب مع رؤية مملكتنا في الارتقاء بمستوى الرياضة بشكل عام والفروسية بشكل خاص.
> مدربك نجيب البرجس... ماذا أضاف لك؟ وهل تدينين له بالنجاح؟
- مدربي القدير نجيب البرجس هو بمثابة المعلم الذي وضعني في بداية مشوار سباقات القدرة والتحمل، هو شخصية تعلمت منها الكثير، وتعلمت منه أن أكون مستعدة لأي شيء في أي وقت. المخضرم نجيب هو موسوعة في مجال الخيل، لا يجامل ويعامل الفرسان والفارسات بالمثل دون تمييز.
> كيف بدأ حبك وتعلقك برياضة الفروسية؟
- بدأت رياضة الخيل في عام 2012 في البحرين، حيث تعلمت وتدربت على هذه الرياضة فيها على يد أفضل المدربين والمدربات.
> المجتمع السعودي هل ساعد في دخولك عالم الفروسية أم كانت هناك عقبات في طريقك؟
- المجتمع السعودي متنوع، وكثيرون أرى في أعينهم السعادة وهم يشاهدونني في سباقات القدرة والتحمل، وأجد دعما هائلا منهم.
> أبرار مديرة أكاديمية «النوال» للفروسية... ومؤسسة أكاديمية «البرجس» للقدرة والتحمل... ما هي طبيعة عملك في الأكاديميتين؟
- بدايتي مع أكاديمية «النوال» كانت زيارة للاستعلام عن خدمات إيواء الخيل، وانتهت بتأسيس أكاديمية وتوظيف فريق، وتسجيل الأكاديمية بعضوية في الاتحاد السعودي، وهي الآن من أفضل الأكاديميات على مستوى المملكة.
أما أكاديمية «البرجس» للقدرة والتحمل، فهي تحمل تاريخا حافلا بالفوز والمنصات والكؤوس؛ لذا تخصصنا في تخريج فارسات قدرة وتحمل وتجهيزهن لميادين السباقات.
> هل هناك هدف كبير تسعى أبرار لتحقيقه خلال المستقبل القريب؟
- هدفي هو الارتقاء بمستوى الأكاديميات والفارسات، كما أنني أعمل على مشروع العلاج بالخيل مع خبراء ذوي كفاءة ومتخصصين في هذا المجال.
> مع حصولك على شهادات مهنية في إدارة المشاريع وإدارة المخاطر... كيف أفادتك هذه الشهادات في تطوير ذاتك... شخصيتك... حياتك العملية والرياضية؟
- إلى جانب شهاداتي المهنية، لدي خبراتي الوظيفية في إدارة العقود والمشتريات والاستيراد والعلاقات العامة وإدارة المرفقات، وساعدني ذلك في تحقيق أهدافي في مجال إدارة الأعمال وفي عملي الخاص كخدمة تقديم الاستشارات، وتأسيس مشروعين ضخمين تحت إدارتي وإشرافي مع فريق عملي الرائع.
> المرأة الوحيدة الموجودة في سباق «الخالدية» للقدرة والتحمل، في مرحلة الـ«40» كيلومتراً... ماذا يعني لك هذا الإنجاز؟ وما ذكرياتك مع سباق الخالدية وأهم التحديات التي واجهتك؟
- أغلب السباقات التي شاركت فيها كنت المرأة الوحيدة التي تنافس الفرسان، فلذة الوصول إلى خط النهاية هو شعور بالفخر، وكل سباق له ذكرياته، مع طاقم المساعدين وتوجيهات المدرب.
> رياضة الفروسية... كيف أثرت فيك وأضافت لك... على مستوى الصفات الشخصية... قوة التحمل... اللياقة البدنية؟
- الفروسية غيرت في الكثير، لقد أصبحت أقوى بدنياً وفكرياً، وأستمد منها ثقتي وقوة شخصيتي وحبي لمساعدة الغير.
> المرأة السعودية وعالم الرياضة... هل كنت تتوقعين هذا النجاح الكبير الذي وصلت إليه؟
- بصراحة، لم أتوقع أن أصبح محترفة. بدايتي كانت هواية فقط، لكن حبي للخيل وقلة الفارسات اللاتي يرفعن علم البلد من العوامل التي دفعتني لاحتراف هذه الرياضة.
> ماذا ينقص المرأة السعودية للوصول إلى نجاحات أكبر في الفروسية ومختلف الرياضات بقادم الأيام؟
- لا ينقص المرأة السعودية أي شيء... لأنها أصبحت تنافس في منصات محلية ودولية، كما أنها ناجحة ومتصدرة ومتحدثة وقائدة ومنجزة، وذلك بفضل من الله ثم بفضل الدولة، لذلك يجب تقدير مكانتها في الاتحادات الرياضية الوطنية وحجز أماكن لها في المقدمة.